يقول أحد التائبين واللذين تعصبوا وتأثرو بفكر سيد قطب
بعد ست سنوات عجاف أمضيتها من عمري في صفوف حركة الإخوان المسلمين، وبعد أن كنت من مريدي سيّد قطب الأوائل....كان الموضع الأوّل الذي جعلني أذرف الدموع لأول مرّة على ذلك الماضي هو ما وجدته أثناء دراستي لبعض كتب العلّامة ربيع السنّة في ردوده على سيّد قطب....وكنت لا زلت يومها حزبيّا، فأخذت كتاب (أضواء اسلامية) من أحد الأخوة الذين أبغضهم - في حينه - بسبب سلفيّتهم وأخذت أتتبع النقول التي نقلها الشيخ ربيع من كتب سيّد قطب نفسها -وكان جلّها متوفرا في مكتبة الجامعة - وراعني ما قاله سيّد قطب في موسى عليه الصلاة والسلام خاصة في سؤال الرؤية.....
وبعد تلك الصدمة، لم أرجع الى الحق، بل أخذت في تتبّع التفاسير السلفية والخلفية لآية الرؤية لعلّي أجد من قال بقول سيّد قطب فأدّعي أن له سلفا وأجد له عذرا، ولكن ارتد ّ الي البصر خاسئا وهو حسير، فمن ذا الذي يتجرّأ على النبيين بمثل ما تجرّأ به سيّد قطب....والكلام الذي أعنيه لسيد قطب هو قوله في التصوير الفني (163):
"فلندعه هنا لنلتقي به في فترة ثانية من حياته بعد عشر سنوات؛ فلعله قد هدأ وصار رجلاً هادئ الطبع حليم النفس.
كلا! فها هو ذا يُنادي من جانب الطور الأيمن: أن ألق عصاك. فألقاها؛ فإذا هي حيةٌ تسعى، وما يكاد يراها حتى يثب جرياً لا يعقبُ ولا يلوى... إنه الفتى العصبي نفسه، ولو أنه قد صار رجلاً؛ فغيره كان يخاف نعم، ولكن لعله كان يبتعد منها، ويقف ليتأمل هذه العجيبة الكبرى".
ثمّ نظرت!!فإذا في مكتبتي كتاب قصص الأنبياء للحافظ ابن كثير رحمه الله ، وخلال نظري في فهرسه وجدت أن له كلاما في سؤال الرؤية، فقفزت اليه بسرعة البرق فإذا فيه
"قال الله تعالى (ولما جاء موسى لميقاتنا) أي: في الوقت الذي أمر بالمجيء فيه، (وكلمه ربّه) أي: كلمه من وراء الحجاب، الا أنه أسمعه الخطاب، فناداه وناجاه، وقربه وأدناه، وهذا مقام رفيع، ومعقل منيع، ومنصب شريف ومنزل منيف، فصلوات الله عليه تترى، وسلامه عليه في الدنيا والأخرى، ولمّا أعطي هذه المنزلة العليّة، والمرتبة السنيّة، وسمع الخطاب، سأل رفع الحجاب، فقال للعظيم الذي لا تدركه الابصار، القوي البرهان، (رب أرني أنظر اليك قال لن تراني)، ثم بيّن تعالى أنه لا يستطيع أن يثبت عند تجليه تبارك وتعالى، لأن الجبل الذي هو أقوى وأكبر ذاتا وأشد ثباتا من الانسان، لا يثبت عند التجلّي من الرحمن (ولهذا قال (ولكن انظر الى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني)... " قصص الانبياء (337).
فما ملكت نفسي أمام هذا الأدب السلفيّ الرفيع، فأخذ مني البكاء مأخذا عظيما، والحمد لله،فمن يومها قد طلقنا الحزبية طلاق المتلاعنين لئلا يتوهم جواز الرّجعة، وأسأل الله أن يحفظنا فيما بقي
فنحن انصار انصار السنة..يهمنا معرفة الناس الزلات والطامات الذي كتبها سيد قطب شئتم أم أبيتم لازم نعري هذا الفكر الذي هيمن على عقول الشباب ..إن لم تريدون الاقناع والتلون بألف لون واللف والدوران هذا شأنكم لانه يهمنا من يدخل متأثر بأفكارسيد قطب ولم يطلع عن كتبه وآفاته لانكم مصرين على تستر لكلامه وردم زلاته وجعلنا لا نتكلم ولا نبين للخلق عيوبه ..لا والله كما هذا الشاب وأمثاله الكثير من يريد الحق ويريد ثواب الآخرة وليس العاطفة الرنانة .. .