لعله من الحقائق المرة التي نقرؤها في القرآن الكريم أن ما يصيب الانسان من سوء هو بما كسبت يداه و عندئد نحتار فلا ندري- لضعف إيماننا -متى يكون العبد مبتلى و متى يكون ظالما لنفسه مع ذلك أقول :
إن الله رب العالمين يربي المؤمينن بصنوف التربية و أنواع المحن و الإبتلاء و هذه حقيقة لا يجب أن تغيب عنا أبدا
لا شك أنه ليس هناك معصوم بين البشر -ماعدا لأنبياء-و لسنا ملائكة و لا نتصف بالقداسة و كلنا ذو خطأ ،و الله يريد أمرا من هذه الدروس و هي معرفة حقيقة الدنيا و الناس و هي أن الدنيا متاع لا يدوم و لا يغني عن عبادة الله و التقرب منه و هو المطلوب و أن الناس عوائق يجب تجاوزها إذا أساؤوا و الإستفادة منهم إذا أحسنوا
إن المعاناة في الدنيا و المكابدة في التحمل و السقوط في الأخطاء و الاسراع إلى التوبة تدل على صحة الطريق فهذا هو الطريق طريق التوية و الإستغفار و عدم اليأس من رحمة الله عزوجل مهما كانت أخطاؤنا و ذنوبنا ،أقول هذا هو طريق الربانية طريق مشى فيه قبلنا و يمشي فيه معنا و بعدنا الصالحون ،و إن كانت الدنيا و أيامها حقا موحشة فلا ينال البر إلا من على الصبر استقر أوليس الصبر من أعظم العبادات
علاقتنا بالله لابد أن تكون على جناحي الخوف و الرجاء معا ،الخوف من تاريخنا الأسود الذي تختلف درجات سواده من شخص لآخر و الرجاء في رحمة الله عزوجل في أن يتجاوز عن هذا التاريخ مهما كانت قتامته و سواده
الأخطاء التي نقع فيها ثم نتوب في الحقيقة هي سياط تلفحنا و ترجعنا دائما إلى الله فهنيئا لمن رجع إلى الله تائيا مستغفرا ،الفرصة لم تفت و لا الوقت مر مهما كانت الذنوب و المعاصي ،فهنيئا لنا فما أكرم من ذهبنا إليه نرتجي نشكتي نبكي ......
سبحان الله إذا خاف الإنسان شيء هرب منه و إذا خاف من الله هرب إليه
ما أكرم ربنا ما أعظم ربنا ما أرحم ربنا
إن الله يريد منا أن نوحده أي أن تكون قلوبنا لله عزوجل وحده و حده و فقط و هذا اصطفاء يشكر الله عليه و يستحى منه فما أعظمه من إله
و لترخس هذه الدنيا و لا نعطيها شيئا هو لله
نحن نحن خطاؤون مذنبون و لكننا سنظل نتوب و نستغفر و سنظل نخطى و نضعف و لكننا نرجع إلى باب الله الذي لا يغلق أبدا ،لن يقطع اليأس و لا الشيطان طريقنا إلى الله أبدا مهما كان تاريخنا أسودا
[/center]