كان على قطاع التربية و المعلمين و الأساتذة أن يتحركوا منذ زمان لأن كل منحنيات التعليم كانت في نزول متزايد... و اليوم أصبح قطاع التعليم يعيش في وضعية صعبة جدا فالمعلم أصبح يكافح من أجل لقمة العيش و أصبح من الصعب عليه التركيز جيدا على المهمة الرئيسية و هي تقديم المعلومات و الرفع من مستوى التلاميذ والمدرسة الجزائرية. المعلم في المدرسة الجزائرية إستهلكت طاقاته في أمور بعيدة عن مهمة التعليم فأصبحت التربية هي المهمة الفعلية فالتلاميذ في هذه الأيام يأتون إلى المدارس و هم في حالة إنفلات و عدم إنضباط و عدم رغبة حتى في الدراسة و كأنهم مدفعون بالقوة من أولياءهم الذين يريدون أن يتخلصوا منهم و لو لنصف يوم. و أصبح المعلم يوميا أمام 40 منفلت و مراهق يجب أولا أن يضبط الصف و هذه مهمة مستحيلة خاصة أن العقاب الجسدي الرادع ممنوع .أما الوسائل و الإمكانيات التعليمية فحدث و لاحرج و التسيير العشوائي و القرارات الخاطئة للوزارة و غياب نظرت إستراتجية و التغييرات الكارثية تحت غطاء الإصلاح... المدرسة و الجامعة و التعليم في الجزائر كارثي و لا يصنف أصلا في مقياس التعليم العالمي .. ففي الوقت الذي تنتج المدارس اليابانية و الصينية و الأمريكية العلماء بالألاف سنويا تعجز المدرسة الجزائرية على إخراج عالم واحد أو نصف عالم.. كان على قطاع التربية أن يتحرك منذ زمان قبل أن يصبح الوضع ميؤوس منه لأن في السنوات القادمة سوف تتدهور كل شيء و يصبح التلاميذ عصابات تأتي للمدارس لتروج للمخدرات و للجريمة و ليس للتعلم فالأجيال العاقلة و المتربية أنتهت و سوف لن يأتي إلا المدارس إلا أجيال المسلسلات المدبلجة و الحرقة و المخدرات و سوف يعمل الإختلاط كوقود لهذا الإنفلات...