الشرع والواقع ...أيّهم حكم على الآخر؟؟!!

[تصفية وتربية]

وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم
طرح قيِّم جدًا وموضوع في الصميم
صراحة بتنا نلحظ ذلك كثيرًا ونشهد ذلك أينما كنّا، وكلما دخلنا نقاش قيل لنا الواقع يقول غير ذلك، نعم نعلم أنا الواقع يقول غير ذلك لأن هذا الواقع نحن الذين صنعناه ونحن الذين طبّلنا له وزمرنا ونحن الذين رضخنا له. الأَوْلى هو تطبيق شرع الله من دون مداهنات ولا مزايدات، أقول ما أدين الله به ولا أخشى في دين الله لومـة لائِم، من أعجبه الوضع كان بها ونعمت، ومن لم يُعجبه فيُحضر إجابته لربِّ العالمين يوم لا ينفعه مال ولا بنون.
دوما عندما يُطرح هذا الأمر أتذكر حال العرب قبل البعثة والجاهلية التي كانوا يعيشونها فأقول: هل واقعنا اليوم أسـوء ممّا كان عليه الوضع في الجاهلية الأولى؟ لا أعتقد أنه كان أسـوء، إذا كيف اِستطاع أن يتغيّر العرب آنذاك؟ أليس شرع الله هو من غيّرهم؟
وهنا نوقن أن دعواهم هذه دعوى باطلة، بل وخرج من لمز من هو أعلى منّا وهم العُلمـاء وقالوا لهم أنتم لا تفقهون فِقه الواقع!!!!
الله سبحانه وتعالى لما أرسل نبيِّه -صلى الله عليه وسلم- وأنزل عليه كتابه وأمره بتطبيق شرعه يعلم أحوال عباده، ويعلم ما يُطيقون وما لا يُطيقون، ويعلم مصلحتهم أين، فمن المستحيل أن يُشرع الله -سبحانه وتعالى- شرع ويكون غير مناسب لعباده أو لا يتماشى مع واقعهم -المزعوم-، فمثل هذا القول برأيي هو اِعتداء على الله -سبحانه وتعالى- وطعن في حكمته، تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرا.
الكل أصبح يُبرِّر أفعاله بما يُسمى بالواقع، الواقع هذا كما قلت نحن من صنعناه، وبإمكاننا تغييره بالعودة إلى شرع الله وبالقول: (سمعنا وأطعنا).
هم يتحججون بالواقع لتبرير أفعالهم وخيبتاهم وللتنصل من الشرع، فدين الله صالح لكل زمان ومكان لكن لما انتكست الفطرة وتفشّى الجهل أصبحنا نسمع مثل هذه الدعاوى.
سنبقى ننادي بشرع الله ونتكلم بما ندين الله به شاء من شاء وأبى من أبى، لسنا مثاليين ولسنا ملائكة معصومين لكننا ولله الحمد عرفنا طريق ربنا وعرفنا سنة نبيِّه والتي نسأل الله الثبات عليها.
أعتذر قد أكون اِنفعلتُ كثيرًا لكن الموضوع اِستفزني والله المستعان.
وفقكم الله