العلامة القرضاوي ..فلعل الله يجعل لك مخرجا....

[فريد الفاطل]

يتعرض العلامة القرضاوي و هو أحد أبرز الأئمة و العلماء في العالم الاسلامي لمحنة قاسية و هي ادراجه على لوائح الشرطة الدولية في 2 نوفمبر الماضي بتهم عديدة وجهها اليه القضاء الانقلابي و منها "التحريض على الارهاب" ..
كان يمكن أن يصبح العلامة القرضاوي بطلا وطنيا و شيخ العلماء والدعاة و تعرض عليه الدنيا يغرف منها ما يشاء لو أنه فقط ساير انقلاب 3 جويلية 2013 ودعمه و أضفى عليه شرعية دينية زائفة كما فعل ا"الامام الأصغر" شيخ الأزهر الحالي أحمد الطيب وكذا مفتي مصر السابق –علي جمعة- الذي قل مخاطبا الجيش المصري "أضرب في المليان" التي تعني له الترخيص له بابادة المتظاهرين السلميين الرافضين للأنقلاب دون أن يتقي الله في دماء اخوانه..
ولكن الشيخ القرضاوي أبى الا الوقوف مع الحق..و الصدع به دون أن يخشى في الله لومة لائم...والجهر بكلمة حق عند سلطان جائر..فأدان الانقلاب الدموي دون تردد ودعا الشعب المصري الى التمسك بالشرعية و الصبر على ما يتعرض له يوميا من قمع واضطهاد وتنكيل لأخضاعه للأمر الواقع ..ولذلك ناله من الأذى ما ناله..فشنى عليه اعلاميوا الحقد والفتنة في مصر حملة تشويه سافرة ..وشنعوا عليه ..وكانوا أول من لفق له تهمة"التحريض على الارهاب"" ثم تبعهم القضاء الانقلابي ..ووجه اليه تهما ثقيلة وكان وراء صدور مذكرة توقيف دولية بحقه ..وهم يروجون هذه الأيام لأمكانية تسليمه..ويحرضون النظام الانقلابي على مواصلة الضغط على قطر و الاصرار على تسليمه..
كان المفترض أن تصدر مذكرات التوقيف المحلية و الدولية في حق الانقلابيين جميعا..فقد ارتكبوا منذ 3 جويلية2013 الى حد الساعة جرائم يندى لها الجبين ضد الانسانية وثقتها المنظمات الحقوقية الغير حكومية الدولية..وفي مقدمتها مذبحتا"رابعة العدوية" و "النهضة" اللتان قتل فيها الآلاف من المتظاهرين السلميين في يوم واحد بالرصاص الحي..لكن القضاء الانقلابي لم ير شيء كما لم تراهم المحكمة الجنائية الدولية المسيسة..ولذلك يعيش مرتكبوا المجازر أحرارا طلقاء وينعمون بخيرات مصر..في حين يزج بالأحرار وراء القضبان بتهم سخيفة ملفقة ومنها "التحريض على الارهاب" للشيخ القرضاوي ..وتهم الارهاب و التخابر مع حماس وسرقة لحوم الدواجن من سجن النطرون"للرئيس محمد مرسي؟؟؟؟!!!!
أليست هذه قمة البغى و الجبروت وقمة الاسفاف و الابتذال أيضا؟؟؟
ماذا بقى من معايير أخلاقية في هذا العالم اذ أصبح الانقلابييون مرتكبوا المذابح في حق متظاهريين أبرياء أبطالا و زعماء..في حين يتهم أصحاب الحق المغتصب و العلماء و الدعاة بالارهاب ويسجنون أو يطاردون في كل مكان أو تحضر لهم المشانق؟؟؟

فأصبر أيها الشيخ العلامة ..فلعل الله يجعل لك و لك المظلومين مخرجا....