اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة باهي جمال
إشكالية دعويَّة سلفيَّة عويصة بالنِّسبة لبعض المسلمين طرحه عليَّ وصغته لكم:
يقول السَّلفيُّون: لا وسيلة إلى إقامة الدِّين إلاَّ بالدَّعوة إلى التَّوحيد و السُّنَّة، يعني: يجتهدون في دعوة أفراد الأمَّة حتَّى يصيرون سلفيَّة المعتقد و المنهج.
وعندما يصيرون كذلك لابدَّ أنَّ الواحد من هؤلاء الأفراد إمَّا معلم، أو أستاذ يريد أن يحصِّل قوته يقولون له: لا تُدرِّس حتَّى يرفع الاختلاط عن المؤسَّسات العلميَّة و التَّعليميَّة، ولو عرفناك قبل أن تصير مدرِّسا لمنعناك من الدِّراسة فإنَّ لك في التَّجارة مندوحة؟
وإمَّا صاحب شهادة عليا يريد أن يصير ضابطا في الشُّرطة أو الجيش، فيقولون له: لا تنخرط في هذه حتَّى تصير جيوشا سلفيَّة و شرطة سلفيَّة، ولا تكون كذلك حتَّى تخدم الدَّولة التي تحكم بالشَّريعة ؟
وإمَّا قانوني يريد أن يشتغل محاميًّا أو مستشارا قانونيا فيقولون له: لا يجوز أن تشتغل في القانون و الحكم حتَّى يحكم بشرع الله؟
وإمَّا متخصِّص في علوم إداريَّة أو سياسيَّة يريد أن يكون رئيس دائرة أو قُنصلا فيقولون له: لا يجوز لك الاشتغال في هذه المهن حتَّى يحكم بشرع الله، ولو طلب منهم الإذن للاشتغال في السِّياسة الخارجيَّة، أو الاقتصاد الدَّولي لكان نفس الجواب.
يعني: كلُّ ما يتعلَّق بمؤسَّسات الدَّولة لا يجوز الاشتغال فيه حتَّى تحكم الدَّولة بشرع الله، فيلزم حينئذ أن تكون دعوتهم موجهة أوَّلا إلى الحكَّام لتحكيم الشَّريعة لأنَّكم أوقفتم كلَّ شيء عليها؟
ثم يقال لكم:إن لم يشغل هذه المناصب هؤلاء الأفراد الذين حوَّلتموهم إلى السَّلفيَّة فكيف سيكون مجتمعا إسلاميًّا في هذه المجالات يسعى لتطبيق شرع الله ؟
وكيف لا نجد لمسألة شرع الله مكانة في خطابكم الدَّعوي ونجدها في اعتراضكم على الآخرين، يعني: هي تصلح لوسم النَّاس بالحزبيَّة و تكتيفهم عن الاسترزاق ولا تصلح للدَّعوة؟
في الحقيقة يظنُّ هؤلاء السَّلفيُّون أنَّ الدَّعوة وحدها كفيلة بكلِّ شيء من تلقاء نفسها، فكلُّ رجل تربيه على السَّلفيَّة تخزنه في هامش المجتمع، لا يفعل شيئا حتَّى يموت و يخلفه آخر، فإذا فعلنا هذا انبثق فجأة رجلٌ يكون غير محكِّم لشريعة الله وربَّما علماني ، يهديه الله بدون تدخُّل البشر، فيقرِّر في الصباح تحويل الدَّولة إلى دولة إسلاميَّة في كلِّ شيء، وحينها يخرج السَّلفيُّون من كلِّ حدب وصوب ليشغلوا بالطفرة (الانتقال من واحد إلى ثلاثة بدون المرور على اثنين) كلَّ المناصب في أجهزة الدَّولة و مؤسَّساتها، ونعيش سعداء، أمَّا كلُّ العلمانيُّون في أجهزة الدَّولة ومؤسَّساتها، وفي مراكز المجتمع فسيحملون حقائبهم ،و يتحوَّلون إلى فرنسا مثلا ؟
و الحل حسب هذا الفهم أن نقول: العلمانيُّون شيوعيُّون و ليبراليُّون مسلمون حكما وحقيقة ،كبيرهم و صغيرهم، و الدَّولة الإسلاميَّة دولة مدنيَّة ( لا على اصطلاح الإسلاميِّين يحكمها الأكفاء لا الفقهاء ) بل على اصطلاح العلمانيِّين: لا نصيب لأيِّ حكم شرعيٍّ في إدارتها.
وهنا فقط تكون الدَّعوة بهذا المفهوم (الجدُّ والنَّشاط في الكلام، و الكسل و التَّهميش في العمل) هي الوسيلة الوحيدة للإصلاح الأمَّة و إقامة الدِّين.
فهل من متصدِّق يتفضَّل و يشرح للمسلمين ما هو الحلُّ الذي تقترحه السَّلفيَّة للإقامة الدِّين.
من مقالات الشيخ الطيباوي
|
و الله هذا كذب محض
و المدعو لبطيباوي كتب المقالة لكي يشغلنا على الدعوة
لماذا لان ليس لديه شيء سوى ان يتهم السلفيين