قصص وعبر - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > قسم الإبداع > قسم القصة ، الرّواية والمقامات الأدبية

قسم القصة ، الرّواية والمقامات الأدبية قسمٌ مُخصّصٌ لإبداعات الأعضاء في كتابة القصص والرّوايات والمقامات الأدبية.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

قصص وعبر

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-09-05, 21:19   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
leprence30
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي وكان السفر الاخير

على الإخوة الركاب المسافرين على الرحلة رقم... والمتوجهة إلى... التوجه إلى صالة المغادرة، استعداداً للسفر.

دوى هذا الصوت في جنبات مبنى المطار، أحد الدعاة كان هناك جالساً في الصالة، وقد حزم حقائبه وعزم على السفر لهذه البلد للدعوة إلى الله عز وجل.

سمع هذا النداء فأحس بامتعاض في قلبه، إنه يعلم لماذا يسافر كثير من الناس إلى تلك البلاد وخاصةً الشباب، وفجأة لمح هذا الشيخ الجليل شابين في العشرين من عمرهما وقد بدا من ظاهرهما ما يدل على أنهما لا يريدان إلا المتعة الحرام من تلك البلاد التي عرفت بذلك.

فقال الشيخ في نفسه لابدّ من إنقاذهما قبل فوات الأوان وعزم على الذهاب إليهما ونصحهما، فوقف الشيطان في نفسه وقال له : ما لك ولهما دعهما يمضيان في طريقهما إنهما لن يستجيبا لك ولكن الشيخ كان قوي العزيمة ثابت الجأش عالماً بمداخل الشيطان ووساوسه فبصق في وجه الشيطان، ومضى في طريقه لا يلوي على شيء.

وعند بوابة الخروج استوقف الشابين بعد أن ألقى عليهما التحية ووجه إليهما نصيحة مؤثرة، وموعظة بليغة، وكان مما قاله لهما: ما ظنكما لو حدث خلل في الطائرة، ولقيتما لا قدر الله حتفكما وأنتما على هذه النية قد عزمتما على مبارزة الجبار جل جلاله، فأي وجه ستقابلان ربكما يوم القيامة.

فذرفت عينا الشابين، ورق قلباهما لموعظة الشيخ، وقاما على الفور بتمزيق تذاكر السفر وقالا: يا شيخ: لقد كذبنا على أهلينا وقلنا لهم إننا ذاهبان إلى مكة أو جدة فكيف الخلاص ماذا نقول لهم وكان مع الشيخ أحد طلابه.

فقال: اذهبا مع أخيكما هذا، وسوف يتولى إصلاح شأنكما ومضى الشابان مع صاحبهما وقد عزما على أن يبيتا عنده أسبوعاً كاملاً، ومن ثم يعودا إلى أهلهما.

وفي تلك الليلة وفي بيت ذلك الشاب " تلميذ الشيخ " ألقى أحد الدعاة كلمة مؤثرة زادت من حماسهما وبعدها عزم الشابان على الذهاب إلى مكة لأداء العمرة.

وهكذا: أرادا شيئاً وأراد الله شيئاً آخر، فكان ما أراد الله عز وجل، وفي الصباح وبعد أن أدى الجميع صلاة الفجر انطلق الثلاثة صوب مكة شرفها الله بعد أن أحرموا من الميقات.

وفي الطريق كانت النهاية.. وفي الطريق كانت الخاتمة.. وفي الطريق كان الانتقال إلى الدار الآخرة، فقد وقع لهم حادث مروّع ذهبوا جميعاً ضحية، فاختلطت دماؤهم الزكية بحطام الزجاج المتناثر ولفظوا أنفاسهم الأخيرة تحت الحطام وهم يرددون تلك الكلمات الخالدة: ( لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك ).

كم كان بين موتهما وبين تمزيق تذاكر سفرهما لتلك البلاد المشبوهة إنها أيام، بل ساعات معدودة، ولكن الله أراد لهما الهداية والنجاة، ولله الحكمة البالغة سبحانه.

وقفة : إذا نازعتك نفسك الأمارة بالسوء إلى معصية الله ورسوله فتذكر هادم اللذات وقاطع الشهوات ومفرّق الجماعات " الموت " واحذر أن يأتيك وأنت على حال لا ترضي الله عز وجل فتكون من الخاسرين، وشتان بين من يموت وهو في أحضان المومسات، ومن يموت وهو ساجد لرب الأرض والسماوات.

شتان بين من يموت وهو عاكف على آلات اللهو والفسوق والعصيان، ومن يموت وهو ذاكر لله الواحد الديان، فاختر لنفسك ما شئت..

المصدر: العائدون إلى الله.











رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
وعبر


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 06:13

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2025 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc