إسمح لي أخي أن أجيبك بدل صاحب الموضوع
الموضوع يتحدث عن فئة لا باس بها من الناس إقتصروا الدين كله في اللحية و القميص و نصف الساق و الصلاة في المسجد و الحجاب, أي أنهم ركزوا فقط على العبادات و أهملوا المعاملات مع أن جل ايات القرأن جاءت في المعاملات أكثر من العبادات, حتى أصبح كل كلامهم عن اللحية و نصف الساق و القميص إقتداءاً بالرسول صلى الله عليه و سلم,
جميل و واجب أن نقتدي بالرسول صلى الله عليه و سلم و نعترف أننا مقصرون و أنا أولهم, لكن لماذا التركيز فقط على عشر أو خمسة عشر أو خمسين حديث من بين ستة ألاف حديث نبوي ؟
أين قول الرسول صلى الله عليه و سلم : (( والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن )) ! قيل : من يا رسول الله ؟ قال : (( الذي لا يأمن جاره بوائقه !)) متفق عليه , وفي رواية لمسلم : (( لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه ))
لماذا نهمل وصية غالية من الرسول كهذه تكون سبباً في دخول الجنة أو النار ؟ أليس الصواب من شخص إلتحى عملاً بالسنة أن يحسن الى جاره عملاً بالسنة كذالك ؟؟؟
أن يرحم الضعيف و يصل رحمه و يصلح ذات البين و يحسن الى اليتيم و ينصح لله
كانت لي مناقشات مع بعض هؤلاء الناس المحسوبين على الالتزام, و وجدت أن غالبيتهم إلتحوا من باب التقليد فقط ! حيث إكتشفت أنهم فعلاً يجهلون حقيقة الدين
خالي أحد هؤلاء الناس, إلتزم في حملة الفيس في التسعينيات, كان ذات يوم مع صديقين مثله بجوار المنزل في العاصمة يتجاذبون أطراف الحديث, خرجت من المنزل و وقفت معهم و إذا بإمرأة متبرجة تمر بجوارنا يًسمع صوت كعبها من بعيد ... فرأيت خالي يتتبعها بنظرات إحتقار و إهانة ثم قال: إتفو ... لعنة الله على الفسق
قاطعته مباشرة قائلا: لماذا ؟؟؟؟ هل أنت وصي عنها ؟ بدل هذا لماذا لا تقل: اللهم إهدها إليك, فلعل الله يستجب دعاءك ؟ أو ربما يهديها الله تعالى و تصبح أتقى منك ...
هذا ليس من الأسلام بل أنت تشوه صورة الأسلام و لم يعجبه تدخلي, فقال له أحد أصدقائه يا فلان لقد غلبك في هذه, و كانت لي معه وقفات أخرى حتى أصبح يتجنب الحديث معي في امور الدين
طبعاً انا أعني هذه الفئة فقط و حاشى ان أقول كلهم, يوجد من الملتزمين ما شاء الله من يأسرك بأخلاقه و معاملته لدرجة أنك تستحي منه
حقيقة إن الإنسان ليعجب عندما يقرأ كلاما مثل هذا.. إذا أخطأ ملتحي في الصين تحمل خطؤه كل ملتح على وجه الأرض، بل صار أقوام لا هم لهم سوى تتبع عورات الملتحين، وكأنهم أرسلوا عليهم حافظين كراما كاتبين.. ملتح يمر في طريقه إلى المسجد على جماعة من الناس فيسلم عليهم، أحدهم لم يسمع السلام لأنه كان منشغلا بلهوه، فقال ملتح ذاهب إلى المسجد ولم يسلم علينا... هب أنه حقيقة لم يسلم عليهم، أخبروني يا عقلاء صاحب مصيبة ترك الصلاة هل يحق له انتقاد الآخرين على أخطائهم ؟؟؟ كارثة أن تجد من يرتع في الكبائر يحاسب الناس على الصغائر...
أغلب المنشغلين بعورات الملتحين هم الفارغون التافهون من الناس، أما من لديه شغل فهو منشغل بشغله..
لا أحد ينكر وجود ظاهرة الإلتزام الأجوف، فقبل كل شيء الملتحي ليس ملكا لا يخطئ بل هو بشر يخطئ كما يخطئ غيره من الناس، لكننا في زمن الغربة كل الأنظار موجهة إليه وكل الألسنة تطعن فيه، لم أعد أصدق كثيرا من القصص التي تنسب إلى الملتحين فبعضها يزاد كثيرا في طولها وعرضها وبعضها إن صحت فهي ليست أخطاء في الحقيقة بل هي قد تكون سنة أو فيها توجيها وأمرا نبويا لكن رواي القصة بسبب علمه المحدود لا يعلم ذلك فيحسبها خطأ يجب إعلانه للناس.. مثل قصة خالك التي رويتها لنا أخي الكريم، هب أن متبرجة مرت أمامي فلما ابتعدت قلت لعنها الله.. أنا في نظرك مذنب وستقول لي ما قلته لخالك.. لكن ماذا لو قلت لك أنني متبع لأمر النبي عليه الصلاة والسلام فبماذا تجيبني ؟؟ أقول لك روى الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: سيكون في آخر أمتي رجال يركبون على سروج كأشباه الرجال ينزلون على أبواب المساجد، نساؤهم كاسيات عاريات على رؤوسهن كأسنمة البخت العجاف، العنوهن فإنهن ملعونات، لو كانت وراءكم أمة من الأمم لخدمن نساؤكم نساءهم كما يخدمنكم نساء الأمم قبلكم، وقد رواه أيضا ابن حبان والطبراني والحاكم، وقد صحح الحديث ابن حبان والحاكم والألباني في السلسلة الصحيحة. بماذا ترد على عندما أقرأ عليك هذا الحديث؟؟ هل اترك اتباع النبي عليه الصلاة والسلام لأتبعك أنت ؟؟
إنتقاد الملتحين غالبا ما يكون بغرض الإستهزاء بهم والتفكه في أعراضهم بل وحتى الإستهزاء بأحكام الدين، حتى أنني عجبت لك أيها الأخ الكريم لما رأيتك تقلل من شأن بعض العبادات في أول كلامك ومن بينها الصلاة التي هي أعظم ركن في الإسلام بعد الشهادتين وصلاة الجماعة هي من أخص خصائص المسلمين التي فرق الله بها بين المشركين والمؤمنين. {مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُواْ مَسَاجِدَ الله شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ. إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَـئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ }التوبة 17-18.
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية