- (قال الشافعي رحمه الله تعالى: لو ما أنزل الله حجة على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم).
هذا الأثر، نقله الحافظ ابن كثيرٍ عن الشافعي بلفظ آخر وهو: (لو تفكر الناس في هذه السورة لكفتهم) أو (لوسعتهم) -أو قريبا من هذه العبارة-.
وهذه العبارة أولى؛ لوضوح المقصود منها.
بخلاف العبارة التي نقلها الإمام فهي موهمةٌ، ولكنْ لها وجه صحيح، كما ذكر ذلك العلامة ابن عثيمين في شرحه.
وتوجيه العبارة -على رواية الإمام- أن يُقال: إن قصدَ الشافعي رحمه الله بقوله: (لو ما أنزل الله حجة على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم): أنها كافية للخلق في حثهم للتمسك بهذا الدين، لا أنها تكفي في تفاصيل الشرائع.
فإن المسلم إذا علم أنه لا ينجو من الخُسر إلا بالصفات الأربع وهي الإيمان -ويدخل فيها العلم- والعمل الصالح، والتواصي بالحق، والتواصي بالصبر، فإنه سيسعى في تخليص نفسه من الهلاك والخسران، وذلك بتحصيل هذه الصفات الأربع، ولا يكون ذلك إلا باتباع ما أنزله الله في كتابه، وما جاء عن رسوله صلى الله عليه وسلم.