بحث مختصر : تاريخ التصوف و جغرافيا الإسلام - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > منتدى نُصرة الإسلام و الرّد على الشبهات

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

بحث مختصر : تاريخ التصوف و جغرافيا الإسلام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-11-22, 18:36   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ilyasseislame
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










Post بحث مختصر : تاريخ التصوف و جغرافيا الإسلام

بسم الله الرحمن الرحيم

أحبائي في الله السلام عليكم و رحمة الله وبركاته

بداية لا بد منها أن أشير إلى أنني قمت بهذا البحث من أجل فتح نقاش أخوي حول التصوف الذي وجد الكثير من المظلمة في زماننا بالخصوص ، وإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمني و من الشيطان . و أحاول تحري الصدق ما أمكن فالله هو موفق و الهادي إلى الصراط المستقيم .

أولا : مفهوم التصوف و تاريخه :


الصوفية أو التصوف وفق الرؤية الإسلامية ليست مذهبًا، وإنما هو أحد أركان الدين الثلاثة (الإسلام، الإيمان، الإحسان)، فمثلما اهتم الفقه بتعاليم شريعة الإسلام، وعلم العقيدة بالإيمان، فإن التصوف اهتم بتحقيق مقام الإحسان ، ثم إن المصطلح دخيل على الإسلام و تم الاختلاف في تفسير المراد في تسميته لغة ، فمنهم من قال من الصوف لأنهم يلبسون الصوف و منهم من قال الصفة نسبة لأهل الصفة الذين كانوا
هم الرعيل الأول من رجال التصوف (وهم مجموعة من المساكين الفقراء كانوا يقيمون في المسجد النبوي الشريف ويعطيهم رسول الله من الصدقات والزكاة طعامهم ولباسهم) ، وهناك من قال بأنه من الصفاء وفي ذلك قال أبو الفتح البستي:

تنازع الناس في الصوفي واختلفوا ***وظنه البعض مشتقاً من الصوف
ولست أمنح هذا الاسم غيرَ فتىً ***صفا فصوفي حتى سُمي الصوفي


وهذا ما ذهب إليه الشيخ الشعراوي كذلك في طرحه لمفهوم كلمة صوفي أو صوفية ، أما ما به تفسير التصوف اصطلاحا فهو :

قول زكريا الأنصاري: التصوف علم تعرف به أحوال تزكية النفوس، وتصفية الأخلاق وتعمير الظاهر والباطن لنيل السعادة الأبدية.
قول الشيخ أحمد زروق: التصوف علم قصد لإصلاح القلوب وإفرادها لله تعالى عما سواه. والفقه لإصلاح العمل وحفظ النظام وظهور الحكمة بالأحكام. والأصول "علم التوحيد" لتحقيق المقدمات بالبراهين وتحلية الإيمان بالإيقان.وقال أيضا: وقد حُدَّ التصوف ورسم وفسر بوجوه تبلغ نحو الألفين مرجع، كلها لصدق التوجه إلى الله، وإنما هي وجوه فيه.
قول الجنيد: التصوف استعمال كل خلق سني، وترك كل خلق دني.
قول أبو الحسن الشاذلي: التصوف تدريب النفس على العبودية، وردها لأحكام الربوبية.
قول ابن عجيبة: التصوف هو علم يعرف به كيفية السلوك إلى حضرة ملك الملوك، وتصفية البواطن من الرذائل، وتحليتها بأنواع الفضائل، وأوله علم، ووسطه عمل، وآخره موهبة.

-----------------قولي : ---------------
حسبما تم ذكره فإن مصطلح "التصوف" أريد به قصد طريق الإحسان

(وهو أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك) لكن تمسكا بالسنة النبوية نقول بالإحسان و نرفض كلمة "التصوف" لأن كلمة الإحسان لها دلالات نبوية و قرآنية و يتقبلها أي مسلم فلا نقول التصوف لأنه يعيد ماض من الفتنة و لكن نقول بما فيه من إخلاص و مراقبة لله وعبادات قلبية و سلوك رباني .

--------------------------------

يقول الإمام القشيري:
«اعلموا أن المسلمين بعد رسول الله لم يَتَسمَّ أفاضلهم في عصرهم بتسمية علم سوى صحبة الرسول ، إذ لا أفضلية فوقها، فقيل لهم الصحابة، ثم اختلف الناس وتباينت المراتب، فقيل لخواص الناس ـ ممن لهم شدة عناية بأمر الدين ـ الزهاد والعُبَّاد، ثم ظهرت البدعة، وحصل التداعي بين الفرق، فكل فريق ادعوا أن فيهم زهاداً، فانفرد خواص أهل السنة المراعون أنفسهم مع الله سبحانه وتعالى، الحافظون قلوبهم عن طوارق الغفلة باسم التصوف، واشتهر هذا الاسم لهؤلاء الأكابر قبل المائتين من الهجرة.»

حقائق عن التصوف، تأليف عبد القادر عيسى، ص30.

ويقول محمد صديق الغماري:
«ويعضد ما ذكره ابن خلدون في تاريخ ظهور اسم التصوف ما ذكره الكِنْدي ـ وكان من أهل القرن الرابع ـ في كتاب "ولاة مصر" في حوادث سنة المائتين: إنه ظهر بالإسكندرية طائفة يسمَّوْن بالصوفية يأمرون بالمعروف. وكذلك ما ذكره المسعودي في "مروج الذهب" حاكياً عن يحيى بن أكثم فقال: إن المأمون يوماً لجالس، إذ دخل عليه علي بن صالح الحاجب، فقال: يا أمير المؤمنين! رجل واقفٌ بالباب، عليه ثياب بيض غلاظ، يطلب الدخول للمناظرة، فعلمت أنه بعض الصوفية. فهاتان الحكايتان تشهدان لكلام ابن خلدون في تاريخ نشأة التصوف. وذُكر في "كشف الظنون" أن أول من سمي بالصوفي أبو هاشم الصوفي المتوفى سنة خمسين ومئة (150 هـ).»

كشف الظنون عن أسماء الكتب والفنون، تأليف: حاجي خليفة، ج1/ص414.

وبالنسبة في بلاد المغرب الذي أسكن فيه فإن الصوفية و الامازيغ هم الذين حرروا البلاد من الاستعمار الفرنسي ، حيث كانوا يعبئون الناس في الزوايا لذكر الله و قيام الليل و قراءة القرآن وفي النهار يذهبون لمقاتلة العدو و بذلك استطاع المغرب طرد المستعمر الفرنسي ، ولا ننسى أن بداية التصوف بالمغرب كان بقدوم عقبة بن نافع و ادريس الأول و بذلك كان التناسل بين العرب والامازيغ و بداية التاريخ الاسلامي و الصوفي بالمغرب . و من أمثال المقاومين المغاربة المقاوم عبد الكريم الخطابي .


وخاتمة لا بد منها أن التصوف دس فيه الكثير من الكتب التي لا تنسب له ، وانتسبت الكثير من الفرق الضالة نفسها إليه كالباطنية و الجهمية و كذلك الكثير من الدجاجلة كابن عربي و بسبب ذلك حمل الكثير من الكلام الذي لم يكن بدا منه بسبب حديث البعض عن الكرامات و الخوارق وهي في حق الأولياء ثابتة بإجماع العلماء ، ثم إنه كما تم الإشارة مسبقا فإن التصوف ليس بمذهب لكي يحمل متاعب اختلافات فقهية هو بمنئى عنها و لكنه فتح ملفا شائكا لم يتجرأ على فتحه علماء الحديث و الموعظة وهو طريق الإحسان و معرفة الله ، لأن فاقد الشيء لا يعطيه و الايمان عطاءات و هؤلاء وقفوا على حافته و عرجوا بمعارج الإحسان وخرجوا من ضيق الدنيا و فتنتها إلى رحاب الإحسان و الحضور مع الله تعالى و تزكية النفس ، و حاربوا شهوات النفس و جاهدوا في الله حق جهاده ، فإن عيبوا عنهم لبس الخرق فهو ينم عن صدقهم في قهر النفس و تأديبها و إنما المراد هو جعل النفس لينة أمام طاعة الله و كبحها عن الميل الى المعصية ، لربما هذه الكلمات تمر عليك مرا لينا لطيف الحس على سمع قلبك !! لأن هذه هي حقيقة الأمر التي تألفها فطرة الإنسان و التصوف الذي تراه رقصا و شطحا إنما هو خروج عن أدب الجلوس أمام الله عند ذكر الله ، بعيدا عن الناس و ضجر الحياة يفر المريد السالك إلى الله مختليا به سالكا إليه بقلبه و روحه و كل كيانه طالبا معرفة الله ووجه الله تعالى ليتحقق بمدارج الإحسان .. وأسأل الله تعالى أن يكون النقاش بناء و مفيدا لنا ان شاء الله تعالى

وخير ما نختم به بعد الصلاة على رسول الله صلى الله عليه و سلم قول الله تعالى : "الرحمن فاسأل به خبيرا"
ومما لا شك فيه فإن الخبرة هي ثمرة المعرفة و المعرفة ثمرة التجربة، والمعرفة هي الإحاطة بالشيء بينما المعلومة تعرف نفسها كجزء من حقل المعرفة ، ومنه فإن مدارك الخبير أعلم من العالم و المقصود به من الآية هو عبد صالح عارف بصفات الله متمرس في طاعة الله شغفت قلبه أنوار الحق تعالى فصار يتكلم بالله و لله و بالله ، و مجرد مصاحبة هذا الرجل الصالح تفيد السالك في تشرب المعاني الربانية و أن يصير بدوام الصحبة مثله . و الله صل و سلم وبارك على سيدنا محمد النبي و أزواجه أمهات المؤمنين و ذريته و أهل بيته كما صليت على سيدنا إيراهيم إنك حميد مجيد .

والسلام عليكم و رحمة الله وبركاته









 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
التصوف، الزهد، الإسلام


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 14:22

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc