ليس كل مالم يفعله السلف ولم يكن في الصدر الأول ، فهو بدعة منكرة سيئة يحرم فعلها ويجب الإنكار عليها بل يجب أن يعرض ما أحدث على أدلة الشرع فما اشتمل على مصلحة فهو واجب أو على محرم فهو محرم
الحمد لله, اما بعد: فالكلام على هذه المقالة من وجهين.
-الاول: "ليس كل.......على ادلة الشرع". هذا اجمال فيه حق وباطل. فان كان المراد بالما لم يكن في الصدر الاول:ما هو متعلق بالعادات وحوائج الناس الدنيوية فهذا حق لا مرية فيه لقوله -صلى الله عليه وسلم- "انتم اعلم بامور دنياكم".
وان كان المراد ما هو متعلق بالعبادات وامور الدين -كما هو حال المولد- فقد مضى فيما اورده بعض اخواننا من الاثار قول ابن مسعود
"ويحكم يا أمة محمد ما أسرع هلكتكم ، هؤلاء صحابة نبيكم -صلى الله عليه وسلم- متوافرون وهذه ثيابه لم تبل وآنيته لم تكسر ، والذى نفسى فى يده إنكم لعلى ملة هى أهدى من ملة محمد ، أو مفتتحى باب ضلالة". وقبل ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم-"فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي واياكم ومحدثات الامور" فوصف خلفاءه بالرشاد الذي هو ضد الغواية وبالهداية التي هي ضد الضلال, وحذر من من المحدثات. ولينظر المسلم العاقل بعد ذلك في حكم الاحتفال بالمولد الذي لم يكن في الصدر الاول. مذكرين اخواننا القراء بامور:
1-ان العلماء عقدوا قاعدة محكمة ونصها "الاصل في العبادات المنع الا لنص والاصل في العادات الاباحة الا لنص" لذا صدق من قال "كل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف". وما احسن قول الامام مالك"ما لم يكن يومئذ دينا لا يكون اليوم دينا".
2-ان كثيرا ممن يدعي محبة النبي وتعظيمه هو من ابعد الناس عن الاقتداء به-عليه الصلاة والسلام- حتى في الهدي الظاهر مع ان القرءان ينص بحروفه "لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة".
3-ان العلماء مختلفين في تاريخ مولده -عليه الصلاة والسلام- بالضبط بل يرجح بعض العلماء ان التاريخ الذي يحتفل به الناس اليوم كمولد انما هو تاريخ الوفاة! فهذه مفارقة عجيبة. وبالجملة نقول لمن يريد الاحتفال "اثبت العرش ثم انقش".
4-الا يخشى المسلم دخوله في قوله -عليه الصلاة والسلام- "من سن في الاسلام سنة سيئة فله وزرها ووزر من عمل بها الى يوم القيامة"!
-الثاني: "فما اشتمل......فهو محرم" هذا الكلام يناقش على الصفة التي سنبينها اذا كان المراد بما لم يكن :العادات. اما العبادات فقد بينا الامر فيها.
اقول:استعمال (المصلحة) في مقابل (المحرم) خطا. فتعديل العبارة هكذا "فما اشتمل على مصلحة فهو واجب وما اشتمل على محرم فهو محرم" او هكذا "....على واجب فهو واجب....على محرم فهو محرم".
ثم اعلم ان خطاك الاصلاحي قد صاحبه خطا اخر: اذ ان ما اشتمل على مصلحة لا يشترط ان يكون واجبا فالسيارة -مثلا- فيها مصلحة فهل هي واجبة! ومن هنا انصح كل الاخوة ان يتحروا مايكتبون ولا يتكلموا فيما لا يحسنون لانه كما قيل "من تكلم في غير فنه اتى بالعجائب!" وما ضر الانسان ان يكون ناقلا عن العلماء الثقات او معلقا بكلمة طيبة.
تعلمنا انه عند اختلاف التنوع لايعاب قول من القولين
هل الامر تعصبا لعلماء نجد؟ وان الحق هو معهم والعلم عندهم؟ خاصة اذا لاحظنا ان كثيرا من علماء مصر والشام والعراق والمغرب والجزائر افتوا بجواز الاحتفال والذي يشدد بالتحريم هم علماء نجد.
الحمد لله اما بعد: فالظاهر ان -حضرة الاستاذ- لا يفرق بين (اختلاف التنوع) و(الخطا والصواب) فعليه اذا مراجعة كتب مقدمات دراسة الفقه مصحوبا بدعواتنا له بالتوفيق; هذا من جهة.
ومن جهة اخرى ننمي الى علمه ان المسلم مكلف باتباع الراجح من الاقوال المعضودة بالدليل الشرعي كما بينه السادة العلماء.
ثم نقول له-: ايعقل ان اخوانك يقولون لك "قال رسول الله....وقال ابن مسعود.....وقال عمر بن عبد العزيز...." وانت تقول "هل الامر تعصبا لعلماء نجد"! كما لا يفوتني تنبيهك ايضا ان ابن تيمية من علماء الشام. والفوزان من علماء الحجاز. ولعلك تقصد بعلماء (نجد) علماء (الحجاز) . فتنبه اخي -اجدد النصح لك- لما تكتب ولا تقل كلمة لتعتذر منها غدا.
كتبت ما كتبت -انا اخوكم (ابو عبد البر -Abbou Elbber خطا) تعليما للجاهل وتذكيرا للعالم ونصحا لمن كان مخطئا واستغفر الله لي ولكم.