اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نارينا
مداخلة فيها الكثير من الاضافات الفعلية للموضوع خاصة ماتعلق منها باعطاء تفسير منطقي وعلمي للظاهرة محل النقاش ....لا أدري تملكني الضحك كثيرا خاصة مع ذكر الاسلوب اللامنطقي التي تبناه الطلاب في الاجابة عن السؤال .....
ربما أنت فسرت سبب فشل شعبة الاداب في تقديم طلية أكفاء لايعتمدون على الدوافع الذاتية خلال النقاش أو تحليل الافكار ....لكنك لم تذكر الحل ونحن جميعا ملزمون بالبحث عنه ....أي لم لا يتم اعطاء الفرصة لأي كان ليدرس الاداب والفنون في الدول المتقدمة ولكن تلك الفرصة تكاد تكون مجانية للجميع هنا ....
حسب مالاحظت وحسب ماكتبت أنت أعلاه ...أن الأدب لم يتخلص من النظرة الصورية والخيالية الموجهة له وأنه مهنة الشعراء والحالمين ولامستقبل عملي له
...ترى لم؟؟ والادهى والامر هو أن المنهاج الدراسي لايقدم تجارب كان الادب فيها فعالا للغاية في تغيير المجتمع واصلاح عيوبه الفكرية والاخلاقية ,,,خاصة لما تم حذف العديد من الاقلام الفاعلة من المنهاج ....
يستحضرني الان مقال طويل قرأته البارحة فقط عن أدب ستيفن كنج ذلك المبدع الذي حولت معظم أعماله الادبية والروائية الى سيناريوهات لأقوى أفلام الرعب وتبنتها العديد من مدارس التحليل النفسي لعلاج أكثر الامراض النفسية تعقيدا .....
والبارحة أيضا قرأت عن عملاق الادب جيمس جويس "وقد درسنا أعماله الادبية سابقا" الذي وصف مدينة دبلن الايرلندية ورسم خريطة متكاملة لها من خلال مابدر منه أثناء حالة شعورية عاشها في أزقتها ... ليلا....
الادب هناك تخلص من النظرة الخيالية وصار يعالج قضايا نفسية وسياسية وتاريخية بتقنيات أدبية جد حديثة ومبهرة والادب هنا ليس الا استعراضا لأفكار دون تفعيل ....شكرا على المرور أستاذ ....
|
السلام عليكم اخت نارينا اوافقك الراي تماما في مسالة تغييب الادب الراقي و الحقيقي في المنهاج الدراسي الحالي و هو عمل ليس بريئا ابدا بل يراد منه تحطيم الوعي و الادراك لدى شبابنا اذ تم حذف كل ما من شانه تنمية روح النقد و التحليل و الموضوعية في الطفل،و هذه ظاهرة خاصة بالشعوب المتخلفة التي تعاني من التسلط السياسي و الدكتاتورية، فحتى يدوم الحكم لمن هم فيه و تدوم مصالحهم لابد من ان يبقى الشعب جاهلا و مسطح الوعي و ساذج النظرة و الاخطر لا يملك قيما يدافع عنها و هو ما بدا يظهر في عصرنا اذ ساد العبث و اللاجدوى ( و معروف ان التخصصات الادبية هي التي تهتم بالفكر و انتاج الايديولوجيا و التنظير لطريقة فهم الواقع و مشاكله و من ثم حلها ) و قد عبر الاديب و الفيلسوف الوجودي البير كامو عن هذا في كتابه اسطورة سيزيفLe Mythe de Sisyphe) اذ يشبه كامو عبثية حياة الإنسان بوضع سيزيف، شخصية من الميثولوجيا الإغريقية قدرها أن تحمل صخرة إلى أعلى قمة جبل وما أن تفعل تتدحرج الصخرة إلى الأسفل فيعود سيزيف ويحملها من جديد وهكذا دواليك إلى ما لانهاية له. ويختم كامو مقالته بقوله "المثابرة في حد ذاتها ... كافية لتملأ قلب الإنسان. على المرء أن يتصور سيزيف سعيدا
انا شخصيا اتألم احيانا لحال التعليم اليوم و لمصير ابنائنا العبثي خاصة في شعبة الاداب اذ في الغالب هم ضحية لعبث المسؤولين و واضعي البرامج اكثر من كونهم مسؤولين فمثلا في مادة الفلسفة يطلب من الطالب تحليل نص فلسفي في غاية التعقيد و بلغة خاصة و صعبة الفهم و هو اصلا لم يدرس و لم يتلقى اليات تحليل هذا النص كما ينبغي و احيانا يكون النص فوق مستوى ادراكه و هذا ما اعتبره عبثا حقيقيا، من هنا ياتي الفرق في المستوى اللغوي بين العلميين و الادبيين اذ يتم تحطيم تلاميذ الشعب الادبية بفرض ادب هزيل فارغ من المحتوى و سطحي من هنا تصبح اللغة هزيلة و ضعيفة مع عدم اغفال التدهور المستمر لمستوى الاساتذة اللغوي حيث اكدت دراسة حديثة قامت بها نقابة الكنابست ان اغلب اساتذة الثانوي لا يطالعون و لو كتابا واحدا في تخصصهم لمدة قد تستغرق مشوار الاستاذ التعليمي كله، و معروف ان فاقد الشيء لا يعطيه..... تحاتي لك اختي .......