أيها الإخوة ... هل حقا هناك تناقض بين الحاضر و الماضي؟ - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > خيمة الجلفة > الجلفة للمواضيع العامّة

الجلفة للمواضيع العامّة لجميع المواضيع التي ليس لها قسم مخصص في المنتدى

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

أيها الإخوة ... هل حقا هناك تناقض بين الحاضر و الماضي؟

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-05-03, 21:12   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
طاهر القلب
مراقب مُنتديـات الأدَب والتّاريـخ
 
الصورة الرمزية طاهر القلب
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل خاطرة المرتبة  الأولى عضو متميّز 
إحصائية العضو










افتراضي أيها الإخوة ... هل حقا هناك تناقض بين الحاضر و الماضي؟

بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله النبي الكريم و الصادق الأمين , من بعث رحمة للعالمين و على آله الأطهار الميامين و صحبه الغر المحجلين , أيها الإخوة الكرام إني محييكم بأفضل التحايا خفة و مزايا , فالسلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته ... أما بعــد :
إن الشجرة من غير جذور لا تنمو كما هو مثبت علميا , و كذلك الحال للرجل الكبير القوي فقد كان ضعيفا هشا في صباه و صغره , و إنما لاستمراره من صباه إلى كبره مراحل و أطوار , جعلته يستمد تلك قوته حالة بعد حالة إلى أن حصل على الرجولة التامة قوة و حكمة , لأنه اكتسب التجارب و صقل الفهم و الإدراك , و عايش كل الصعاب و نجح في الوصول , و هكذا نضرب الأمثال على أن كل ما في الوجود مما خلق الله عز و جل , له أصل هو بدايته و منه يستمد بقائه و استمراره شبرا شبرا ثم يوّصل ما اكتسبه من بدايته , و هي سنة حياة و استمرار نهج فيها إلى أن يرث الله الأرض و من عليها , في الحقيقة هذه توطئة بسيطة لما سنتباحث صحته من فساده و حقيقته من زيفه ... ففي كل يوم يمر من أيامنا الحاضرة المثخنة بالطعن في كل شيء و التشكيك في كل شيء , فنحن نرى و نسمع من الواقع المعاش و من الواقع الافتراضي و الإعلامي من يأتينا بالفتاوى و الدعاوى و تلك الحجج و البراهين على أسباب تخلفنا كعرب و كمسلمين , و كأنه حقق الغاية و أتى بالهداية , و رسم التطور شكلا و مضمونا و كسب مقعده في الجنة , حتى بتنا نرى في تخلفنا ذاك شبحا أسودا جعل من كل حياتنا سوادا في سواد , فلا شيء سالم صحيح فيها و بالخصوص الأصول التي نستمد منها ثقافتنا و فكرنا و حضارتنا , ثم قد تعددت الأسباب و الوصفات و العلاجات و التخلف فينا واحد غير متعدد , و ربما منها أسباب مسلم بواقعيتها لدى الصغير و الكبير , الرجل و المرأة , و لا اختلاف و لا خلاف في ذلك أبدا , لعل ما أود قوله هنا في الحقيقة هو التساؤل الكبير حول علاقتنا بحضارتنا و تراثنا و ما صار إليه حالنا اليوم؟ , فهناك من هو بيننا يخاف من تراثنا و هناك من يخاف عليه , و تتشكل في الذهن تلك الصورة للجدلية القائمة بين الحداثة و العصرنّة و التراث و الأصول؟ فهل هي ثورة تجديد أم هو استعمار الجديد أم هي محاولات لمحق القديم التليد؟
أيها الإخوة الكرام عندما يأتي أحدهم و يطعن في أصولك و ما أنت به اليوم موجود , فبما تجيبه و ترد عليه , و هو يقول لك أنك مكبوح و رهن بمورثك و ماضيك , و لازلت قابع فيه و لا تريد الخروج منه , و هذا الماضي يجهض كل محاولة للتطور في حياتك فعليك بالتجديد و التمدن و التحضر , فالناس اليوم قد وصلوا إلى الشمس و القمر , و أنت قابع في قال و قيل و ما مر ... فما رأيك في قوله هذا؟ و بماذا تراك ترد عليه؟
أيها الإخوة الكرام هناك من هو من بني جلدتنا , و قد أعلنها حربا ضروسا على الماضي بكل ما يعنيه الماضي بالنسبة لنا , و نحن لا ننكر التجديد بل نريده بشدة لكي نعيش حياتنا الحاضرة مع ما تتطلبه هذه الحياة من أشكال و نماذج يجب توافرها , و لكن التجديد يجب أن يكون في إطاره القائم على الماضي لا الذي ينفيه و يدحضه و يريده خارج حياتنا و فكرنا و عقولنا ... و من عظمة ديننا و أبديته القائمة إلى قيام الساعة أنه جعل القياس و الاجتهاد الديني أسلوبا للتشريع , و هذا ما يتماشى مع كل عصر و جيل و أسلوب حياته , و لكن شرط الإبقاء على الأصول أصولا , و هي التي يبنى عليها ذلك القياس و الاجتهاد و بالتالي الوصول إلى بر الأمان ... و هنا نتساءل مرة أخرى هل من الأفضل التشبث بالتراث أم الانجراف مع الحضارة الغربية المدنية؟ أم أنه من ممكن لنا تكييف تعارضنا و تناقضنا معها بطرق أخرى لا تؤدي إلى نبذ الماضي و كل ما يحمله من هويتنا الثقافية؟ ... ختاما نسأل الله أن يرينا الحق حقا و يرزقنا إتباعه و يرينا الباطل باطلا و يرزقنا اجتنابه - في زمن اختلط الحابل بالنابل و لبس الباطل ثوب الحق و أتهم الحق بأنه باطل , كما أرجو أن لا يكون الموضوع طويلا مملا من غير نفع , اللهم صلى على محمد و آل محمد كما صليت على إبراهيم و آل إبراهيم في العالمين إنك مجيد حميد و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته .








 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
الماضي, الحاضر


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 00:14

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc