حوادث مثل حادثة سولكينغ تجعلك تكتشف الذئاب التي تتخفى تحت جلود النعاج.
قراءة تعليقات الشعب على مواقع التواصل الاجتماعي هذه الأيام أصابتني بحالة من القرف
أحتار كيف يتجرأ البعض على الجزم بمآل الموتى عن طريق ما يسمونه حسن الخاتمة و سوء الخاتمة
دون علمهم بأدنى تفاصيل عن حياة الموتى والتي لا يعلم خباياها إلا علام الغيوب!
يعني بمعاييرهم، شاب ذهب لحضور حفل فمات خلاله فإنّ ذلك من سوء الخاتمة
وسيحبط كل عمل صالح قام به في حياته كلها وإن كان طيبا خيرا!
وآخر مداير الباطل من ظلم واحتيال ويحج كل عام، فوافته المنية وهو بمكة، فإذن هي علامة حسن الخاتمة!
للناس الظاهر والسرائر لله وحده، لا أحد يجزم بمآل ومصير أحد وليس كل من حضر الحفل هو بالضرورة في معصية.
التأويلات متاحة ولا مجال لإطلاق الأحكام الجاهزة والمعلبة. لا شماتة في الموت!!
ثم تحميل سولكينغ مسؤولية ما وقع من ضحايا عوض لوم منظمي الحفل والسلطات وقوات الأمن التي من المفترض
أن تسهر على حسن سيره في قلب "قلب" العاصمة يجعلني أفقد منطقي وصوابي.
وما يفزعني أكثر هم الذين يتشفّون فيما حدث وفيمن مات. حسبنا الله ونعم الوكيل!
|
|
السلام عليكم أختي أبجديات .
إسمحي لي أن أقول أن كلامك عاطفي نوعا ما وقد جاءكرد فعل على أرباب الفسبكة.
مسألة الوعد والوعيد أو مصير من مات ممن يعتقد دين الإسلام ، الكلام فيها ليس لعامة الناس بل هي للعلماء الراسخين ، فعقيدة أهل السنة فيها الرحمة فهي وسط بين الفرق الوعيدية التي تُكفر المسلم بالمعصية و المرجئة التي ترى أنه لا يضر مع الإيمان معصية.
من علامات حسن الخاتمة الموت على طاعة ، فيُرجى الخير لمن مات كذلك لكن لا يشهد له أنه من أهل الجنة ، ومن علامات سوئها الموت على معصية ولا يشهد لمن مات كذلك أنه من أهل النار لكن يـُخاف عليه من النار لسوء عمله فهو تحت مشيئة الله إن شاء عذبه أو شاء غفر له وليس هو خالد في جهنم لما معه من الإيـمان ، وقد تشمله الشفاعة لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((
شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي )) ، ولا يعني ذلك التهوين من شأن الكبائر اتكالا على ذلك. ولأنه من عقائد أهل السنة ألا يشهد لمعين(شخص)بجنة ولا نار إلا من شهد له الله ورسوله.
معك حق أنه لا يجوز الشماتة والتشفي بمن مات في الحفل، بل المشروع الترحم عليهم والدعاء لهم ، فليس الموت مقام شماتة بل هو مقام إعتبار وموعظة ، فإذاكان أصحاب الصلاح أشد الناس خوفا وفرقا من سوء المآل فكيف بنا نحن ، فلا أحد ضامن كيف تكون خاتمته فعلاما الشماتة !!، نسأل الله أن يحسن خاتمتنا .
نعم، سولكينغ لا يتحمل مسؤولية من مات ولكنه يتحمل وزر إفساد بنات المسلمين وأبنائهم.
بقي أمر أخير - أختي أبجديات - أريد تنبيهك عليه في قولك : " ليس كل من حضر الحفل هو بالضرورة في معصية " قولك هذا لا يستقيم فمن واقع معصيةً فهو في معصية .