السلام عليكم ورحمته وبركاته ؛ والحمد لله وحده والصلاة على من لا نبي بعده ؛
باديء ذي بدأ اقول فيما ذكر الشاعر آنفاَ - مع اني لئن يمتلأ جوفي قيحا خير لي من ا ن يمتلأ شعراً - فان تعقبكم له في تلك المقطوعة صائب ولكن ليس من ناحية المعنى بل حتى في المبنى ؛ وكان حريا به ان لا يتعجل بل يجمع ويقرأ ويبين ثم يقابله ثم يعارضه ثم ينشره ؛ والشاهد فيما ابتغي الدندنة حوله في قوله " تختفي كل الخلائق حولي " فإن كان يريد غياب الخلائق فقد أخطأ اذ لفظة " حولي " تفيد التطويق كالسوار ؛ ولا تفيد نفي الوجود . ثانيا قوله " ولا يبقى غيرك وانا " فهذا خطأ بارك الله فيك ، وركيك ؛ فكان الاحرى والاعذب سماعا ان يقول " ولا يبقى إلا أنا وأنتِ " فالاستثناء المطلق ؛ ام لفظة " غير " فهي للاستثناء المقيد اي بوجود اناس غيرك ولكني اقصدك انت ؛ ام قوله " كأني أدم وانت حوائي " فهذا الطامة الكبرى ؛ فإن لم تكن لها ادمها ولم تكن هي حواءك فما أنتما ؟ يعني لم تكن زوجتك فمن تكون ؟ ثانيا ان كان المقصود انك منفرد بالوجود كما انفرد ادم يوم خلقه الله وانفراد صاحبتك كمثل انفراد حواء يومئذ فهذا وهم بعيد ؛ واكتفى بهذا القدر والله المستعان