هنا كلمة السر ! لأنه راوي حديث الافتراق !. - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد

قسم العقيدة و التوحيد تعرض فيه مواضيع الإيمان و التوحيد على منهج أهل السنة و الجماعة ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

هنا كلمة السر ! لأنه راوي حديث الافتراق !.

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-01-01, 14:24   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

نقد ونقض كتاب :«الفرقة الناجية هي الأمّة الإسلاميّة كلّها»




للشيخ محمد موسى نصر

الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على النبي المصطفى، وعلى آله وصحبه أهلِ الوفا، ومن لأثره اقتفى.
أمّا بعد:
فقد وقفت على كتاب غاية في السوء والافتراء والكذب، والدعوة إلى البدعة، وتسوية المسلمين بالمجرمين، والمشركين بالموحّدين، مع دعوة حميمة لتهييج الحكّام على فئات من العلماء والدعاة وطلاب العلم.
وهذا ديدن أهل البدع -قديماً وحديثاً-: اتّهام أهل السنّة، ونبزهم بألقاب السوء والوقيعة فيهم، فهم خواء من العلم النافع، يلجأون إلى أساليب رخيصة دنيئة لتحجيم دعوة الحقّ، ودعاة الصدق، ولكن هيهات هيهات، فإنّ الله وعد الفرقة الناجية بالانتصار، والظهور، والتّمكين، رغم أُنوف المخالفين والمخذِّلين.
وأحاديث افتراق هذه الأمّة ثابتة، وهي واضحة الدلالة -رغم تلبيس بعض الذين أضلّهم الله على علم-.
ولم يختلف عُلماء السلف، وفُضلاء الخلف على تفسيرها وتأويلها، بل أفردوها بمصنّفات ومؤلفات -رواية ودراية-.
وبين يديَّ كتاب بعنوان:
الفرقة الناجية هي الأمّة الإسلاميّة كلّها للدكتور محمد عادل عزيزة الكيالي –هداه الله-شطّ في كتابه، وخبط خبط عشواء، ولم يلتزم فهم العلماء الربانيين لحديث افتراق الأمّة، وأتى بآراء شاذّة، لم يسبق إليها.
ولي معه جولات ووقفات لبيان أخطائه وانحرافاته ومجازفاته، وحقده، وتحامله على العلماء الربانيين، والدعاة الصادقين، فأقول وبالله وحده أصول وأجول:



نداء استغاثة
أظهر المؤلف فزعه وجزعه من تفرّق الأمّة الإسلاميّة، ودعا إلى جمع صف المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وناشد صانعي المعروف، والباحثين عن الصدقة الجارية -للتغرير بهم- من أجل طبع كتابه النشاز، الذي زاد الأمّة خبالاً وتفرقاً؛ حيث أبعدها عن نبعها الصافي -كتاباً وسنّة واتباعاً لمنهج سلف الأمّة-.
فنقول لهذا المدعي الحرقةَ على وحدة المسلمين:
إنّ وحدة المسلمين واجتماعهم -يا هذا- لا تكون إلا على أساس كلمة التوحيد، لا على عقائد شتّى، من اعتزال، وتجهُّم، وتصوّف، وتمشعر، وخارجيّة -قديمة وحديثة-، وإرجاء، وغير ذلك من عقائد منحرفة، لتجعل منهم –جميعاً- مسخاً بلا عقيدة صحيحة، ولا منهج سوي، وإنما خليطاً من التناقضات والضلالات، وجعلهم كلهم سواءاً! وهذا ما لا يشهد له عقل، ولا نقل، ولا كتاب، ولا سنّة، ولا قول صاحب، فكيف تسوي بين المحسن والمسيء، والظالم والسابق بالخيرات، والمسلم والمجرم؟
واللهُ قد فرّق بينهم في كتابه وعلى لسان رسوله، قال –تعالى-: {لِيَمِيزَ اللّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} [الأنفال: 37]، وقال –تعالى-: {وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاء وَلَا الْأَمْوَاتُ} [فاطر:16-22]، وقال –تعالى-: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [الزمر:9]، ومثل ذلك كثير في الكتاب العزيز.
ادّعى (ص3) حذفَ كثيرٍ من العبارات الشديدة!!
والصحيح أنّ ما افتراه على خصومه قد وقع هو نفسه فيه في مواضع شتّى من كتابه، كما في (ص6، ص7، ص25، ص35، ص42، ص43، ص47، ص49)، وغيرها كثير، ونـذكره بقول الله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} [الصف:2-3]، ولقد أصابه قول القائل: «رمتني بدائها وانسلت».
قوله (ص4): «قالوا: كيف تدخل كل المسلمين الجنّة وتجعلهم جميعاً من الفرقة الناجية مع وجود مخالفات، ومعاصٍ عندهم، فأجبتهم بأنّ الذي أدخلهم الجنّة هو رسول الله -صلى الله عليه وسلم-».
فأقول:

