جاء الالف وقال
انا من ازين شعر الشعراء
ومن دوني فالكلمات سواء
وانشر الفة بين الحروف
فتجدني في السماء وفي
اواخر البهاء والنقاء
ومن دوني يطغى عليكم الجفاء
ويبقى من دوني الشعر مكاء
فقالت الباء
يا الف انني ذات حسب ونسب
والقوم لذكري قلوبها تطرب
وعندما اغيب الناس عنكم تذهب
فيكفيني اني في اخر القلب
وتزين بي جمالي الذهب
وان كان لك في قدحي الف سبب
فذاك ذنبك وما اقبح الذنب
فردت الجيم قائلة
انا الشعر بحريري نسج
والشعر لصنيعي احوج
والشعر من دوني كاسح او اعرج
فلماذا يا قوافي كل هذا الهرج
وقد علمتم اني من اروع اللهج
فاقبلت الحاء تردد
انا التي أداوي القروح
وانا بلسم اصعب الجروح
ولا ينالني الى حاذق لحوح
او شاعر كخيل جموح
وعبق العطر مني يفوح
والشعر من دوني قبوح
هاته الاضافة للأخت الفاضلة صفوة النفس
تقدّمتِ التّـاء
وبهدوءٍ لِبسمتها رسَمتْ
حين قالت..
كم أغريتُ عقولاً لها ألْهَمتْ
بِنغمي تتلوّنُ المعاني
وينتفضُ الصّمتْ
وتبتهجُ القلوبُ
حين أُقيلُ أمواجَ الكبتْ
ستُدرِكون بهاء حضوري..
وتأسركم الأشواقُ إن أنا غِبتْ
وردّتِ الثّـاء وبلهفةٍ قالت
تتحدّثون وتتباهون..
فمن منكم يتريّث
ليعرِف سرّي
ورونق سِحري به أتشبّث
فأنا إن غبتُ تقلّصتِ الأحلام
وضاقت صدورُ الأقلام
بِسأمٍ مُلوِّث
يستحضِرُ الفراغ،
فسمومُ الألمِ بالمعاني تعبَث
فشكرا لك الاخت الكريمة.
واقبلت الخاء في أبهة وهي تقول:
ما بال الحروف على صوتها
وما بالها تصيح وتصرخ
وتنكر بعضها لبعض وكل
من الذي يساميه قد انسلخ
اما علمتم ان الشعر بي
قيد وفي الكتب قد رسخ
والشعراء بفضلي كان شعرهم
كالنهر في بحر قد نضخ
وصرت للشعر كالماء للثوب
فاغسل منه ما قد اتسخ
او كالنار للطعام فهو بي
يطيب وعلي يطبخ
وتلين القوافي لقوتي
وتخضع لي وترضخ
ولي تتمة ان شاء الله
شكرا