1- (جزاكم الله خيراً) :
- جزى يجزي , و المصدر : (جزاء)
- (الكاف) مفعول أول , و (خيراً) مفعول ثان .
منه قوله تعالى : {وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا}
2- (جازاكم الله خيراً) :
- جازى يجازي , و المصدر : (مجازاة)
- (الكاف) مفعول أول , و (خيراً) مفعول ثان .
يقول الزبيدي في (تاج العروس) : "وقال الراغب لم يجئ في القرآن الا جزى دون جازى وذلك ان المجازاة هي المكافأة وهى المقابلة من كل واحد من الرجلين والمكافأة هي مقابلة نعمة بنعمة هي كفؤها ونعمة الله تتعالى عن ذلك فلهذا لا يستعمل لفظ المكافأة في الله تعالى وهذا ظاهر" . انتهى
* جزى و جازى يأتيان بنفس المعنى (كافأ بالإحسان أو الإساءة) , و كلا الفعلين يتعديان لمفعولين بهذا المعنى .
يقول الأزهري في (تهذيب اللغة) :
"وسُئل أبو العباس عن جزيته وجازيته، فقال: قال الفراء: لا يكون جَزَيتُه إلا في الخير، وجازيته يكون في الخير والشر"
للاضافة :
جاء في "لسان العرب":
(وسُئِلَ أبو العبَّاس عن جَزَيْته وجازَيْته، فقالَ: قالَ الفرَّاءُ: لا يكون جَزَيْتُه إلاَّ في الخير، وجازَيْته يكونُ في الخَيْرِ والشَّرِّ، قالَ: وغيرُه يُجِيزُ جَزَيْتُه في الخير والشرِّ، وجازَيْتُه في الشَّرِّ) انتهى.
وفيه عن الجوهريِّ قوله:
(جَزَيْتُه بما صنَعَ جَزاءً، وجازَيْتُه: بمعنًى) انتهى.
وقال أبو حيَّان الأندلسيُّ في "البحر المحيط" عند تفسيره قول الله : ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجازِي إلاَّ الكَفُورَ [ سبـأ 17 ]:
(وأكثرُ ما يُستعملُ الجزاءُ في الخيرِ، والمُجازاة في الشَّرِّ، لكن في تقييدهما قد يقعُ كلُّ واحدٍ منهما موقعَ الآخَرِ) انتهى.
وفي "زاد المسير" لابن الجوزيِّ -عند تفسير الآيةِ الكريمةِ-:
(فإن قيلَ: قد يُجازَى المؤمِن والكافرُ، فما معنى هذا التَّخصيص؟
فعنه جوابان:
أحدهما: أنَّ المؤمِن يُجزَى ولا يُجازَى، فيُقال في أفصح اللُّغةِ: جَزَى اللهُ المؤمِنَ، ولا يُقال: جازاه؛ لأنَّ جازاه بمعنى: كافأه، فالكافر يُجازى بسيِّئته مثلها، مكافأةً له، والمؤمِن يُزاد في الثَّواب، ويُتفضَّل عليه، هذا قول الفرَّاءِ.
والثَّاني: أنَّ الكافر ليستْ له حَسَنة تُكفِّر ذنوبه، فهو يُجازَى بجميع الذُّنوب، والمؤمِن قد أَحْبَطَتْ حسناتُه سيِّئاتِه، هذا قول الزَّجَّاج)