قال الشيخ الألباني، رحمه الله، في تعليقه على فقه السنة:
(قوله في عدد ركعاته: "وصح أن الناس كانوا يصلون على عهد عمر وعثمان وعلي عشرين ركعة".
قلت: أما عن عثمان فلا أعلم أحدا روى ذلك عنه ولو بسند ضعيف
وأما عمر وعلي فقد روي ذلك عنهما بأسانيد كلها معلولة كما فصلت القول في ذلك تفصيلا في كتابي "صلاة التراويح".... والذي صح عن عمر، رضي الله عنه، بأصح إسناد مطابق لسنته، صلى الله عليه وسلم، التي روتها عائشة في حديثها المذكور في الكتاب فقد روى مالك في "الموطأ" عن السائب بن يزيد رضي الله عنه قال:
"أمر عمر بن الخطاب أبي بن كعب وتميما الداري أن يقوما للناس بإحدى عشرة ركعة قال: وكان القارئ يقرأ بالمئين حتى كنا نعتمد على العصي من طول القيام وما كنا ننصرف إلا في بزوغ الفجر".
وأثبت فيه أن التزامه صلى الله عليه وسلم بإحدى عشرة ركعة طيلة حياته المباركة دليل قاطع على أن الصلاة في الليل ليس نفلا مطلقا كما يدعي الكثيرون وأنه لا فرق بين صلاة الليل من حيث إثبات كونها صلاة مقيدة وبين السنن الرواتب وصلاة الكسوف ونحوها فإن هذه إنما ثبت كونها صلاة مقيدة بملازمته، صلى الله عليه وسلم، لها وليس بنهيه عن الزيادة عليها، وأن التمسك بالأحاديث المطلقة أو العامة في الحض على الإكثار من الصلاة لا يجّوز الزيادة على العدد الذي لم يجر عليه عمله صلى الله عليه وسلم..وما مثل من يفعل ذلك إلا كمن يصلي صلاة يخالف بها صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ...
كما وكيفا محتجا بتلك المطلقات كمن يصلي مثلا سنة الظهر خمسا وسنة الفجر أربعا وكمن يصلى بركوعين وسجدات. وفساد هذا لا يخفى على عاقل..ونقلت قبل هذا الكلام عن الفقيه الهيتمى أنه لا يجوز الزيادة والنقص في الوتر وسنة الظهر.)
· فالحاصل أن صلاة التهجد التي تقام في المساجد بعد منتصف الليل، بدعة لا أصل لها في الشرع، إذ لم يفعلها الرسول عليه الصلاة والسلام ـ في جماعة المسجد ـ وما فعلها أحد من الصحابة من بعده، ولا أبناء الصحابة من بعدهم ولا التابعون ولا من تبعهم. وإنما ابتدأها الشيخ عبدالله الخليفي، رحمه الله قبل نحو خمسين عاما في المسجد الحرام، في حصوة باب علي خلف باب بني شيبة مباشرة، ولم يكن معه في السنة الأولى سوى ستة أشخاص بدون مكبر للصوت. ثم ازداد الناس معه عاما بعد عام، حتى أصبح الناس هذه الأيام يهتمون بصلاة التهجد ودعاء ختم القرآن ـ وهو بدعة أخرى..!! ـ أكثر من حرصهم على الفريضة.
· أما صلاة التهجد فلم يرد عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ولا عن
صحابته، رضي الله عنهم، أنهم تواعدوا عليها في مسجد ولا في غيره.
· وتقسيم قيام ليالي العشر الأواخر إلى تراويح في أول الليل وإلى تهجد في آخره !!
هل فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- هذا التقسيم في العشر الأواخر أم لا؟؟،
أي: هل كان يصلي التراويح في أول الليل بعد صلاة العشاء، ثم يصلي التهجد في أخر الليل في العشر الأواخر أم لا؟؟
وهل فعله الصحابة؟
وأين الدليل على هذا الفعل وعلى هذا التخصيص؟
* وفي سلسلة الهدى والنور من الشريط 719 للشيخ الألباني