هذا كذب على الرسول --؛ لأنّ في الأمّة من يفعـل الشرك القولي والعَمَلي والاعتقادي، ومن يسب الدين، ويستغيث بالميتين، ويعتقد في ربه اعتقاداً سيئاً، ويظن به ظنّ السوء كالقدريّة الذين يزعمون أنّ الله لا يعلم بالأشياء إلا بعـد وقوعها، والمعتزلة مجوس هذه الأمّة، الذين يعتقدون أنّ الإنسان يخلق فعل نفسه، وغلاة الصوفيّة القائلين ما في هذه الجبّة إلا الله، والقائلين بوحدة الوجود، والحلول والاتحاد، والرافضة الطاعنين في القرآن، المكفرين للصحابة، المتهمين لعائشة أم المؤمنين بالزنا، وقد برّأها الله في كتابه مِن فوق عرشه!
فكيف تصحح عقائد هؤلاء وتدخلهم الجنّة -ابتداءً-، وتزعم أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شهد لهم بالجنّة {سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ} [النور:16]، فإنّ من أعظم الكذب والافتراء أن يكذب الرجل على الله ورسوله، وقد حذر من ذلك، قال –تعالى-: {وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} [البقرة:169]، وقوله: {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَـذَا حَلاَلٌ وَهَـذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ } [النحل:116].
ثمّ استدرك افتراءه على الرسول --، فقال: «ومـع ذلك فالـرسـول -- لم يقطع بدخول المسلمين العصاة الجنّة ابتداءً، وإنّما قطع لهم بالنجاة من الخلود في النار بمجرد النطق بالشهادتين».
قلت: أراد أن يُصلح فأفسد أكثر من قبل؛ فإنّ الرسول -- شهد لمن قال لا إله إلا الله بالجنّة موقناً بها، خالصة من قلبه، والمنافقون كانوا يقولونها بألسنتهم، ولم تدخل قلوبهم، قال –تعالى-: {وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ } [البقرة:14]، وكم من منافق يقولها بلسانه وينقضها بجَنانه وفعاله، ثمّ إنّ (لا إله إلا الله) لا تنفع قائلها إلا بسبعة شروط ذكرها علماء التوحيد، لعلّ المؤلف غفل عنها أو تناساها مع اجتناب نواقض لا إله إلا الله.
قوله (ص4): «وعتب عليّ بعض الأحبّة إيرادي لنصوص المتطرفين».
أقول:

إنّ رميَ المسلمين المتمسكين بالكتاب والسنّة، والعمل بمنهج سلف الأمّة بالمتطرفين هي طريقة الدول الاستعماريّة، من الأمريكان واليهود، فهي عبارة يتداولها رؤساء الكفر والطغيان، يرمون بها كلّ متمسك بدينه؛ فهنيئاً لك إذ قلّدتهم، واتّبعت سَنَنَهُم، وشابهت أعداء الإسلام باستعمال ألفاظهم، وقد نهانا الشرع عن استعمال ألفاظ أعدائنا، قال –تعالى-: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ انظُرْنَا وَاسْمَعُوا } [البقرة: 104].
قال (ص4): «فأجبته بأنّ أصحابها لا يخجلون منها، بل يعدونها من أنفس أبواب العلم التي هي عندهم، بل هي من مآثرهم ومفاخرهم التي يعتزون بها».
أقول:
هذه دعوة للحزبيّة المقيتة التي يتبرأ منها السلفيون، فليس العلم -عندهم- حكراً على جماعة أو طائفة، فأبواب العلم لكل مسلم من أمّة محمد -صلى الله عليه وسلم-، بل هي لأمّة الإجابة والدعوة جميعاً، فما بوّبه البخاري ومسلم وغيرهما من علماء الإسلام ليس لفئة دون فئة.
ولقد بوّب هؤلاء العلماء، وألّفوا، وصنّفوا للناس جميعاً، ولم يكونوا يَدْعُون أحداً دون أحد، أو يعلِّمونه شيئاً مما كتبوا دون غيره -كما هو حال متعصبة المذاهب، الذين جعلوا القرآن عِضين-.
وأمّا قولك (ص5): «التي يعتزون بها، ويلقنونها التلاميذ مدرستهم الفكريّة».
فأقول:
نعم؛ الاعتزاز، أن يعتز المسلم بـ(قال الله، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال الصحابة)، وهل العلم إلا هذا -كما قال الإمام الذهبي:



