طبيعي من يعتقد في حزبه أنّه خير من الصّحابة ، أن يحصر الخير في نفسه ، فهذا الارتفاع و التّعالي الحركي هو الذي أوردهم الموارد ، و حملهم على سوء الظّنّ بعموم المسلمين ، و الحكم على مجتمعاتهم بالجاهليّة ، ناهيك عن حكمهم على الولاّة بالتّكفير .
قال الشّيخ حسن البنّا رحمه الله ( في كتابه مذكرات الدعوة و الداعية (ص:232)بواسطة
رفقا أهل السنة بأهل السنّة )):
فدعوتكم -الإخوان المسلمون-أحقُّ أن يأتيها النّاسُ و لا تأتي أحداً ، إذ هي جماع كلّ خير ، و غيرها لا يسلم من النّقص).
أعوذ بالله من هذا الغرور ، و الله المستعان على هذا التعالي ممّن فرّق الجماعة و شدّ الرّحال للقبور و فوّض معاني الأسماء و الصّفات .
إقصائيّون حتّى النّخاع .انتهى ص:44-45.
لفتة :
قد يقول قائل : ما وجه نقل الشيخ حمد لكلام البنا رحمه الله بواسطة كتاب : رفقا أهل السنة بأهل السنة للشيخ العباد ؟!.
أقول : فيه إشارة إلى وحدة الغلط و وجه الشبه بين الإخوان و غلاة التّجريح !.
و قد استدلّ الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله بكلام البنا رحمه الله ، لمشابهة الغلاة لمقولة حسن البنّا هنا !!!.
فهم أيضا : إقصائيّون حتّى النّخاع !.
بل أشدّ !.
فالغلاة إقصائيّون مع أهل التّوحيد و السنّة بالدّرجة الأولى ، و غيرهم من باب الأولويّة !!!.
و حتّى لا أترك أوّل الحديث غير مفهوم، عن تفضيل الإخوان لأميرهم حسن البنا رحمه الله ، أنقل الكلام الذي نقله الشيح حمد العثمان عنهم :
غرور الحركة:
تفضيل البنا على الصّحابة:
غرور الحركة فوق ما نتصوّرهُ ، ممكن يزهو الإخوان المسلمون بأنفسهم ، و يقارنون أنفسهم بالأحزاب الأخرى ، مع ما هم عليه من انحراف في العقيدة و المنهج .
أمّا أن يرى الإخوان المسلمون أنفسهم أو قيادتهم أفضل من الصّحابة ، فذلك الغرور المتناهي ، الذي سيُضْحِكُ عليهم كلّ من يُقدّر الصّحابة حقّ قدرهم و يعرف سيرتهم .
يقول د.يوسف القرضاوي مبينا ما جرى في كليّة الأزهر من مساجلة بين الشيخ أحمدين ، و أتباع حسن البنا ، لما قرروا تفضيل حسن البنا على الصّحابة (ابن القرية:1/491):
( و هنا قال أحد الإخوة في الفصل ( و هو الأخ محمد حسن راضي ، من بسيون): مثل الشيخ حسن البنا و ما قام به من دعوة و جهاد -يعني : أفضل من بعض الصّحابة -.
و ما إن ذكر اسم حسن البنا حتى ثار الشيخ أحمدين ثورة عارمة ، و قال : تريد أن تجعل حسن البنا أفضل من الصّحابة ؟و هاجم الأستاذ حسن البنا بعنف .
و هنا قلت للشيخ : يا مولانا هذا رجل أفضى إلى ربه ، و قد نهينا عن سبّ الموتى ، و ما ذنب حسن البنا إذا اختار أحد تلامذته رأيا يُخالف رأي فضيلتك ، أو رأي الجمهور ؟)انتهى كلام د.القرضاوي.
و اعتراض القرضاوي على الشيخ أحمدين فاسد ، فأين حسن البنا من الصّحابة ؟!!.
و المسألة اعتقادية ليست كما يريد توصيفها د.القرضاوي
( كلٌّ لهُ رَأْيُهُ)).
أئمّة السّلف ما رضوا بتفضيل عمر بن عبد العزيز رحمه الله على الصحابة مع تمام ورع و ديانة و عدل و تقوى عمر بن عبد العزيز رحمه الله و صحة اعتقاده .
قيل لحماد بن سلمة : أيهما أفضل معاوية أو عمر بن عبد العزيز ؟
فقال : أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يُقاسُ بهم أحد .-رواه الآجري في الشريعة (3/520)و إسناده صحيح -.
و قيل لابن المبارك رحمه الله : معاوية خير أو عمر بن عبد العزيز ؟.
فقال ابن المبارك : تُرابٌ دخلَ في أنف معاوية رضي الله عنه مع رسول الله صلى الله عليه و سلّم خير و أفضل من عمر بن عبد العزيز .-رواه الآجري في الشريعة (3/520)و إسناده صحيح-.
فشرف صحبة النبي صلى الله عليه و سلّم وحدها لا يدركها حسن البنا و لا أصحاب البنا جميعا.
و نقاوة عقيدة الصحابة لا يدركها حسن البنا الذي يشد الرحال للقبور و يفوض معاني أسماء الله و صفاته ، و يُفارق الجماعة