ونحن نتكلم عن الامام مالك بن أنس شيخ الفقهاء رأينا استغراب بعض المستعربين لسيطرة المغاربة عموما وتفوقهم على غيرهم في الفقه والتفسير والتاريخ والفلسفة وعلم الكلام والنحو والبلاغة وعلوم اللغة اجمالا ارتايت ان اشير الى بعض الاعلام المشهورة المتداولة على الالسن ولا يعلم المستعرب أنها أمازيغية بشهادة مؤرخي الاعراب
علماء وفقهاء الامازيع من التابعين
أبو عبد الله البحر عكرمة الأمازيغي مولى ابن عباس
هو أبو عبد الله "عكرمة بن عبد الله"، مولى عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، أصله من البربر من أهل المغرب، كان لحصين بن الخير العنبري؛ فوهبه لابن عباس حين ولى البصرة لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه. واجتهد ابن عباس في تعليمه القرآن والسنة، وسماه بأسماء العرب.
حدث عن عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وأبي هريرة، وأبي سعيد الخدري، والحسين بن علي، وعائشة رضي الله عنهم أجمعين.
وروى عنه الزهري، وعمرو بن دينار الشعبي وغيرهم.
وكان عكرمة كثير الطواف والجولان في البلاد، دخل خراسان وأصفهان ومصر وغيرهما من البلاد وهو أحد فقهاء مكة وتابعيها
قال الامام الذهبي في سير اعلام النبلاء
العلامة ، الحافظ ، المفسر ، أبو عبد الله القرشي ، مولاهم المدني ، البربري الأصل . [ ص: 13 ]
قيل : كان لحصين بن أبي الحر العنبري ، فوهبه لابن عباس .
حدث عن ابن عباس ، وعائشة ، وأبي هريرة ، وابن عمر ، وعبد الله بن عمرو ، وعقبة بن عامر ، وعلي بن أبي طالب ، وذلك في النسائي ، وأظنه مرسلا ، وصفوان بن أمية ، والحجاج بن عمرو الأنصاري ، وجابر بن عبد الله ، وحمنة بنت جحش ، وأبي سعيد الخدري ، وأم عمارة الأنصارية ، وعدة . وعن يحيى بن يعمر ، وعبد الله بن رافع .
علم الامام عكرمة الامازيغي يقدر بالملايير – اكثر من 40 مليار سنتيم -
مات ابن عباسٍ وعِكرِمَةُ عبدٌ، فاشتراه خالدُ بن يزيد بن معاوية من علي بن عبدالله بن عباسٍ بأربعة آلاف دينارٍ (أي: بحوالي سبعة عشر كيلو جرام من الذهب الخالص عيار أربعة وعشرين)، فبلغ ذلك عِكرِمَةَ، فأتى عليًّا فقال: بِعتَني بأربعة آلاف دينارٍ؟ قال: نعم، قال: أمَا إنه ما خيرٌ لك،بِعتَ علم أبيك بأربعة آلاف دينارٍ! فراح علي إلى خالدٍ فاستقاله (أي: طلب منه الرجوع في البيع)، فأقاله، فأعتقه؛ (الطبقات الكبرى لابن سعد - 5 صـ 219).
منزلة عِكرِمَة العلمية:
(1) قال أيوب السَّختياني: "كنت أريد أن أرحل إلى عِكرِمَة إلى أفقٍ من الآفاق،قال: فإني لفي سوق البصرة فإذا به على حمارٍ،قال: فقيل لي: هذا عِكرِمَة،قال: واجتمع الناس إليه،قال: فقمت إليه، فما قدرت على شيءٍ أسأله عنه،ذهبت المسائل مني،فقمت إلى جنب حماره،فجعل الناس يسألونه وأنا أحفظ"؛ (الطبقات الكبرى لابن سعد - 5 صـ 221).
(2) قال جابر بن زيدٍ: "هذا عِكرِمَة مولى ابن عباسٍ، هذا أعلم الناس"؛ (التاريخ الكبير للبخاري جـ 7 صـ 49 رقم: 218).
(3) قال الشعبي: "ما بقِيَ أحدٌ أعلم بكتاب الله من عِكرِمَة"؛ (حلية الأولياء لأبي نعيم جـ 3 صـ 326).
(4) قال عمرو بن مسلمٍ: "كنت إذا سمعت من عِكرِمَة يحدِّث عن المغازي، كأنه مشرفٌ عليهم ينظر كيف كانوا يصنعون ويقتتلون"؛ (حلية الأولياء لأبي نعيم جـ 3 صـ 327).
(4) قال عِكرِمَة: "لقد فسَّرت ما بين اللوحين"؛ (حلية الأولياء لأبي نعيم جـ 3 صـ 327).
(5) قال سلام بن مسكينٍ: كان عِكرِمَة من أعلم الناس بالتفسير؛ (الطبقات الكبرى لابن سعد - 5 صـ 220).
(6) قال أيوب السَّختياني: قدم علينا عِكرِمَة، فاجتمع الناس عليه حتى أصعد فوق ظهر بيتٍ؛ (الطبقات الكبرى لابن سعد - 5 صـ 221).
(7) قال عمرو بن دينارٍ: دفع إليَّ جابرُ بن زيدٍ مسائل أسأل عنها عِكرِمَة، وجعل يقول: هذا عِكرِمَة،هذا مولى ابن عباسٍ،هذا البحرُ فسَلُوه؛ (الطبقات الكبرى لابن سعد - 5 صـ 220).
(8) قال مغيرةُ بن مِقسمٍ: قيل لسعيد بن جُبيرٍ: تعلم أحدًا أعلم منك؟ قال: نعم، عِكرِمَة؛ (حلية الأولياء لأبي نعيم جـ 3 صـ 326).
(9) قال سفيان الثوري: "خذوا التفسير عن أربعةٍ: عن سعيد بن جبيرٍ، ومجاهدٍ، وعِكرِمَة، والضحاك"؛ (حلية الأولياء لأبي نعيم جـ 3 صـ 329).
وسيأتي الكلام عن هؤلاء الاربعة وما هي أصولهم
(10) قال أيوب السَّختياني: سأل رجلٌ عِكرِمَة عن آيةٍ من القرآن، فقال: "نزلت في سفح ذلك الجبل، وأشار إلى سلعٍ"؛ (حلية الأولياء لأبي نعيم جـ 3 صـ 327).
(11) قال علي بن المديني (شيخ البخاري): لم يكن في موالي ابن عباسٍ أغزر من عِكرِمَة؛ (تهذيب الكمال للمزي جـ 20 صـ 289).
(12) قال الفرزدق بن جواسٍ: قدم علينا عِكرِمَة ونحن مع شهر بن حوشبٍ بجرجان، فقلنا لشهرٍ: ألا نأتيه؟ فقال: ائتوه؛ فإنه لم تكن أمةٌ إلا وقد كان لها حبرٌ، وإن مولى هذا كان حبرَ هذه الأمة"؛ (حلية الأولياء لأبي نعيم جـ 3 صـ 328).
(13) قال عبدالرحمن بن أبي حاتم: سُئل أبي عن عِكرِمَة وسعيد بن جُبيرٍ: أيهما أعلم بالتفسير؟ فقال: أصحاب ابن عباسٍ عيالٌ على عِكرِمَة؛ (تهذيب الكمال للمزي جـ 20 صـ 289).
(14) قال حبيب بن أبي ثابتٍ: "اجتمع عندي خمسةٌ لا يجتمع عندي مثلهم أبدًا: عطاءٌ، وطاوسٌ، ومجاهدٌ، وسعيد بن جبيرٍ، وعِكرِمَة، فأقبل مجاهدٌ وسعيد بن جبيرٍ يلقيان على عِكرِمَة التفسير، فلم يسألاه عن آيةٍ إلا فسرها لهما، فلما نَفِدَ ما عندهما جعل يقول: أنزلت آية كذا في كذا، وأنزلت آية كذا في كذا"؛ (حلية الأولياء لأبي نعيم جـ 3 صـ 326).
(15) قال يحيى بن أيوب: سألني ابن جريج: هل كتبتم عن عِكرِمَة؟ قلت: لا،قال: فاتكم ثلث العلم؛ (فتح الباري لابن حجر العسقلاني - المقدمة صـ 429).
وسأتي الكلام عن شخصية مرافقة لعكرمة امازيغة عظيمة مشهورة على الألسن متجاهلة النسب من الأعراب كعادتهم
يتبع -------------------