العلم قـال الله قال رسولـه قـال الصحابة ليس بالتمويـه
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة بيـن الرسول وبين رأي فقيه
كلا ولا جحد الصفات ونفيها حذراً مـن التشبيـه والتعطيل
ثمّ إنّ المدرسة السلفيّة: هي مدرسة الاتباع لا الابتداع، ولا مدرسة الآراء والأقيسة العقليّة، والاستدراك على الوحي، والتقوّل على المعصوم -صلى الله عليه وسلم-، ولهذا؛ فهم يُحاربون الرأي والأفكار التي تخالف نصوص الوحيين.
ثُمَّ قال –هداه الله- (ص5): «وهي نصوص مقتطفة من كتب تملأ أرفف بعض المكتبات في دولة الإمارات العربيّة المتحدة الحبيبة التي تنعم بالأمن والأمان . . . وأن يُجنّبها وبال الأفكار الإرهابيّة، والحركات التطرفيّة، والمؤلفات التدميريّة».
ونحن ندعو لكل بلاد المسلمين بالأمن والأمان والإيمان -بدءاً بأرض الحرمين وانتهاءً بأصغر بلد من بلدان الإسلام-، بل نحن –ولله الحمد- مِن أوائل من نهى عن هذه الأفعال قبل وقوعها، وأوّل من خطّأ فاعليها في بلاد الكفر، فكيف في بلاد الإسلام!
ونحن نتبرأ من كل الغلاة أينما كانوا، ونحارب الغلو في التكفير، والتفجير، والتدمير، ونتبرّأ من أهله، ومن يناصر أهله.
فكيف ترمي السلفيين –عامّة- بهذه التهمة الشنيعة، والفرية العظيمة؟! فالسلفيون -أيها الظالم المفتري- من أشد الناس نبذاً للإرهاب، وردّاً على التكفيريين والتفجيريين، ولهم عشرات الكتب المؤلفة في ذلك، فاتقِ الله ولا تَسْتَعْدِ عليهم حكّامهم فتبوء بإثمهم.
قال (ص6): «وليحرقوا ما تبقّى منها حفاظاً على وحدة الأمّة الإسلاميّة».
أقول:

ومتى كانت كتب السنّة والفقه مفرّقة للأمّة الإسلاميّة؟! إنّ بيان عقيدة أهل السنّة والجماعة، وتوضيح منهجهم يوحّد الأمّة، ويجمع كلمتها ولا يفرقها، إنّ الذي يفرّق الأمّة هو تصدّر الجهلة وتعالمهم، ونشر كتب الخلف المليئة بالبدع والضلالات والخرافات الخالية من الدليل، الداعية إلى التعصّب المقيت، والتقليد الأعمى، والابتداع، المنفّر من الاتباع القائم على الدليل من الكتاب والسنّة، ومنهج سلف الأمّة.
ثمّ؛ لماذا لم يُسمّ المؤلف هذه الكتب التي تفرّق الأمّة؟! أمّ أنّه نفس الأسلوب القائم على الغمغمة، والتعمية، والتضليل لحاجة في نفسه!!؟
لأجل إثارة البلبلة الفكريّة التي يحذّر منها الناس، لماذا هذه الازدواجيّة في المعايير!
وقال –هداه الله- (ص7): «وكذلك من يكفّر أبا حنيفة وأهل دبي و(أبو ظبي)، ويشبّه أتباع المذاهب الأربعة بالحمير . . .».
أقول:
من كفّر أبا حنيفة فهو ظالم لنفسه، فهو إمام جليل، ومجتهد مأجور، لكن لماذا خلْط الأوراق، دُلَّني على عالم سلفي معتبر -من علماء هذه الدعوة المباركة- يُكفّر أبا حنيفة، وأين قال ذلك؟ وفي أي كتاب –خصوصاً أئمتنا الثلاثة- ابن باز والألباني وابن العثيمين.
لكنّه التشويش، والتهويش، والشغب على أهل السنّة والجماعة -من السلفيين- من غير بيِّنة، ولا برهان، ولا كتاب منير، لكن دلَّني -بالله عليك- كيف اعتصرت ثمانياً وأربعين صفحة من الكتاب المشار إليه، إلا بعد أن قدّمت، وأخرت، وزدت، وحذفت، وتلاعبت بالنصوص؟!
ثمّ من هو ذاك الذي يجترئ على تكفير أهل بلد بأكمله؛ بمن فيهم من الأطفال، والنساء، والصغار، والكبار، والعرب، والعجم –بالجملة- كما سوّدتَ في كتابك المشؤوم!! لا ريب أنّ من فعل ذلك –على استحالته وبُعدِه- جاهلٌ كائناً من كان.
ثمّ هلَّا سمّيتَه، وعرّفت به ليحذره المسلمون؟ لماذا تكتّمت عليه، والتكتم على المجرمين إجرام؟ لماذا لم تبيّن مقاله؟ أفي كتاب هو أم في شريط؟
لكنك مولَع برمي الأبرياء بالبهتان، فالسلفيّون أبعد الناس عن التكفير، والتفجير، والتدمير.
قال (ص7): «فـولاة الأمور يُستتابون عند هؤلاء، وإلا ضربت أعناقهم».
أقول:

