الزميل علام يزور التاريخ, ثم يتهمه من يرد عليه بتزوير التاريخ.
لكن أقول لك أن الجغرافيا ساعدت الأمازيغ على البقاء ومحاربة الغزو الهلالي.
شخصيا أذكر أنني سألت أحد أقاربي: لماذا رغم أن تونس والجزائر بلد واحد, ورغم أننا متشابهون كثيرا حتى أنني لما ذهبت إلى العمرة كان كل تاجر بمجرد أن ينظر إلي يسألني: هل أنت تونسي أم جزائري؟ يسألني ذلك السؤال قبل حتى أن يعرف لهجتي أصلا, الجزائريين أشد بأسا من التونسيين. الشعب التونسي شعب مسالم, الشعب الجزائري شعب محارب.
فأجاب قائلا: الجزائر معظمها جبال ومرتفعات وعرة في حين تونس معظمها سهول.
للأمانة, ابن خلدون ذكر أنه في عهده كان العرب يستوطنون السهول في الشرق الجزائري, في حين الأمازيغ تحصنوا بالجبال. وهذا الكلام, يدل أيضا على أنه لم يقع أي حلف قبلي عربي أمازيغي في ذلك الوقت باستثناء أقلية هلالية اندمجت وذابت في هوارة, والهلاليين باعتباره أصحاب النسب العربي لن يندمجوا في هوارة إلا إذا كانوا بالنسبة لهوارة كالشعرة البيضاء في جسد الثورة الأسود أو كالشعرة السوداء في جسد الثورة الأبيض.
المهم, التاريخ لم يتوقف في عهد ابن خلدون, والكثير من العنصريين يستغلون كلام ابن خلدون لكي يحطوا من معنويات الأمازيغ, متجاهلين أن خالق بن خلدون قال "وتلك الأيام نداولها بين الناس".
لذلك نقول:
1- القول أن الأمازيغ في الشرق الجزائري تحصنوا بالجبال, في حين العرب استوطنوا السهول هو دليل كافي على كون الأمازيغ يشكلون الأغلبية الساحقة من سكان الشرق الجزائري, لان الشرق الجزائري معظمه جبال.
2- سكان الجبال أشد بأسا من سكان السهول, ولا نستبعد ان تكون قد حصلت احداث بعد وفاة بن خلدون تمكن على إثرها الأمازيغ من استعادة سهول الشرق الجزائري. فمثلا, قبيلة الجلاص الامازيغية التونسية طردت الهلاليين من أحواز القيروان. ولم نجد لهذا الامر أي أثر في ما كتبه ابن خلدون. فهو على ما يبدو حصل بعد وفاته.
ولا يمكن التشكيك أن الشاوية حلف هواري زناتي.
وللأسف, هذه المعلومة كانت تعتبر حتى وقت قريب من المسلمات البديهية, إلى أن أتانا علام بالفتح المبين وقال أنهم حلف قبلي عربي أمازيغي.
فلا حول ولا قوة إلا بالله!!