بسم الله الرحمن الرحمن .
.
.
إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره
و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا
من يهده الله فلا مضلّ له و من يضلل فلا هادي
و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
و أشهد أن محمّدا عبده و رسوله
.
.
أما بعد فهذه ثلاث مسائل :.
.
رؤية الله تعالى في الجنة
و رضوان الله على أهل الجنة
و تكليمه لهم
نسأل الله أن يجعلنا من أهلها
أما مسألة الرؤية
فهي من أشرف المسائل
وهي من أمهات أصول الدين وهي غاية ما يسعى له المجتهدون والمشمرون .
.
ويتنافس فيها المتنافسون
.
ولذلك أفردت هذه المسألة في مؤلفات كثيرة وذكرها أهل السنة في أصول الاعتقاد وذكروا الأدلة على ثبوتها ورموا من خالف فيها الكتاب والسنة بالضلال والابتداع هنا تكمن أهمية دراسة هذه المسألة.
قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى :
- والإيمان بالرؤية يوم القيامة كما رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم من الأحاديث الصحاح.
وأن النبي صلى الله عليه وسلم قد رأى ربه فإنه مأثور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم صحيح.
رواه قتادة عن عكرمة عن ابن عباس ورواه الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس ورواه
علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس.
والحديث عندنا على ظاهره كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم والكلام فيه بدعة ولكن نؤمن
به كما جاء على ظاهره ولا نناظر فيه أحداً............
- وأن الله يكلم العباد يوم القيامة ليس بينهم وبينه ترجمان.
والإيمان به والتصديق به.
( شرح السنة للإمام أحمد )
يقول ابن الأثير:
" رؤية الله هي الغاية القصوى في نعيم الآخرة، والدرجة العليا من عطايا الله الفاخرة، بلغنا الله منها ما نرجو ".(جامع الأصول 10-557)
و في العقيدة المشهورة باسم " العقيدة الطحاوية " ، قال : " والرؤية حق لأهل الجنة ، بغير إحاطة ولا كيفية، كما نطق به كتاب ربنا: ( وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة ) [ القيامة : 22-23] ، وتفسيره على ما أراد الله تعالى وعلمه ، وكل ما جاء في ذلك الحديث الصحيح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهو كما قال، ومعناه على ما أراد ، لا ندخل في ذلك متأولين بآرائنا ولا متوهمين بأهوائنا، فإنه ما سَلِم في دينه إلا من سلّم لله عز وجل ولرسوله - صلى الله عليه وسلم -. وردّ علم ما اشتبه عليه إلى عالمه ". (شرح الطحاوية 203)
قال ابن القيم رحمه الله تعالى في نونية الجنة :
ويرونه سبحانه من فوقهم*** نظر العيان كما يرى القمران
هذا تواتر عن رسول الله لم*** ينكره الا فاسد الايمان
وأتى به القرآن تصريحا وتعـ***ـريضا هما بسياقه نوعان
وهي الزيادة قد أتت في يونس*** تفسبر من قد جاء بالقرآن
ورواه عنه مسلم بصحيحه*** يروي صهيب ذا بلا كتمان
وهو المزيد كذاك فسر أبو***بكر هو الصديق ذو الايقان
وعليه أصحاب الرسول وتابعو***هم بعدهم تبعية الاحسان
ولقد أتى ذكر اللقا لربنا الـ***ـرحمن في سور من الفرقان
ولقاؤه إذ ذاك رؤيته حكى الـ***إجماع فيه جماعة ببيان
وعليه أصحاب الحديث جميعهم*** لغة وعرفا ليس يختلفان
يتبع.......