دعك مـن هذا الأسلوب الرخيص، الذي تستعدي به الحكومات على شباب الأمّة، العاملين بدينهم، خصوصاً أنك تخلط بين التكفيريين –خوارج العصر- وبين السلفيين، فالسلفيون بُرآءُ من وصمة التكفير، وما ينتج عنه من تدمير وتفجير.
قال (ص7): «رغم كل هذا التجاوز، والتطرف، والغلو، والإرهاب الفكري من قبل المتشددين».
أقول:

هذه عبارات مطاطيّة يستخدمها أعداء الأمّة -من يهود، ونصارى، ومن قوى الكفر والطغيان- تريد بها التزلف لهؤلاء ولو على حساب إخوانك المسلمين.
قال (ص8): «وأمّا الجزار والمجرم فهو الذي يحذر من خطورة هذه الأفكار، وكذلك من ينوِّه إلى أثرها الفتّاك على وحدة الأمّة الإسلاميّة».
أقول-مرّة أخرى-:

لماذا هذا التباكي على وحدة الأمّة، بعيداً عن التوحيد الذي من أجله خلق الجن والإنس، والذي هو حق الله على العبيد، فأولى بك أن تبكي على عقيدة الأمّة، وسلامة توحيدها؛ لأنه هو أساس وحدتها لو كنتم تعلمون!!
قال (ص8) –أيضاً-: «ولو وجد المحذر، وعلم، ورأى، وتيقّن أنّ هذه الكتب بمثابة السم».
أقول:
بل إنّ كتابك هذا هو السم الناقع بعينه؛ حيث أنه يطعن في أئمة أهل السنّة والجماعة في هذا العصر، الأئمة الثلاثة: ابن باز، والألباني، وابن العثيمين، ويصحح مذاهب الجهميّة الفاسدة، والصوفية الضالّة، والرافضة الخبيثة، والمرجئة الهالكة، والحزبيّة العفنة، والمذهبيّة المقيتة، ويسوي بين الصالح والطالح، والعادل والظالم، والمسلم والمجرم، ويخبط ويخلط بين الحق والباطل.
قال (ص9): «هذا وقد انتشر الفكر التكفيري بسبب رقدة العلماء المعتبرين -من أهل السنّة والجماعة-، وسباتهم العميق، وهم ما بين غافل لا يدري ما يجري حوله في الساحة الفكريّة، حيث ترك الذبّ عن عقيدة الأمّة وحراسة التوحيد من عبث العابثين، وتلاعب المحرّفين والمدّعين».
أقول:

إن أراد بالعلماء الساكتين: المتعالمين مِن أمثاله، ومن ينهجون نهجه، فهذا حقّ؛ فإنهم من أبعد الناس عن نصرة الكتاب والسنّة وعقيدة التوحيد.
أمّا علماؤنا ومشايخنا، أئمة أهل السنّة والجماعة –قديماً وحديثاً-، فهذه كتبهم ورسائلهم شاهد صدق عليهم، ولو أردنا إحصاء ردودهم ما استطعنا؛ فهم حذروا - ولا زالوا يُحذّرون- من التكفير، والغلو، والإرهاب، فلماذا هذا الخلط والتضليل المشين؟
قال في الصفحة نفسها: «وترك الدفاع عن المتبعين للأئمة الأربعة، بل ترك المتطرفين يصفونهم بالحمير تارة، وبالمغضوب عليهم تارة أخرى، يتوعدونهم بالاستتابة من التزام مذهب معيّن وإلا ضربت أعناقهم . . .».
ثمّ تناقض بعد أقل من سطر، فأخذ يطعن بعلماء أهل السنّة والجماعة قائلاً: «وأما المتغافلون منهم، فإنهم يعيشون حياة اللامبالاة بما يصيب الأمّة إيثاراً للسلامة على الجهد والتعب، وحفاظاً على أقواتهم أن تقطع، وأرزاقهم أن تهدد...» إلى آخر ما قال من هذيان وسوء أدب مع العلماء.
أقول:
أولاً: هؤلاء الذين تنقل عنهم -إن صحّ ما تنقله عنهم- فهم لا يمثلون علماء أهل السنّة والجماعة، وكلامهم مردود عليهم، ونحن لا نقدّس أحداً -ولو أصاب الحقّ- فكيف إذا أخطأ وتطاول على الأئمة؟!
وعجيب أمرك! كيف تأمر بالأدب مع الأئمة الأربعة وأنت تنقض ذلك بالطعن بالعلماء والأئمة من غيرهم، والأدب هو الأدب مع كلِّ العلماء، تصفهم تارة بالغافلين، وتارة بأنهم يُؤْثِرون مصالحهم وأرزاقهم على الحق، وتارة بأنهم رقود وفي سبات عميق، وأنهم لا يدرون ما يجري حولهم، وأنهم لا يذبّون عن العقيدة والدين إيثاراً لأرزاقهم ومصالحهم الذاتيّة.
والحقيقة أنّ هذه الأوصاف وأشدّ منها تنطبق على أرباب التصوّف، أصحاب الطرق، أعوان كلّ بدعة وضلالة واستعمار في كلّ زمان ومكان، يتأكّلون بالدين، ويطعنون الحقّ المبين.
<h3>ثمّ ما أدراك أنهم لا يقومون بواجب النصح والتذكير؟ أطّلعت الغيب؟! أم هو الكذب والافتراء والمين؟


ثمّ إنّك تتباكى على العقيدة، فأقول لك: أي عقيدة هذه التي تتبناها أنت، وتدعو لها، وتنتصر لها؟ وأين موقعها من عقيدة أهل السنّة والجماعة «عقيدة السلف الصالح»؟ وقد صححت -بمنهجك الفاسد الكاسد، العاطل الباطل- عقائد أهل البدع والأهواء جميعها من جهميّة، ورافضة، وصوفيّة، ومعتزلة، وخوارج، وأحباش، وغيرهم، ثمّ تدّعي نصرة عقيدة أهل السنّة والجماعة، فأي غشّ وتضليل أشدّ من هذا؟!


وأمّا قولك: «وأمّا المتغافلون منهم فإنهم يعيشون حياة اللامبالاة بما يصيب الأمّة إيثاراً للسلامة . . .».


هذا سوء أدب آخر أشدّ من الأول، وهل أنت –فقط- الذي تنصح للأمّة، وتسهر الليل على سلامتها، وتُؤْثِر مصالحها وغاياتها على مصالحك الشخصيّة؟!
والواقع خلاف ذلك، فلم نرَ منك إلا الصدّ عن الحق، والطعن في علماء الأمّة الربانيين، والمشاقّة لمنهج السلف الصالح، من الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين.
وقال في الصفحة نفسها –أيضاً-: «يشعر بغربة عجيبة جداً لقلّة المساندين له، ويصبح في نظر الكثيرين من العامّة إنساناً غير سوي، مثيراً للفتن والقلاقل، مشاغباً شاذّاً . . .».
أقول:

لقد صدق –والله- حكم العامّة عليك وعلى أمثالك، فإذا كان هذا هو حكم العامّة على ما صنعت –الذين هم على الفطرة- فكيف حكم العلماء، الذين جمع علمهم الصحيح مع فطرتهم؟!! لا شكّ أنهم سيحجرون عليك ويردون عليك قائلين:
فدع عنك الكتابة لست منها ولو سوّدت وجهك بالمداد
ثمّ أَوْرَدَ حديثاً(1)، دون تخريج –كعادته- كعشرات الأحاديث الضعيفة التي استشهد بها، وهكذا أهل البدع يتكئون على الأحاديث الضعيفة والموضوعة لترويج باطلهم، وزخرفة بهرجهم، والحديث: «كيف بكم أيها الناس إذا طغى نساؤكم، وفسدت فتياتكم»! فأين التخريج يا دكتور؟!
والحديث أخرجه أبو يعلى (11/304)، و«مجمع الزوائـد» (7/280)، والفردوس (3/295)، و«الزهد» لابن المبارك (1376).
ولنا وقفات أخرى مع الدكتور -بإذن الله-.
ــــ
(1) وقد تصرّف في ألفاظه!!
</h3>
نقلا عن شبكة المنهاج.
















 

الكلمات الدلالية (Tags)
لأنه, الافتراق, السر, جيدة, راني, كلمة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 10:24

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc