بالأمس رحل الرئيس الفينزويلي هوغو تشافيز ، هذا الزعيم الذي ناضل من أجل القضايا العربية باستماتة قل نظيرها عند الكثير من الحكام العرب الذين يدعون العروبة والإسلام ، شافيز الذي كان عربيا أكثر من بعض العرب ومدافعا عن قضايا العرب وهو الغربي القادم من أمريكا اللاتينية . هذا الزعيم الذي حمل العداوة للحركة الصهيونية في المحافل الدولية وفي محيطه الثوري ووقف إلى جانب الحق العربي والإسلامي ، أتذكر للراحل كسره للحصار الذي كان مفروضا على الشعب العراقي في أيام الراحل صدام حسين ، وكيف أنه كان الزعيم الوحيد الذي ذهب إلى العراق والتقى بقياداتها وتجول في شوارع بغداد وتبادل مع الراحل صدام حسين الهدايا الرمزية التذكارية ، شافيز الذي لم تدفعه في هذه الرحلة سوى المبادئ في حين هناك من العرب وزعماء الدول الإسلامية من يدفعهم الدين والنسب والجيرة والإخوة ورغم ذلك عملوا على تشديد الحصار على الشعب العراقي . أتذكر وقوفه مع القضية الفلسطينية ومع زعيمها الراحل الخالد أبوعمار السيد عرفات ، وكيف وقف محاميا شرسا مع القضية الأولى للعرب فلسطين ، وأتذكر وقوفه مع سورية في بدايات أزمتها عندما كانت السفن الفينزويلية تحمل المازوت لها متحديا بذلك همجية امبراطورية الشيطان ومتوافقا مع المبادي والقيم الإنسانية .
شافيز لم يكن للفنزويليين فقط ، تشافيز هو ملك لكل شرفاء العالم ، لكل الفقراء والمضطهدين لكل من يحلم بعالم تسوده العدالة والسلم واحترام الآخر . مثل هؤلاء يدخلون الجنة وإن كانوا مسيحيين وإن كانوا غربيين وليس من يضع لحية ويدعي وقوع الظلم عليه ويقتل ويفجر في بلده وأهله وناسه بدعوة إقامة شرع الله ، فرسولنا الأعظم لم يقم ركائز الدين بمثل هكذا تصرفات . إن رحيل تشافيز هو خسارة كبيرة لمحور المقاومة والممانعة وفقدان لشخص ناضل من أجل فلسطين ، ولكن عزاءنا في من سيخلفه والذي نعتقد أنه سيسير على خطى الراحل ، وندعو من الله تعالى أن يحفظ فنزويلا وأن يجعلها دائما قلعة لصوت الحق في وجه الامبريالية الليبيرالية المتوحشة .
كتبها : الزمزوم
يوم : 2013/03/07