وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياك الله وبيا ك أخي عبد الرحمان وجزاك الله عنا وتذكيرك خيرا
نعم أخي .. نعم ..
هذه علاما تالساعة تترا ، وهي لا تزيد المؤمن إلا إيمانا ويقينا بما أخبر به الصادق صلى الله عليه وسلم
والزمن لا يساوي عند الله شيئا ، ليقول من قال بأن زمنه زمن الساعة ووقتها قريب من باب ما يحسب ويعد هو
وقد أخطأ في ذلك بعض من سبقوا وحسبوا لها حسابات وهي من الغيب ، وتاب من تاب من ذلك إلى ربه سبحانه وتراجع عن القول
والله يقول " إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام "
ثم هذا ربنا ومنذ نزل الوحي على مسافة أربعة عشر قرنا من الزمان ويزيد يقول
" إقتربت الساعة وانشق القمر "
" إقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون "
" أتى أمر الله فلا تستعجلوه "
ويقرر هذا النبي صلى الله عليه وسلم حين قال : (( بعثت أنا والساعة كهاتين - وأشار بالسبابة والوسطى - وإن كادت لتسبقني )) رواه البخاري عن أبي هريرة .
وقد قيل في تقارب الزمن أقوال :
وأظنني قرأت للشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرح الأربعين أو غيره من الكتب ، أن المقصود به كثرة المشاغل مما يجعل الواحد يمضي يومه فلا يراه قضى منها يسيرا أو كثيرا .
ونبهني هذا إلى أنه معنى جد قريب للمراد أشار إليه الشيخ ، فانظر رعاك الله في حال المريض وحالك أنت إن مرضت ومكثت في الفراش بالبيت أو المشفى ، وبت ليلك تعد النجوم ، وتحصي العباد الأحياء والأموات ، فترى يومك وقد مر عليك شهرا وساعتك يوما .
كما اختلف أهل العلم في معنى الحديث على أقوال أشهرها :
1* حمل الحديث على ظاهره ، فيكون المراد أن الزمان نفسه يتقارب حقيقة ، وذلك بنقص أيامه ولياليه .
2* أنه قربة من الساعة ويوم القيامة ، وذهب إليه القاضي عياض والنووي .
3* وقيل : نزع البركة منه حيث يصير الانتفاع من اليوم بقدر الانتفاع من الساعة الواحدة .
4* وقيل : استقصار مدته لما يحصل من استلذاذ بالعيش .
5* وقيل : تقارب أحوال أهله في قلة الدين ، حتى لا يكون فيهم من يأمر بمعروف وينهى عن منكر ، لغبلة الفسق وظهور أهله .
وإلى هذا ذهب ابن بطال والقرطبي ، وذكر ابن حجر أنه اختيار الطحاوي .
6* وقول حديث قال به ابن باز والتويجيري ورشيد رضا وغيرهم رحم الله الجميع
قال الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى : الأقرب تفسير التقارب المذكور في الحديث بما وقع في العصر من تقارب ما بين المدن والأقاليم ، وقصر زمان المسافة بينها ، بسبب اختراع الطائرات والسيارات والإذاعة وما إلى ذلك والله أعلم .
نسأل الله أن يثبتنا على الحق المبين حتى نلقاه وهو راض عنا ، ويجعلنا هداة مهتدين .