
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
4.القرآن خير رفيق للإنسان :
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة: لا ريح لها وطعمها طيب، ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة: ريحها طيب وطعمها مر، ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة: طعمها مر ولا ريح لها، ومثل الجليس الصالح كمثل صاحب المسك، إن لم يصبك منه شيء أصابك منه ريحه، ومثل الجليس السوء كمثل صاحب الكير: إن لم يصبك منه سواده أصابك من دخانه"
رواه أبو داود
يكفينا أن نقف عند حدود قول النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن بأنه: "حبل الله المتين، والذكر الحكيم، فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم، ما تركه من جبار إلا قصمه الله ، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، هو الفصل ليس بالهزل، وهو الذي لا تنقضي عجائبه ولا يخلق على كثرة الرد، وهو الذي سمعته الجن فقالوا: "إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به" نقف عند هذا ولا نزيد، لأنه ليس لنا أن نزيد على قول رسول الله صلى الله عليه وسلم حرفا.
وإن لنا في الرسول الكريم خير قدوة ومثل، إذا سئـلت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم قالت: "كان خلقه القرآن"
ولا تكونن أخي وأختي ثمرا طيبا لا يميزه إلا المذاق ولا يعرف إلا إذا مضغ بل لابد أن تتأصل فيك الرائحة العطرة، تصدر عنك وتشد إليك، لا بد أن تزهو بأكثر من عنصر طيب.
فأقبل على القرآن تتلوه آناء الليل وأطراف النهار، في خشوع وأدب واتعاظ، لا تتخذه حلية تزين بها عنقك، أو لوحة تحلى بها جدارك.
فاجعلوا القرآن زملائي وميلاتي جليسكم وأنيسكم، ورفيقكم في وحدتكم واجتماعكم، ومنهجكم في ذواتكم وأهاليكم، واعلموا حفظكم الله أنكم بعد هذا كله طيبو السمعة حسنو الصيت، طيبوا التعامل.
