وقال مجاهد: يعني: خُذِ العفو من أخلاق الناس وأعمالهم من غير تخسيسٍ؛ مثل: قبول الأعذار، والعفو، والمساهلة وترك الاستقصاء في البحث والتفتيش عن حقائق بواطنهم.
22- تجنُّبُ الغضب.
23- تجنَّب الجدال: لأنَّ الجدال يُذكي العداوة، ويورث الشقاق، ويقودُ إلى الكذب، ويدعو إلى التشفِّي من الآخَرين.
ثم إنِ اضطُرَّ إلى الجدال فليكن جِدالاً هادئًا يُراد به الوصول إلى الحق، وليكن بالتي هي أحسنُ وأرفقُ.
قال - تعالى -: ﴿ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ [النحل: 125].
24- التَّواصِي بحسنِ الخلق: وذلك ببثِّ فضائل حسن الخلق، وبالتحذير من مَساوئ الأخلاقِ، وبنُصح المبتلين بسوءِ الخلق، وبتشجيع حَسَنِي الأخلاق.
فحُسْنُ الخلقِ من الحقِّ، والله - تبارك وتعالى - يقول: ﴿ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾ [العصر: 3].
25- لزوم الرِّفق: قال - عليه الصلاة والسلام -: ((إن الرفقَ لا يكونُ في شيء إلا زانَه، ولا ينزع من شيء إلا شانه))[6].
وقال: ((إنَّ الله رفيقٌ يحبُّ الرفق في الأمر كلِّه))[7].
26- لزوم التواضُع: فالتواضع - في حقيقته - هو بذلُ الاحترام، والعطف، والمجاملة لِمَن يستحقُّ ذلك.
27- استعمال المداراة: فالناس خُلِقوا للاجتماع لا للعُزلة، وللتعارُف لا للتناكُر، وللتعاوُن لا لينفرد كلُّ واحد بمرافق حياته.
28- تجنُّب كثرةِ اللوم وتعنيفِ مَن أساء: فلا يحسُن بالعاقل أنْ يُسرِفَ في لوم من أساء، خُصوصًا إذا كان المسيء جاهلاً، أو كان ممَّن يندر وقوعُ الإساءة منه؛ فكثرة اللوم مَدْعاة للغضب، وغلظ الطبع.
29- تجنُّب الوقيعة في الناس: فالوقيعة في الناس، والتعرُّض لعيوبهم ومغامزهم، ممَّا يورث العدواة، ويشوشُ على القلب، فتَسُوء الأخلاق تبعًا لذلك.
بل إنَّ ذلك مَدْعاة لأنْ يبحث الناسُ عن مَعايِب ذلك الشخص.
وَمَنْ دَعَا النَّاسَ إِلَى ذَمِّهِ 
ذَمُّوهُ بِالحَقِّ وَبِالبَاطِلِ 
وقال الأحنف: مَن أسرع إلى الناس فيما يكرَهُون قالوا فيه ما لا يعلمون.
30- أنْ يضع المرءُ نفسه موضعَ خصمِه: فهذا يدعو لالتِماس المعاذير، والكفِّ عن إنفاذ الغضب، والبُعْدِ عن إساءة الظنِّ.