الى المنبهرين بالغرب
من أراد لنفسه الدنيا ومغرياتها، أراد أن يتبع البريق ويتعلق بكل ماهو جديد، كل من أراد أن يبيع مبادئه، كل من أراد أن يعيش مرتاحا، أن لا يخوض صراعات الحياة، كل من أراد أن يتعب ولكن يخرج منتصرا في الدنيا فقط،كل من نسي أن له واجبات تجاه أطراف شتى، نسي أن حقوقه لن يأخذها إلا إذ تعب في إنجاز واجباته.
لكل أولئك أقول:
هذا سحر والسحر يزول، هذا بريق والبريق لن يدوم، إن سحروك فلأنهم أرادوا أن يسلبوك قوتك وكينونتك، أرادوا أن يلبسوك نظارات سوداء تلبسها فقط حين تعود لأصالتك لأهلك ولعروبتك، أرادوا خداعك بأنهم يرون المستقبل، وأهلُك لا يتعدى نظرهم أنوفهم.
ولكن هل فكرت معي لماذا يريدون كل هذا منك، هل لأنهم أحبوك؟ أم لأنهم أرادوا تبنيك؟ أم...للأسف صدقتهم فتبعتهم بل وركضت وراءهم، فاختبؤوا منك ليشعروك بحاجتك إليهم، نعم فبحثت عنهم، خدروك لتقول ما أرادوا هم، ثم أعادوك لأهلك ولكن ...هل أصبحت ترى بأنهم أهلك، محال لأن عقلك تبدل قلبك تخدر، صرت تراهم بعيون أخرى عيون أعماها السواد فحاربتهم بل وقاتلتهم، سخرت منهم وقلت متخلفون، بدائيون، ضعفاء، جهال، ولوهناك المزيد لما اكتفيت بهذا، نسيت أنك منهم، أن دماءهم تسري في عروقك، لم تدر أنك بهذا تقتل الروح السامية التي فيك.
لا يخدعنك حب أعدائك لك، فهم أكيد سيأخذون منك شيئا لا يملكونه،شيئا عجزوا عن بلوغه، فهل ستتركهم يأخذونه منك؟ هل ستسمح لهم بسلبك؟ بمحو هويتك؟ هل حقا ستسمح لهم بذلك؟!
لا ...محال ذلك، فأنت مسلم ومهما تنازلت ومهما تغيرت، حتى وإن بعت كل شيء أكيد لن تبيع دينك أكيد ستكون هناك أول مرة تقول لهم فيها لا، تصدهم
إنه الروح الذي يسري فيك، من أنت بدونه؟ بل ما أنت بدونه؟ أنت لا شيء، فقد كنت لا شيء لولاه...
هل أغروك بعلومهم فقد سبقناها إليهم إلا أن هناك فرق أن علومنا كانت خيرا للعالم أجمع وهم ماذا، أنجزوا قنابل يقتلون بها أبناء جلدتك، أدوية يسممون بها أجسادنا، فيروسات يحاربوننا بها
هم يرون المستقبل! نحن نرى مستقبلا أبعد منهم، نرى الجنة ونرى العذاب، هل فكروا يوما في ذلك؟ هل فكروا ماذا سيفعلون بعد موتهم؟!!!
إن كنا نحن كما نحن الآن ليس لأننا أردنا ذلك، هي ظروف حولتنا إلى ما نحن عليه، لن أخدع نفسي ولن أخدعك، وهو ضعف منا أيضا كسل سنستيقظ منه بإذن الله، لأن الله معنا، لأن الله مولانا ولا مولى لهم، لا شريعة لهم تضبطه، ونحن نظام الحياة كله بين يدينا، سيأتي اليوم الذي سنعود فيه ونمحي كل أثر لهم، {إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ }
"والله المستعان على ما تصفون"