[align=justify]
2- روى الترمذي في جامعه وحسنه الألباني في صحيح سنن الترمذي حديث رقم (2224) عَنْ زِيَادِ بْنِ كُسَيْبٍ الْعَدَوِيِّ قَالَ كُنْتُ مَعَ أَبِي بَكْرَةَ تَحْتَ مِنْبَرِ ابْنِ عَامِرٍ وَهُوَ يَخْطُبُ وَعَلَيْهِ ثِيَابٌ رِقَاقٌ فَقَالَ أَبُو بِلَالٍ انْظُرُوا إِلَى أَمِيرِنَا يَلْبَسُ ثِيَابَ الْفُسَّاقِ فَقَالَ أَبُو بَكْرَةَ اسْكُتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ أَهَانَ سُلْطَانَ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ أَهَانَهُ اللَّهُ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ .
يقول الشيخ أحمد عمر بازمول في رسالته السنة فيما يتعلق بولي الأمة : " وجوب احترام و توقير الإمام و تحريم انتقاصه و إهانته:
و بين أن ولي الأمر يجب إجلاله و إكرامه و يحرم انتقاصه و إهانته كما أخرج الإمام أحمد في المسند و الترمذي في السنن عَنْ زِيَادِ بْنِ كُسَيْبٍ الْعَدَوِيِّ قَالَ :"كُنْتُ مَعَ أَبِي بَكْرَةَ تَحْتَ مِنْبَرِ ابْنِ عَامِرٍ وَهُوَ يَخْطُبُ وَعَلَيْهِ ثِيَابٌ رِقَاقٌ فَقَالَ : أَبُو بِلَالٍ انْظُرُوا إِلَى أَمِيرِنَا يَلْبَسُ ثِيَابَ الْفُسَّاقِ فَقَالَ : أَبُو بَكْرَةَ اسْكُتْ فإني سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنْ أَكْرَمَ سُلْطَانَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي الدُّنْيَا أَكْرَمَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَنْ أَهَانَ سُلْطَانَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي الدُّنْيَا أَهَانَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".
فتأمل يا بوجملين كيف أن أبا بكرة رضي الله عنه اعتبر الكلام في ولي الأمر و القدح فيه من إهانته و قد علق الإمام الذهبي رحمه الله على هذه القصة بقوله : أبو بلال هذا خارجي و من جهله عدَّ ثياب الرجال الرقاق لباس الفساق "
3- وما رواه ابن أبي عاصم في كتاب السنة عن عياض بن غنم قال لهشام بن حكيم ألم تسمع يا هشام رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول من كانت عنده نصيحة لذي سلطان فليأخذ بيده فليخلوا به فإن قبلها قبلها وإن ردها كان قد أدى الذي عليه" صححه الألباني في ظلال الجنة في تخريج كتاب السنة الحديث رقم (1098).
ولقد بوب بن أبي عصام رحمه الله في كتاب السنة لهذا الحديث وغيره بقوله : باب ما ذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه زجر عن سب السلطان.
4- عن أنس –رضي الله عنه - قال : نهانا كبراؤنا من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قالوا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا تسبوا أمراءكم ولا تغـشـوهم ولا تبغضوهم واتقوا الله واصبروا فإن الأمر قريب )) حديث صحيح رواه ابن أبي عاصم وصححه الألباني .
5-أخرج الإمام أحمد في "المسند" عن سعيد بن جهمان قال : ( أتيت عبد الله بن أبي أوفى وهو محجوب البصرة ، فسلمت عليه . قال لي: من أنت ؟ فقلت : أنا سعيد بن جهمان . قال : فما فعل والدك ؟ قال : قلت : قتلته الأزارقة . قال : لعن الله الأزارقة لعن الله الأزارقة ، حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم كلاب النار . قال : قلت : الأزارقة وحدهم أم الخوارج كلها ؟ قال : بلى الخوارج كلها . قال : قلت : فإن السلطان يظلم الناس ويفعل بهم . قال فتناول يدي ، فغمزها بيده غمزةً شديدة ، ثم قال : ويحك يا ابن جهمان ، عليك بالسواد الأعظم ، عليك بالسواد الأعظم ، إن كان السلطان يسمع منك فائته في بيته ، فأخبره بما تعلم ، فإن قبل منك ، وإلا فدعه ؛ فإنك لست بأعلم منه ) وقد أخرج جزء منه ابن أبي عاصم في "السنة" وحسنه الألباني رحمه الله في "ظلال الجنة " (2/424).
تأمل يا بوجملين كلام إمام أهل السنة الجماعة رحمه الله تعالى كيف كان وإن كان السلطان ظالما تأمله يا بوجملين فإنه نفيس وعض عليه بالنواجذ
ومن الأثار عن السلف في ذلك ما يلي :
عبد الله بن عكيم:
قال ابن سعد في "الطبقات الكبرى"(86): أخبرنا عبد الله بن ادريس عن محمد بن أبي أيوب عن هلال بن أبي حميد قال : سمعت عبد الله بن عكيم يقول : لا أُعين على دم خليفة أبداً بعد عثمان، فيقال له : يأبا معبد ، أوَ أعَنْتَ على دمه ؟ فيقول : "إني أعدُّ ذِكْر مساويه عوناًَ على دمه " أهـ.
وهذا سند حسن ، رجاله كلهم ثقات ، ومحمد بن أبي أيوب صدوق ، وابن عكيم :ثقة مخضرم ، أدرك حياة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
تأمل يا بوجملين كيف كان يرى الكلام عنه إعانة على قتله
الحسن البصري –رحمه الله تعالى-:
يقول الحسن البصري - رحمه الله تعالي – في الأمراء : (( هم يلون من أمورنا خمساً : الجمعة، والجماعة، والعيد، والثغور، والحدود, والله لا يستقيم الدين إلا بهم، وإن جاروا وظلموا والله لما يصلح الله بهم أكثر مما يفسدون، مع أن طاعتهم – والله – لغبطة وأن فرقتهم لكفر ))
كلام الإِمام الحافظ أبو بكر الإِسماعيلي:
وقال الإِمام الحافظ أبو بكر الإِسماعيلي (( ت سنة 371 هـ )) رحمه الله في (( اعتقاد أهل السنة )): ( و يرون [ أي أهل السنة و الجماعة] الصلاةَ ؛ الجمعة وغيرها ، خلف كل إِمام مسلم ، براًّ كان أو فاجرا ... ويرون الدعاء لهم بالصلاح والعطف إِلى العدل ).
كـــــــلام أبو جعفر الطحاوي:
يقول الإِمام أبو جعفر الطحاوي رحمه الله (( ت سنة 321 هـ )) في (( عقيدته المشهورة )) ما نصه( ولا نرى الخروج على أئمتنا و ولاة أمورنا وإِن جاروا ، ولا ندعوا عليهم ولا ننزع يدا من طاعتهم ، ونرى طاعتهم من طاعة الله عزوجل فريضة ما لم يأمروا بمعصية، وندعوا لهم بالصلاح والمعافاة ) .
كلام الإمام أبو عثمان الصابوني:
وقال الإِمام شيخ الإِسلام أبو عثمان الصابوني رحمه الله (( ت سنة 449 هـ )) في (( عقيدة السلف وأصحاب الحديث )) : ( ويرى أصحاب الحديث الجمعة والعيدين و غيرهما من الصلوات ، خلف كل إِمام ، برا كان أو فاجراً ، ويرون جهاد الكفرة معهم ، وإِن كانوا جَوَرة فجرة ، ويرون الدعاء لهم بالإِصلاح والتوفيق والصلاح ، وبسط العدل في الرعية(.
كلام الإمام البربهاري :
قال البربهاري في " شرح السنة " (ص 113) :"إذا رأيت الرجل يدعو على السلطان ؛ فاعلم أنه صاحب هوى ، وإذا رأيت الرجل يدعو للسلطان بالصلاح ؛ فاعلم أنه صاحب سنة -إن شاء الله -"اهـ.
كلام الحافظ بن عبد البر:
قال الحافظ بن عبد البر رحمه الله تعالى في كتاب التمهيد (21/287)
إن لم يتمكن نصح السلطان ، فالصبر والدعاء ، فإنهم كانوا – يعني الصحابة – ينهون عن سب الأمراء : أخبرنا محمد بن خليفة قال حدثنا محمد بن الحسين البغدادي قال : حدثنا عبدالله بن محمد بن عبد الحميد قال حدثنا أبو هشام الرفاعي قال : حدثنا يحيى بن يمان قال : حدثنا سفيان عن قيس بن وهب عن أنس بن مالك قال : كان الأكابر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهوننا عن سب الأمراء ) اهـ .
هذا بعض من معاملة السلف للحكام وفيما يلي أنقل لك كلام المتأخرين من العلماء وأرجوا أن لا أكون أطلت فالمقام يقتضي ذلك وفيما يلي سأنقل لك كلام المتأخرين من العلماء في هذه القضية
يتبع .....[/align]