.... أحلامُ مُعقّدة .. من عُمقِ حِنق !!!

[يوسُف سُلطان]

أَحلامٌ مُعقدّة ..من عُمقِ حِنقٍ
يعلَم الله أنّنا لسنا هنا من أجل الرفسِ واللغو ، وإنما نحاول و نجتهد في تنظيف ساحتنا التي نجتمع فيها ، ونبذر في أرضها بأكفافنا وننشر ما علق فينا من بذر طيّب في أرضنا ، انتشلناه من سنوات طويلة من أعمارنا ، ونحن هنا لنعينكم ونربت على أكتافكم ، ونشد على أيديكم بالقول والفعل ، والوقت والجهد ، والدعم لو تأتى لنا ذلك ،
قد جئناكم عن إيمانٍ منّا بأنّ الحياة جهاد وثورة في كلّ حين ، لا يستقيم لها طرف ولا وسط إلا بنصب السِّهام لا نصب الخيام ، دفاعا وليس تعدّيا ، وقد جئناكم ...وظنّنا بكم الظّنّ الحسن ورفعنا رايتَكُم التي ناديتم بها ، ورفضنا كثيرا من الأحيان الخروج عن رباط العقل واللباقة والمعقول ،وكتمنا أحيانا كثيرة الضغط والغضب ،وكففنا الانامل الا على ما يسُّر... ولممنا الكلام الا ما يطيب منه ويكفلُ لكم التقدير والشكر وسماع النصيحة والعمل بها ،
قد ولجنا على هذا القصد ولن نبدّله بإذن الله وفاءً بعهد قطعناه ، وما خلفنا ولله الحمد وعدا بقطعٍ ....
نخطأ أحيانا ، نخطأ كلنا وليس في ذلك إفشاء لسر ، ونقص لقدر ، بل إننا أحيانا نخطأ أكثر مما نصيب ، ونلهو ونستبق لشر الامور ونعزف عن خيرها ، ولكننا لا نُعاند نصيحة ولا نرفض مدًا لذلك ، ونُقرّ ونعترف ،
نخطأ أحيانا بترك الرصيف والنزول بأقدامنا ،ونرى بنزول أقدامنا عن الرصيف علوًا لأفكارنا ، وينهرُنا الشرطي الواقف في وسط الطريق نفسه حمايةً لأقدامنا :
- لم يصنع الطريق لتدوسَه أقدامُك الوسخة ، عد للرصيف ، والا حررت لك حظرا لافكارك اللعينة
- تمتعض فقط ، ولا تجرأ على الاعتراض او المناقشة
كيف تجرأ وفي فمه صفارته ، التي يُمكن ينسفك بها لتصطّف في مكانٍ أبعدَ من الرصيف الذي يُزعجك عن تحقيق أحلامك وأفكارك
اذا هل نسير على الرصيف طولا.. ماذا لو أدركنا أن آخره حاجز كبير لا نستطيع له نقبا ولا قفزا
أم ننزل إلى أسف الطريق رغم خطورته ، كيف نتصرّف وليس أمامنا ثالث الحلول في الاختيار فإمّا أن نصل ولو بأطراف ناقصة من جسدنا ، وإمّا أن نعلق على الرصيف مبتسمين مرتبين نظيفي الظاهر ، خاوين بالداخل بلا نفع ،
إنني رأيت والرأي رأيكم فيما رأيت ، رأيت أن أنزل وأخاطر فلا خير فيّ إذا لم يتسِّخ جِلبابي كي يتطّهر جسدي ، ولا نفع بي إذا سَلِم جسدي وما أوصلت رسالة الروح إلى كلّ روح
من أظلِم أنا لو عشقت حروفي ؟
من يتجرأ على الوقوف بوجهي لو علم أني أسير وفق الحروف وأعتمدها في حياتي طريقا ومنهجا وعقيدة ؟
من يجرأ على نصحي بتغيير هامش الورقة الذي أنطلق منه لرسم السطور ؟
- أنت ؟؟
أنت ؟؟.... وبهذا اللسان ، الذي لا يفرِّق بين الدال والذال في نطقه ، بين الظاء والضاد في رسمه ، لا والله ما أستحي منك لو كنت مثلي تتخّذ لغتك عقيدةً وفخرًا ، وأفتخر أنا وبِلُغتي القرآن ، وهو عقيدتي ، فبما تفتخر أنت وليس بِلُغتك غير قاموس" لاروس "، أترجاك برجاء الغالبِ الصافحِ عنك ، أن تتهيّأ لإقناعي لأردّ لك جميلَ نُصحك ،
يعاف سيفي لمسَ رقبتك ، تعافُ الارض دمك المالح وتشفق عليك نفسي الأمارة بالسوء
التي ما أشفقت يوما عن ظالم ،
سأشرح وأعفيك من الغرور، سأشرح لك بحكم ما تعلمته من صبر الأمهات وسوالف الجدات ، وضمير حيّ عارف ، لا يدخُله الغرورعن يمينه ولا عن شماله، ولا يصيبه الإحباط من تحته ولا من فوقه ... سأشرح لكِ يوما ... ولست أتّهم أحدًا .... أحلامي معقدّة !!
لذلك اخترتُ الرصيف منطلقا للوثوب

((رجاءً الموضوع غيرُ قابلٍ للاقتباس ))