أما إنكارك للإجماع أخي" العز عبد السلام" فمردود عليك بإثباته فالمثبت أولى من النافي وقد سبق إثبات الإجماع من كلام الحافظ ابن رجب فإن أنكرته أزيدك إجماع آخر:
قال الإمام أبو عثمان الصابوني ـ رحمه الله ـ : ( واتفقوا ـ أي السلف ـ مع ذلك على القول بقهر أهل البدع وإذلالهم وإخزائهم وإبعادهم وإقصائهم والتباعد منهم ومن مصاحبتهم وعاشرتهم والتقرب إلى الله عز وجل بمجانبتهم ومهاجرتهم ) .
وقال محمد ابن أبي حاتم : ( وسمعت أبي وأبا زرعة يأمران بهجران أهل الزيغ والبدع يغلظان في ذلك أشد التغليظ وينكران وضع الكتب برأي في غير اَثار وينهيان عن مجالسة أهل الكلام والنظر في كتب المتكلمين ويقولان : لا يفلح صاحب كلام أبداً ) .
وقال جعفر بن عبد الله : ( جاء رجل إلى مالك بن أنس يعني يسأله عن قوله { الرحمن على العرش استوى } قال : فما رأيته وجد من شيء كوجده من مقالته, وعلاه الرحضاء وأطرق القوم فجعلوا ينتظرون الأمر به فيه ثم سري عن مالك فقال: الكيف غير معلوم والاستواء غير مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة, وإني لأخاف أن تكون ضالاً, ثم أمر به فأخرج ) .
وقال أبو اسماعيل محمد بن اسماعيل الترمذي : ( كنت أنا وأحمد ابن الحسن الترمذي عند أبي عبد الله أحمد بن حنبل فقال له أحمد بن الحسن: يا أبا عبد الله: ذكروا لابن أبي قتيلة بمكة أصحاب الحديث, فقال : أصحاب الحديث قوم سوء, فقام أبو عبد الله وهو ينفض ثوبه فقال: زنديق زنديق زنديق ودخل بيته).
نقلا عن كتاب""إرشاد البرية إلى شرعية الإنتساب للسلفية ودحض الشبه البدعية" للريمي.