الشيخ محمد بن هادي المدخلي حفظه الله
هذا يسأل عن شبهة يرددها الحركيون وهي:أنهم يقولون أن الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب-رحمه الله-،قام بالخروج على الدولة العثمانية؟.
الجواب: هذا لا يعرف التاريخ ولا يعرفا لشرع.
ليس بإنسان ولا عالم
من لم يعي التاريخ في صدره،
ومن وعى أخبار من مضى
أضاف أعمارًا إلى عمره
فهذا ما يعرف حتى التاريخ، لا يعرف من التاريخ شيئًا، ويذكرني بمن يقول بأن ابن الزبير خارجي تمامًا-رضي الله عنه-.
فمحمد بن عبد الوهاب قام بهذه البلاد-بلاد نجد-خاصة،وليس للدولة العثمانية عليها أي سيطرة، يقتل بعض الناس بعضًا، ويأخذ بعضهم مال بعض، ويخيف بعضهم بعضًا، ويغزو بعضهم بعضًا،ويستبيحوا دم بعضهم، فهذه كتب التاريخ موجودة، بل المعمرون قبل دخول الملك عبدالعزيز إلى الآن الأحياء منهم يخبرون به في الدولة السعودية الثالثة هذه التي نحن فيها، قبل أن يأتي الملك عبد العزيز يخبرون بهذا، فكيف في الدولة السعوديةالأولى؟.
فالشاهد: لم يكن للدولة العثمانية أي ولاية على ديار نجد، حتى يقال أنهم خرجوا عليها، هذا من ناحية.
ومن ناحية ثالثة: كما بين شيخ الإسلام-رحمه الله تعالى-، وهو عندنا أصدق من مليء الأرض، ومن ملئها وملئها وملئها من مثل هؤلاءالكذبة الذين يكذبون، أنهم ما قاتلوا إلا دفاعًا عن النفس والحرمات، لما قوتلوا وأوذوا قاتلوا، فالله-جل وعلا-جعل القتال لمن قاتلك جهادًا في سبيله، فقال-جل وعلا-: (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَيُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)(البقرة 190)
والنبي-صلى الله عليه وسلم-سأله رجل: (يا رسول الله أرأيت إن جاء أخي يريدأخذ مالي؟) قال: (لا تعطه مالك)، قال: (أرأيت إن قاتلني؟) قال: (قاتله)، قال: (فإن قتلني؟)قال: (أنت في الجنة)، قال: (فإن أنا قتلته؟) قال: (فهو في النار).
أخوك!! فكيف بالذي يظلم؟.
فهذا قول باطل ولكن صاحبه لعله يسمع كالببغاوات ويردد.
ومن فضل الله ورحمته على أهل السنة أن يجعل هؤلاء الذين يقولون مثل هذه المقالات يتمسكون بهذه الشبه الواهيات، التي قد عرفها ولله الحمد، وعرف الجواب عنها عجائز أهل السنةوالتوحيد.