الغرب قبل أن يصل إلى هذه المرحلة مر بتحولات ثقافية هائلة، من الإصلاح الديني (البروتستانتية والكالفنية) ثم بالتنوير في القرن الـــ18 حيث العقلانية والواقعية بدل الميثاليات التي سماها نيتشه الاوثان القديمة، ثم مر بالثورة الصناعية التي قللت المجهود البشري وجعلته فركيا عقليا اكثر منه يديوا عضليا، وساهمت في ضبط السلوك ورقيه، ثم آخير الدولة الوطنية ذات الديمقراطية التي تحترم فيها خيارات واختيارات الشعوب، فهم مروا بثورات بعضها قابض برقاب بعض، بينما نحن كما حال هذا الموضوع، الذي يشي بصعوبة في فهم سيرورة التحولات الغربية، ومن ثم فعنوانه خاطئ بل فيه استيلاب وسوء فهم، وعدم التفريق بين البنية التحية (التحولات التاريخية) وبين البنية الفوقية (الصناعة والوفرة والسلوك الحضاري)، ويوم نفهم مأساة العقل العربي الإسلامي التي بدأت سياسية ثم بلغت القمة بتدميرها للعقل الإسلامي وقتها نعرف هل نقلد الغرب وينفعنا التقليد، ام علينا بنقد تراثنا وعقلنا وصنع حضاراتنا الخاصة بنا والنابعة من أصولنا الصحيحة لا المهرمسة أو المغونصة.