لِمَن مالَتْ عليهِ الثِّمارْ..عبرةٌ في حِوار

[صَمْـتْــــ~]

بِخُطىً مُتلهِّفةٍ ولسْعةِ انبِهارْ
سعى ليفرِضَ عنها الحِصار
فقالَ بِمكرٍ يُذيِّلُه الإصرار
وعيناهُ تقتاتُ على ملامحِ
بريئةٍ
يُسربِلُها حُسنٌ ألقمَهُ انصِهار

يا ذاتَ الخِـمار..
أوَ تَعلمينَ أنّ الجوعَ
ساحةٌ للـدَّمار
فأمامك عابِـرُ سبيلٍ
تعِبٌ مُنـهار
ساقَتهُ حاجَةُ نفسٍ
أصابَها المرَجْ
والمرجُ احتِكار
لِمنْ مالتْ عليهِ الثِّمار
فهل يَنكِسُ عُنقه متجاهِلا
روائِحَ الأزهار
وهل يُطبِقُ على جوارِحِه
بِجُبنٍ ويكتُم الأسرار
أم هل يلتزِمُ الصّمت..
ولغَمُ الكبتِ بابُ الانفِجار

يا ذات الخِـمار..
ألا تُشفِقين على مِسْكينٍ
ملَّته الحيـاة
فوجدَ فيكِ الحياةَََ
بِأشهى الصِّـفات
،،،
فردّتِ الفـتاة،
يا عابِر السّبيل
سـمِّ الله الجَليل
أوَ لا تعلم أنّ الحياة قصيرةٌ
كالنّهارِ يُدرِكُ اللّيلَ الطّويل
فأوثِقِ الخُطى بِصبرٍ جميل
فالجوعُ كطَيفٍ سرابيٍّ عابِر
وإن كان الطّمعُ للرّغبةِ كاسِر
فتَحتَ أديمِ الأرضِ
تُرَبٌ ومـقابِر
تلْتهِمُ العُمرَ دون مشاعِر

يا عابِرَ السّبيل
كيف لا تعلَم أنّ جوع الضّمير
للعقلِ مُقيل
أجِبني فهل لِبَصرهِ بَديل
فإنِ اسْتشعَرتَ جوعكَ دونه
قيّدَتكَ أغلالُ ضياعٍ وهَرَجْ
والهرَجُ فِتنةٌ
ومرَجُكَ دليـل

فإن مالَت عليكَ الثّمار
فلا تمدُد يديْكَ
والتزِم بذِكرِ الواحِدِ الغفّار
فقَطفٌ دون إذنِ الشَّرَفْ
ظُلمٌ وجَهلٌ واحتِقـارْ
،،،،
عجَبا قال عابِرُ السّبيل
وهو يَعكِسُ خَطوَ العوَجْ
بضعُ حروفٍ للمَرَجِ تمتلِجْ
فتُذيبُ خوانِسَ السّوءِ بالحُجَجْ
يا لضُعف نفسي
ويا لقوّة قلبٍ أبْلَجْ
أنا وهي..
وشيطانٌ يودي إلى الهاوية
والضّميرُ استَحضَرَ الفرَجْ
وبِحِكمةٍ أظهَرَ المُختَلَجْ
فطوبى لِمَن قوّمَ النّفسَ
على صِدْقٍ لا يرتَجّْ
والتحف من سِقاءِ العِفّة
تبرا
واتّخذَ من إيمانِهِ أسلَم مَنهَجْ
ــ
ممّا حَضَرَني..

ونسألُ الله الهِـداية لنا ولكُم.