هل يجب أن أكون متبعاً لمذهب معين ؟

[قاصِرَةُ الطّرْف]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أتذكر اني استمعت الى حلقة من حلقات الفقه وطُرح مثل هذا السؤال على استاذة الحلقة و أفادتنا بمعلومة بالاضافة الى قصتين يمكنني ان افيدكم بها لعلك تجد اجابة لسؤالك ان شاء الله :

القصة الاولى : في احدى الايام صلى الامام الشافعي صلاة الفجر في مسجد ابي حنيفة و لم يقنت ( مع العلم ان القنوت سنة مؤكدة عند الامام الشافعي ) فقالوا له أنسيت القنوت يا إمام أم غيرت مذهبك ؟ قال لا هذا و لا ذاك و لكن احتراما لصاحب هذا المسجد لأن الامام أبي حنيفة لم يكن يرى القنوط سنة مؤكدة في الفجر

القصة الثانية : احد الاشخاص سأل الامام بن حنبل قال لقد صليت وراء إمام إحتجم و لم يتوضأ ( لان الامام بن حنبل يرى بأن الحجامة تنقض الوضوء ) أتجوز صلاتي ؟ فقال له كيف لا أجوز صلاة خلف الامام مالك ( لان الامام مالك كان يرى بأن الحجامة لا تنقض الوضوء )

اما المعلومة : قبل ظهور هذه المذاهب اي القرن الاول من الهجرة كان الناس يستفتون من تيسر لهم من العلماء دون ان يتقيدوا بعالم واحد

بإختصار المسلم الذي لا يعرف الادلة الشرعية له ان يستفتي من يريد من العلماء المسلمين و ان مذهبه هو مذهب من يفتيه أما من يعرف الادلة الفقهية يجوز له ان ينتسب الى امام معين مالكي او شافعي او حنفي او حنبلي كما انه من ينتسب لاحدى هذه المذاهب يجوز له ايضا ان يقلد المذاهب الاخرى اعتمادا على اقوى الادلة ( اقواهم دليلا في المسألة محل الاستفسار)

فمثلا نحن الجزائريين جُلنا لا نعرف الادلة الشرعية في مسائل معينة مباشرة نلجأ الى اقرب مسجد و نسأل امام المسجد فيجيبنا و إذا طبقنا ما قاله من حكم على تلك المسألة فإننا هنا على مذهبه اي المذهب الذي يقلده هذا الامام و الذي هو مالكي بطبيعة الحال
و الله اعلى واعلم