اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ilyasseislame
أهلا أختي القائدة والعفو فمن كلامكم تظهر طينتكم الطيبة بارك الله فيكم وفي أهلكم
الصراحة أنني لست صوفيا و لست أنتمي لأي طريقة صوفية و لكنني تشربت فكر الإمام البنا رحمه الله ومتأثر بفكر الشيخ أحمد ياسين في ازدواجية ممارسة السياسة و التربية الإحسانية سيرا على نهج الصحابة وكذلك قرأت لبعض مشايخ التصوف الكبار كالشيخ عبد القادر الجيلاني ، أما بخصوص قول الإمام أحمد بن حنبل فهذا النص كامل :
ذكر ابن كثير في «البداية والنهاية» في أحداث سنة إحدى وأربعين ومائتين في سيرة الإمام أحمد:
«وقال إسماعيل بن إسحاق السراج قال لي أحمد بن حنبل: هل تستطيع أن تريني الحارث المحاسبي إذا جاء منزلك؟
فقلت: نعم، وفرحت بذلك، ثم ذهبت إلى الحارث؛ فقلت له: إني أحب أن تحضر الليلة عندي أنت وأصحابك.
فقال: إنهم كثير؛ فأحضر لهم التمر والكسب.
فلما كان بين العشاءين جاءوا وكان الإمام أحمد قد سبقهم؛ فجلس في غرفة بحيث يراهم ويسمع كلامهم ولا يرونه؛ فلما صلوا العشاء الآخرة لم يصلوا بعدها شيئا، بل جاءوا بين يدي الحارث سكوتا، مطرقي الرؤس، كأنما على رؤسهم الطير، حتى إذا كان قريبا من نصف الليل سأله رجل مسألة؛ فشرع الحارث يتكلم عليها وعلى ما يتعلق بها من الزهد والورع والوعظ؛ فجعل هذا يبكي؛ وهذا يئن وهذا يزعق.
قال: فصعدت إلى الإمام أحمد إلى الغرفة؛ فإذا هو يبكي، حتى كاد يغشى عليه، ثم لم يزالوا كذلك حتى الصباح فلما أرادوا الانصراف قلت: كيف رأيت هؤلاء يا أبا عبدالله؟
فقال: ما رأيت أحدا يتكلم في الزهد مثل هذا الرجل، وما رأيت مثل هؤلاء!! ومع هذا؛ فلا أرى لك أن تجتمع بهم.
لو أمعنت في الرواية من أولها لرأيت أن الإمام أحمد بن حنبل قال كلمة حق لم يطري فيها غلوا ، وهو أنه لم يرى مثل هؤلاء الناس في الزهد و البكاء و الخشية من الله ، ولكن لماذا كل ما رأى منهم أنكره ؟ لأن هناك إشارة أراد أن يشير لها الإمام أحمد اكتفى بها بالنهي عن مجالستهم ، وقد بحثت عن روايات لتفسير هذه الرواية فوجدت لها تعقيبا :
تفسير الرواية حسب قول الحافظ بن كثير
وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله معللا كره الأمام أحمد لصحبة الناس للمحاسبي: ((بل إنما كره ذلك لأن في كلامهم من التقشف وشدة السلوك التي لم يرد بها الشرع , والتدقيق والمحاسبة الدقيقة البليغة ما لم يأت بها أمر , ولهذا لما وقف أبو زرعة الرازي على كتابه (الرعاية) قال: هذا بدعة. ثم قال للرجل الذي جاء بالكتاب: عليك بما كان عليه مالك والثوري والأوزاعي والليث, ودع عنك هذا فإنه بدعة)) (البداية والنهاية:10ـ330).
وبالتالي فإن هذا القول ينسجم وهو الأقرب مادام الإمام أحمد قد أثنى عليهم في البداية، وهو أن الزهد و التقشف الذي وصلوا إليه تخطى حد الشرع و صار بذلك بدعة حسب قول أبو زرعة ثم إن أبو زرعة قال ببدعية ذلك العمل ولم يبدع كل من تسموا بالتصوف ولكن وصى بتصوف مالك و الثوري و الأوزاعي و الليث ، وهنا رواية أخرى تثبت أن الإمام أحمد يحبب ابنه في التصوف وهذا يدلل على مقصد الإمام أحمد في الرواية السابقة فلم يكن ليثني على أهل شرك مثلا و لكن لما رأى منهم من بكاء و خشية من الله مبالغ فيها و زهد و تقشف لم ترد به سنة إن صح قولي .
( فهذا هو الأمام احمد بن حنبل رحمه الله إمام أهل السنة يقول:لولده عبد الله يا ولدي عليك بمجالسة هؤلاء القوم فإنهم زادوا علينا بكثرة العلم والمراقبة والخشية والزهد وعلو الهمة ويقول عن الصوفية لا أعلم أقواماً أفضل منهم )
(كتاب تنوير القلوب ص 405 وغذاء الألباب لشرح منظومة الآداب للسفاريني 1\120)
|
نعم نعم اخي و هذا ما قلته و أردت إيصاله لك فبالرغم من تقاهم و ورعهم الا ان ذلك فيه مبالغة و خروج عن المنهج السليم الوسطي الذي اوصانا به الحبيب المصطفى صلوات ربي عليه و سلامه . لذلك انا اقنعني رد فعل ابن حَنْبَل و هذا ما شعرته انا اتجاه الصوفية قبل حتى ان اعرف رأي ابن حَنْبَل ، فقد توافقت الخواطر و وقع الحافر على الحافر . و مشكور لثنائك و لتواجدك الطيب و المحترم ايها الاخ الفاضل