اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قَاسِمٌ.قَاسِم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
أختنا المباركة "تراتيل الصبح"
والله موضوعك هذا منتقى بامتياز ودقة ينمّان عن شديد حرص وبالغ اهتمام وصفاء ملاحظة..
كثيرا ما كنت أصادف مواضيع تتحدّث عن مجد العزوبية، وتتغنى بها، لكنني لم ألج مشاركا بل كنت أكتفي في غالب الاحيان بالقراءة الصامتة والمرور العابر..
وكنت أرى البعض يأخذ المسألة على محمل الجدّ، فيما يحملها آخرون على الإستهزاء والتنكيت والإساءة -من غيرما قصد أو بقصد- إلى الميثاق الغليظ والتنفير منه..
الزواج ميثاق غليظ، ورباط مقدّس محكم، وعلاقة محفوفة بمباركة الشرع الحنيف الحكيم..
والنبي صلى الله عليه وسلّم رغّب في الزواج، وندب إليه الشباب،
وحبّبه إليهم في مواطن كثيرة، وربطه بالباءة دائما، وعلى سبيل الذكر لا الحصر قوله صلى الله عليه وسلّم :
(يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوّج..)
والذي يجب أن ينتبه إليه إخواننا واخواتنا هو أنَّ
التنفير من شيء رغّب فيه الشرع الحكيم يعدّ صاحبه على خطر لانه يعارض ولو دون وعي منه شرع الله سبحانه
الثانية
أن الزواج أحد الاشياء الثلاث التي نهى النبيّ صلى الله عليه وسلّم عن المزاح فيها في قوله:
(ثلاث جدّهنّ جدّ وهزلهن جدّ: الطلاق، النكاح، والرّجعَة)
هناك كثير من إخواننا الذّكور يدَّعون ان ابنة الأصل معدومة في عصرنا، وأن الفتيات سواءٌ في ممارسة العشق، وطقوس الغرام،
وأنّ الشريفة العفيفة الخلوقة أصبحت كما يعبّر البعض كالكبريت الاحمر، إشارة إلى ندرتها الشديدة..
وينسى ان له أما وأختا وعمة وخالة وربما بنتا بعد الزواج من يدري!
وهذا تجنٍّ آخر على العفيفات الطاهرات وإساءة للمجتمع الإسلامي
والتعميمُ تعميةٌ كما يقال..
وفي الجهة المقابلة نجد كثيرا من الفتيات تتبجح بردّ الخاطبين وكثرتهم، وتتلذّذ بذكر معايب كل واحد منهم موهمة إيانا بأنها تفضّل العزوبية على أمثال هؤلاء لكن الحقيقة ربما غير ذلك تماما
والذي أريد توجيهه لإخواننا واخواتنا على حدّ سواء، وربما لست في مقام من يوجّه ولكن عدّوها نصيحة
الأمر أولا وأخيرا بيد الله سبحانه ومن تقديره
لكن؛
الوقت يمضي ولا يستشير أحدا أو يستمهله
ومن أبطا في الزواج وهو قادر مستطيع فقد حرم نفسه خيرا كثيرا
وأخص البنات بقولي هذا
الفتاة لها مرحلة عمريّة يكثر فيها خطّابها ويأخذون في التناقص حتى ينعدموا
فمن كان مرضيّ التديّن صالح السمعة طيب الخلق
لا يجدر رفضه ابدا
وفي رايي من يمقت الزواج هو مكابرٌ جاحدٌ متجنٍّ على الفطرة وجميع الاعراف..
هذا والله الموفّق
وهذا ما سمح به اليراع والوقت
والسلام عليكم
|
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ما كان ينقص الموضوع سوى اشراقة ردك أستاذ قاسم
فقد جاء جامعاً شاملاً وقيماً في آن
وأظنك قد عزفت الوتر الحساس حين ذكرتَ نقطة الوقت الذي يمضي
ففعلاً لا ينتبه الانسان للسنوات التي تمضي الا وقد مضت
ولعلّ ما ذكرته من قول رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم-
من عدم الهزل في أمور الزواج ما يجعل من يفعل ذلك يتوقف
شكراً لك على اطراءك على الموضوع
وشكراً على التوجيه والنصيحة
ولا تعليق يكون بمقام ما خطه قلمك.
بارك الله فيك.