![]() |
|
قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث .. |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
۞مُفرَدَاتٌ قُرءانيّةٌ ومُصْطَلحَاتٌ فُرقَانِيَّةٌ۞
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 3661 | ||||
|
![]() ما معنى قوله تعالى
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3662 | |||
|
![]() السلام عليكم |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3663 | ||||
|
![]() اقتباس:
ما معنى قوله تعالى ((سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا (22) )) الكهف { سَيَقُولُونَ ثلاثة رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ } هؤلاء القائلون بأنهم ثلاثة أو خمسة أو سبعة ، هم المتنازعون في عددهم في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل الكتاب والمسلمين ، وقيل : هم أهل الكتاب خاصة ، وعلى كل تقدير فليس المراد أنهم جميعاً قالوا جميع ذلك ، بل قال بعضهم بكذا ، وبعضهم بكذا ، وبعضهم بكذا } ثلاثة رابعهم كلبهم } أي : هم ثلاثة أشخاص ، وجملة { رابعهم كلبهم } في محل نصب على الحال أي : حال كون كلبهم جاعلهم أربعة بانضمامه إليهم { وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ } الكلام فيه كالكلام فيما قبله ، وانتصاب { رَجْماً بالغيب } على الحال ، أي : راجمين أو على المصدر ، أي : يرجمون رجماً ، والرجم بالغيب هو القول بالظن والحدس من غير يقين ، والموصوفون بالرجم بالغيب هم كلا الفريقين القائلين بأنهم ثلاثة ، والقائلين بأنهم خمسة { وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ } كأن قول هذه الفرقة أقرب إلى الصواب بدلالة عدم إدخالهم في سلك الراجمين بالغيب . قيل : وإظهار الواو في هذه الجملة يدل على أنها مرادة في الجملتين الأوليين . قال أبو عليّ الفارسي : قوله { رابعهم كلبهم } ، و { سادسهم كلبهم } جملتان استغني عن حرف العطف فيهما بما تضمنتا من ذكر الجملة الأولى وهي قوله : { ثلاثة } ، والتقدير : هم ثلاثة ، هكذا حكاه الواحدي عن أبي علي ، ثم قال : وهذا معنى قول الزجاج في دخول الواو في : { وثامنهم } وإخراجها من الأوّل ، وقيل : هي مزيدة للتوكيد ، وقيل : إنها واو الثمانية ، وإن ذكره متداول على ألسن العرب إذا وصلوا إلى الثمانية كما في قوله تعالى : { وَفُتِحَتْ أبوابها } [ الزمر : 73 ] وقوله : { ثيبات وَأَبْكَاراً } [ التحريم : 5 ] . ثم أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يخبر المختلفين في عددهم بما يقطع التنازع بينهم فقال : { قُل رَّبّى أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم } منكم أيها المختلفون ، ثم أثبت علم ذلك لقليل من الناس فقال : { مَّا يَعْلَمُهُمْ } أي : يعلم ذواتهم فضلاً عن عددهم ، أو ما يعلم عددهم على حذف المضاف { إِلاَّ قَلِيلٌ } من الناس ، ثم نهى الله سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم عن الجدال مع أهل الكتاب في شأن أصحاب الكهف فقال : { فَلاَ تُمَارِ فِيهِمْ } المراء في اللغة : الجدال يقال : مارى يماري مماراة ومراءً أي : جادل ، ثم استثنى سبحانه من المراء ما كان ظاهراً واضحاً فقال : { إِلاَّ مِرَآء ظاهرا } أي : غير متعمق فيه وهو أن يقصّ عليهم ما أوحى الله إليه فحسب . وقال الرازي : هو أن لا يكذبهم في تعيين ذلك العدد ، بل يقول : هذا التعيين لا دليل عليه ، فوجب التوقف ، ثم نهاه سبحانه عن الاستفتاء في شأنهم فقال : { وَلاَ تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مّنْهُمْ أَحَداً } أي : لا تستفت في شأنهم من الخائفيين فيهم أحداً منهم ، لأن المفتي يجب أن يكون أعلم من المستفتي ، وها هنا الأمر بالعكس ، ولا سيما في واقعة أهل الكهف ، وفيما قصّ الله عليك في ذلك ما يغنيك عن سؤال من لا علم له . فتح القدير الجامع بين فني الرواية و الدراية من علم التفسير محمد بن علي بن محمد الشوكاني |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3664 | ||||
|
![]() اقتباس:
((وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (23) إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا (24) )) الكهف { ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غداً إلا أن يشاء الله } أي لا تقل يا محمد في شأن تريد فعله مستقبلاً أي سأفعل كذا إلا أن تقول إن شاء الله ، وذلك أنه صلى الله عليه وسلم لما سأله وفد قريش بإيعاز من اليهود عن المسائل الثلاث : الروح ، وأصحاب الكهف وذي القرنين ، قال لسائليه : أجيبكم غداً انتظاراً للوحي ولم يقل إن شاء الله ، فأدبه به تعالى بانقطاع الوحي عنه نصف شهر ، وأنزل هذه السورة وفيها تأديب له صلى الله عليه وقوله : { واذكر ربك إذا نسيت } أي إذا نسيت الاستثناء الذي علمناك فاذكره ولو بعد حين لتخرج من الحرج . أما الكفارة فلازمة إلا أن يكون الاستثناء متصلاً وقوله تعالى : { وقل عسى أن يهديني ربي لأقرب من هذا رشداً } أي وقل بعد النسيان والاستثناء المطلوب منك { عسى أن يهديني ربي لأقرب من هذا رشداً } أي لعل الله تعالى أن يهديني فيسددني لأّسَدَّ ما وعدتكم أن أخبركم به مما هو أظهر دلالة على نبوتي مما سألتموني عنه اختباراً . أيسر التفاسير أبو بكر الجزائري |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3665 | ||||
|
![]() اقتباس:
((وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا (25) قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا (26) )) الكهف *وقوله تعالى { ولبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعا } يخبر تعالى أن الفتية لبثوا في كهفهم رقوداً من ساعة دخلوه إلى أن أعثر عليهم قومهم ثلاثمائة سنين بالحساب الشمسي وزيادة بالحساب القمري . وقوله : { قل الله أعلم بما لبثوا } رد به على من قال من أهل الكتاب إن الثلاثمائة والتسع سنين هي من ساعة دخولهم الكهف إلى عهد النبي صلى الله عليه وسلم فأبطل الله هذا بتقرير الثلثمائة والتسع أولاً وبقوله { الله أعلم بما لبثوا } وثانياً وبقوله : { له غيب السموات والأرض } أي ما غاب فيهما ، ثالثاً ، وبقوله : { أبصر به وأسمع } أي ما أبصره بخلفه وما أسمعه لأقوالهم حيث لا يخفى عليه شيء من أمورهم وأحوالهم خامساً ، وقوله { ليس لهم } أي لأهل السموات والأرض من دونه تعالى { من ولي } أيْ ولا ناصر { ولا يشرك في حكمه أحداً } لغناه عما سواه ولعدم وجود شريك له بحال من الأحوال . هداية الآيات من هداية الآيات : 1- بيان اختلاف أهل الكتاب وعدم ضبطهم للأحداث التاريخية . 2- بيان عدد فتية أصحاب الكهف وأنهم سبعة وثامنهم كلبهم . 3- من الأدب مع الله تعالى أن لا يقول العبد سأفعل كذا مستقبلاً إلا قال بعدها إن شاء الله . 4- من الأدب من نسي الاستثناء أن يستثني ولو بعد حين فإن لا ينفعه الاستثناء إلا إذا كان متصلاً بكلامه . 5- تقرير المدة التي لبثها في كهفهم وهي ثلاث مائة وتسع سنين بالحساب القمري . أيسر التفاسير أبو بكر الجزائري |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3666 | ||||
|
![]() اقتباس:
((وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا (27) )) الكهف بعد نهاية الحديث عن أصحاب الكهف أمر تعالى رسوله بتلاوة كتابه فقال : { واتل } أي وأقرأ { ما أوحي إليك من كتاب ربك } تعبداً ودعوة للناس الى ربهم به وتعليماً للمؤمنين بما جاء فيه من الهدى . وقوله : { لا مبدل لكلماته } أي لا تتركن تلاوته والعمل به والدعوة إليه فتكون من الهالكين فإن ما وعد ربك به المعرضين عنه المكذبين به كائن حقاً وواقع صدقاً فإن ربك { لا مبدل لكلماته } الشتملة على وعده لأوليائه ووعيده لأعدائه ممن كفورا به وكذبوا بكتابه فلم يحلوا حلاله ولم يحرموا حرامه . وقوله تعالى : { ولن تجد من دون ملتحداً } أي انك إن لم تتل كتابه الذي أوحاه إليك وتعمل بما فيه فنالك ما أوعد به الكافرين المعرضين عن ذكره . { لن تجد من دون الله ملتحداً } أي موئلالاً تميل إليه وملجأ تحتمي به وإذا كان مثل هذا الوعيد الشديد يوجه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو المعصوم فغيره ممن تركوا تلاوة القرآن والعمل به فلا أقاموا حدوده ولا أحلوا حلاله ولا حرموا حرامه أولى بهذا الوعيد وهو حائق بهم لا محالة إن لم يتوبوا قبل موتهم. أيسر التفاسير أبو بكر الجزائري |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3667 | ||||
|
![]() اقتباس:
((وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا )) الكهف (28) نزلتْ هذه الآية في « أهل الصُّفَّة » وهم جماعة من أهل الله انقطعوا للعبادة فتناولتهم ألسنة الناس واعترضوا عليهم ، لماذا لا يعملون؟ ولماذا لا يشتغلون كباقي الناس؟ بل وذهبوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون : نريد أن تلتفت إلينا ، وأن تترك هؤلاء المجاذيب ، فأنزل الله تعالى : { واصبر نَفْسَكَ مَعَ الذين يَدْعُونَ رَبَّهُم . . } [ الكهف : 28 ] لذلك علينا حينما نرى مثل هؤلاء الذين نُسمِّيهم المجاذيب الذين انقطعوا لعبادة الله أن لا نحتقرهم ، ولا نُقلِّل من شأنهم أو نتهمهم؛ لأن الله تعالى جعلهم موازين للتكامل في الكون ، ذلك أن صاحب الدنيا الذي انغمس فيها وعاش لها وباع دينه من أجل دُنْياه حينما يرى هذا العابد قد نفض يديه من الدنيا ، وألقاها وراء ظهره ، وراح يستند إلى حائط المسجد مُمدّداً رجلاً ، لا تعنيه أمور الدنيا بما فيها . ومن العجيب أن صاحب الدنيا هذا العظيم صاحب الجاه تراه إنْ أصابه مكروه أو نزلتْ به نازلة يُهْرَع إلى هذا الشيخ يُقبّل يديه ويطلب منه الدعاء ، وكأن الخالق سبحانه جعل هؤلاء المجاذيب ليرد بهم جماح أهل الدنيا المنهمكين في دوامتها المغرورين بزهرتها . وأيضاً ، كثيراً ما ترى أهل الدنيا في خِدْمة هؤلاء العباد ، ففي يوم من الأيام قُمْنا لصلاة المغرب في مسجد سيدنا الحسين ، وكان معنا رجل كبير من رجال الاقتصاد ، فإذا به يُخرج مبلغاً من المال ويطلب من العامل صرفه إلى جنيهات ، فأتى العامل بالمبلغ في صورة جنيهات من الحجم الصغير ، فإذا برجل الاقتصاد الكبير يقول له : لا ، لا بُدَّ من جنيهات من الحجم الكبير؛ لأن فلاناً المجذوب على باب الحسين لا يأخذ إلا بالجنيه الكبير ، فقلت في نفسي : سبحان الله مجذوب على باب المسجد وشغل أكبر رجل اقتصاد في مصر ، ويحرص الرجل على إرضائه ويعطيه ما يريد . ثم يقول تعالى : { وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ . . } [ الكهف : 28 ] أي : اجعل عينيك فيهم ، ولا تصرفها عنهم إلى غيرهم من أهل الدنيا؛ لأن مَدد النظرة من رسول الله صلى الله عليه وسلم زاد للمؤمن { تُرِيدُ زِينَةَ الحياة الدنيا . . } [ الكهف : 28 ] لأنك إنْ فعلتَ ذلك وانصرفتَ عنهم ، فكأنك تريد زينة الحياة الدنيا وزخارفها . وفي أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بملازمة أهل الصُّفَّة وعدم الانصراف عنهم إلى أهل الدنيا ما يُقوِّي هؤلاء النفر من أهل الإيمان الذين جعلوا دَيْدنهم وشاغلهم الشاغل عبادة الله والتقرُّب إليه . لكن ، هل المطلوب أن يكون الناس جميعاً كأهل الصُّفَّة منقطعين للعبادة؟ بالطبع لا ، فالحق سبحانه وتعالى جعلهم بين الناس قِلّة ، في كل بلد واحد أو اثنان ليكونوا أُسْوة تُذكِّر الناس وتكبح جماح تطلّعاتهم إلى الدنيا . ومن العجيب أن ترى البعض يدَّعي حال هؤلاء ، ويُوهِم الناس أنه مجذوب ، وأنه وَليٌّ نَصْباً واحتيالاً ، والشيء لا يُدَّعَى إلا إذا كانت من ورائه فائدة ، كالذي يدَّعي الطب أو يدَّعي العلم لما رأى من مَيْزات الطبيب والعالم . فلما رأى البعض حال هؤلاء المجاذيب ، وكيف أنهم عزفوا عن الدنيا فجاءتْ إليهم تدقُّ أبوابهم ، وسعى إليهم أهلها بخيراتها ، فضلاً عَمَّا لهم من مكانة ومنزلة في النفس ومحبة في القلوب . فلماذا إذنْ لا يدعون هذه الحال؟ ولماذا لا ينعمون بكل هذه الخيرات دون أدنى مجهود؟ وما أفسد على هؤلاء العباد حالَهم ، وما خاض الناس في سيرتهم إلا بسبب هذه الطبقة الدخيلة المدَّعية التي استمرأتْ حياة الكسل والهوان . ثم يقول تعالى : { وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا . . } [ الكهف : 28 ] لأنه لا يأمرك بالانصراف عن هؤلاء والالتفات إلى أهل الدنيا إلا مَنْ غفل عن ذكر الله ، أما مَن اطمأن قلبه إلى ذِكْرنا وذاق حلاوة الإيمان فإنه لا يأمر بمثل هذا الأمر ، بل هو أقرب ما يكون إلى هؤلاء المجاذيب الأولياء من أهل الصُّفَّة ، بل وربما تراوده نفسه أن يكون مثلهم ، فكيف يأمر بالانصراف عنهم؟ وقد أوضح النبي صلى الله عليه وسلم الموقف من الدنيا في قوله : « أوحى الله إلى الدنيا : مَنْ خدمني فاخدميه ، ومَنْ خدمك فاستخدميه . . » فالدنيا بأهلها في خدمة المؤمن الذي يعمر الإيمانُ قلبه ، وليس في باله إلا الله في كل ما يأتي أو يَدَع . وقوله تعالى : { واتبع هَوَاهُ . . } [ الكهف : 28 ] أي : أن هذا الذي يُحرِّضك على أهل الصُّفَّة ما غفل قلبه عن ذكرنا إلا لأنه سار خلف هواه ، فأخذه هواه وألهاه عن ذكر الله ، فما دام قد انشغل بشيء يوافق هواه فلن يهتم بمطلوب الله ، إنه مشغول بمطلوب نفسه؛ لذلك يقول صلى الله عليه وسلم : « لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تِبَعاً لما جئتُ به » . فالمؤمن الحق سليم الإيمان مَنْ كان هواه ورغبته موافقة لمنهج الله ، لا يحيد عنه ، وقد قال الحق سبحانه وتعالى : { وَلَوِ اتبع الحق أَهْوَآءَهُمْ لَفَسَدَتِ السماوات والأرض . . } [ المؤمنون : 71 ] وقوله تعالى : { وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً } [ الكهف : 28 ] أي : كان أمره ضياعاً وهباءً ، فكأنه أضاع نفسه . ثم يقول الحق سبحانه : { وَقُلِ الحق مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن . . . } . تفسير الشعراوي محمد متولي الشعراوي |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3668 | ||||
|
![]() اقتباس:
((وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا (29) )) الكهف { أحاط بهم سرادقها } : حائط من نار أحيط بهؤلاء المعذبين في النار . { بماء كالمهل } : أي كعكعر الزيت أي الدردي وهو ما يبقى في أسفل الإناء ثخناً رديئاً . { وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر } أي هذا الذي جئت به وأدعوا إليه من الايمان والتوحيد والطاعة لله بالعمل الصالح هو ( الحق من ربكم ) أيها الناس . { فمن شاء } الله هدايته فآمن وعمل صالحاً فقد نجاه ومن لم يشأ الله هدايته فبقي على كفره فلم يؤمن فقد خاب وخسر . وقوله : { إنا أعتدنا للظالمين ناراً أحاط بهم سرادقها } أي جدرانها النارية ، { وإن يستغيثوا } من شدة العطش { يغاثوا بماء كالمهل } ردئياً ثخيناً { يشوي الوجوه } إذا أدناه الشارب من وجهه ليشرب شوى جلده ووجهه ولذا قيل فيه ذم له . { بئس الشراب وساءت } أي جهنم { مرتفقاً } في منزلها وطعامها وشرابها إذ كله سوء وعذاب هذا وعيد من اختار الكفر على الإيمان. أيسر التفاسير أبو بكر الجزائري |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3669 | ||||
|
![]() اقتباس:
((أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا (31) )) الكهف { من سندس واستبرق } : أي مارق من الديباج ، والاستبرق ما غلظ منه أي من الديباج { أولئك لهم جنات عدن } أي إقامة دائمة { تجري من تحتهم الأنهار يحلون فيها أساور من ذهب ويلبسون ثياباً خضراً من سندس واستبرق ، متكئين فيها على الآرائك } وهي الأسرة بالحجلة . ثم أثنى الله تعالى على نعيمهم الذي أعده لهم بقولهم : { نعم الثواب } الذي أثيبوا { وحسنت } الجنة في حيلها وثيابها وفرشها وأسرتها وطعامها وشرابها وحورها ورضوان الله فيها { حسنت مرتفقاً } يرتفقون فيه وبه ، جعلنا الله من أهلها . هداية الآيات من هداية الآيات : 1- بيان خيبة وخسران المعرضين عن كتاب الله فلم يتلوه ولم يعملوا بما جاء فيه من شرائع وأحكام . 2- الترغيب في مجالسة أبناء الآخرة الفقراء الصابرون وترك أبناء الدنيا والإعراض عما هم فيه . 3- على الداعي الى الله تعالى أن يبين الحق ، والناس بعد بحسب ما كتب لهم أو عليهم . 4- الترغيب والترهيب بذكر جزاء الفريقين الؤمنين والكافرين . 5- عذاب النار شر عذاب ، ونعيم الجنة ، نعم النعيم ولا يهلك على الله إلا هالك . أيسر التفاسير أبو بكر الجزائري |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3670 | ||||
|
![]() اقتباس:
((وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا (32) كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا (33) وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا (34) )) الكهف { وأضرب بهم مثلاً } : أي أجعل لهم مثلاً هو رجلين . . . الخ . { جنتين } : أي بستانين . { وحففناهما بنخل } : أي أحطناهما بخل . { آتت أكلها } : أي أعطت ثمارها وهو ما يؤكل . { ولم تظلم منهم شيئاً } : أي ولم تنقص منه شيئاً بل أتت به كاملاً ووافياً . { خلالهما نهراً } : اي خلال الأشجار والنخيل نهراً جارياً . { وهو يحاوره } : أي يحادثه ويتكلم معه . { وأعز نفراً } : أي عشيرة ورهطاً . يقول تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم واضرب لأولئك المشركين المتكبرين الذين اقترحوا عليك أن تطرد الفقراء المؤمنين من حولك حتى يجلسوا إليك ويسمعوا منك { اضرب لهم } أي اجعل لهم مثلا : { رجلين } مؤمناً وكافرا { جعلنا لأحدكما } وهو الكافر { جنتين من أعناب وحففناهما بنخل } أي أحطناهما بنخل ، { وجعلنا بينهما } أي بين الكروم والنخيل { زرعاً } { كلتا الجنتين آتت أكلها ولم تظلم منه شيئاً } أي لم تنقص منه شيئاً { وفجرنا خلالهما نهراً } ليسقيهما . { وكان له ثمر فقال لصاحبه وهو يحاوره } أي في الكلام يراجعه ، ويفاخره : { أنا أكثر منك مالاً وأعز نفراً } أي عشيرة ورهطاً ، قال هذا فخراً وتعاظماً . أيسر التفاسير أبو بكر الجزائري |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3671 | ||||
|
![]() اقتباس:
((وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا (35) وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا (36) )) الكهف { تبيد } : أي تفنى وتذهب . { خيراً منها منقلباً } : أي مرجعاً في الآخرة . { أكفرت بالذي خلقك من تراب ؟! } : الأستفهام للتوبيخ والخلق من تراب باعتبار الأصل هو آدم . { ودخل جنته } والحال أنه { ظالم نفسه } بالكفر والكبر وقال : { ما أظن أن تبيد هذه } يشير إلى جنته { أبداً } أي لا تفنى . { وما أظن الساعة قائمة ولئن ردت الى ربي } كما تقول أنت { لأجدن خيراً منها } أي من جنتي { منقلباً } أي مرجعاً إن قامت الساعة وبعث الناس معهم . هذا القول من هذا الرجل هو ما يسمى بالغرور النفسي الذي يصاب به أهل الشرك والكبر . أيسر التفاسير أبو بكر الجزائري |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3672 | ||||
|
![]() اقتباس:
((قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا (37) لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا (38) )) الكهف وهنا قال له صاحبه المسلم { وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب } وهو الله عز وجل حيث خلق أباك آدم من ( تراب ثم من نطفة ) أي ثم خلقك أنت من نطفة أي من مني { ثم سواك رجلاً } وهذا توبيخ من المؤمن للكافر المغرور ثم قال له : { لكنا هو الله ربي } أي لكن أنا أقول هو الله ربي ، { ولا أشرك بربي أحداً } من خلقه في عبادته . هداية الآيات : من هداية الآيات : 1- استحسان ضرب الأمثال للوصول بالمعاني الخفية الى الاذهان . 2- بيان صورة مثالية لغرس بساتين النخل والكروم . 3- تقرير عقيدة التوحيد والبعث والجزاء . 4- التنديد بالكبر والغرور حيث يفيضان بصاحبهما الى الشرك الكفر. أيسر التفاسير أبو بكر الجزائري |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3673 | ||||
|
![]() اقتباس:
(وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا (39) من سورة الكهف ما زال السياق الكريم في المثل المضرورب للمؤمن الفقير والكافر الغني فقد قال المؤمن للكافر ما أخبر تعالى به في قوله : { ولولا إذ دخلت جنتك } أي هلا إذ دخلت بستانك قلت عند تعجبك من حسنه وكماله { ما شاء الله } أي كان { لا قوة إلا بالله } أي لا قوة لأحد على فعل شيء أو تركه بإقدار الله تعالى له وإعانته عليه قلل هذا المؤمن نصحاً للكافر وتوبيخاً له . أيسر التفاسير أبو بكر الجزائري |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3674 | ||||
|
![]() اقتباس:
(فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا (40) أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا (41) من سورة الكهف ثم قال له { إن ترن أنا أقل منك مالاً وولداً } اليوم { فعسى ربي } أي فرجائي في الله { أن يؤتيني خيراً من جنتك ويرسل عليها } أي على جنة الكافر { حسباناً من السماء } أي عذاباً ترمى به . ( فتصبح صعيداً زلقاً ) : أي تراباً أملس لا ينبت زرعاً ولا يثبت عليه قدم . { أو يصبح ماؤها غوراً } الذي تسقى به غائراً في أعماق الأرض فلن تقدر على إستخراجه مرة أخرى ، وهو معنى { فلن تستطيع له طلباً } . أيسر التفاسير أبو بكر الجزائري |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3675 | ||||
|
![]() اقتباس:
( وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا (42) ) من سورة الكهف { او يصبح ماؤها غوراً } : أي غائراً في اعماق الأرض فلا يقدر عل ى استنباطه وإخراجه . { واحيط بثمره } : أي هلكت ثماره ، فلم يبقى منها شيء . { يقلب كفيه } : ندماً وحسرة على ما أنفق من جهد كبير ومال طائل . { وهي خاوية على عروشها } : أي ساقطة على أعمدتها التي كان يعرش بها للكرم ، وعلى جدران مبانيها . يخبر تعالى أن رجاء المؤمن قد تحقق إذ قد احيط فعلاً ببستان الكافر فهلك ما فيه من ثمر { فأصبح يقلب كفيه } ندماً وتحسراً { على ما أنفق فيها } من جهد ومال في جنته { وهي خاوية على عروشها } أي ساقطة على أعمدة الكرم التي كان يعرشها للكرم أي يحمله عليها كما سقطت جدران مبانيها على سقوفها وهو يتحسر ويتندم ويقول : { يا ليتني لم أشرك بربي أحداً ، ولم تكن له } جماعة قوية تنصره { من دون الله وما كان } المنهزم { هنالك } أي يوم القيامة { الولاية } اي القوة والملك والسلطان { لله } أي المعبود { الحق } لا لغيره من الأصنام والأحجار { هو } تعالى { خير ثواباُ } اي خير من يثبت على الإيمان والعمل الصالح . { وخير عقباً } أي خير يعقب أي يجزي بحسن العواقب . أيسر التفاسير أبو بكر الجزائري |
||||
![]() |
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
مُفرَدَاتٌ, قُرءانيّةٌ |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc