اسرائيل لا تريد «خسارة» سورية
13/06/2012 9:29 م
يقولون في اسرائيل اليوم انهم ( خسروا ) مصر ,وليس في نيتهم خسارة المزيد من الانظمة الصديقة او الانظمة التي لا تسبب ازعاجا لاسرائيل وينبئ سقوطها بتكرار الحالة المصرية ,وبوضوح أكثر فأنهم في اسرائيل لا يريدون (خسارة) *سوريا على وجه الخصوص ,وتعني الخسارة في الحالة السورية تغيير النظام القائم لصالح نظام يعادي اسرائيل فعلا لا قولا . ويعتقدون في اسرائيل ايضا ان الحملات الكلامية التي كانت الصحافة المصرية تتبناها وتشنها ضد اسرائيل وكان نظام مبارك يستغلها لتحقيق بعض المكاسب في تل ابيب او واشنطن كالقول انه القادر على حماية اتفاقية السلام ومواجهة اعداء العلاقات المصرية الاسرائيلية ,تحولت اليوم من مجرد شتائم لفظية وفزاعات الى ممارسة فعلية بل وترجمت في بعض الحالات الى تصرفات ضد المصالح الاسرائيلية الامر الذي لا يزال يلقي بظلاله على الشكل المتوقع للعلاقات بين مصر واسرائيل ويسبب قلقا حقيقيا في دوائر صنع القرار الاسرائيلية وفي واشنطن ايضا . لا يريدون في اسرائيل تكرار الحالة و(خسارة) النظام السوري ويتفق معهم في هذا الموقف *حكومات غربية وانظمة عربية لا تتوقع – حتى الآن- الا الأسوأ لخلافة عائلة الاسد ,فالبدائل كما تبدو في المشهد الداخلي ليست من بين المعارضة المتنهدمة بربطات العنق ويظهر زعماؤها على شاشات التلفزة من كل مكان في اوروبا ويتحدثون عن ديمقراطية وانفتاح وليبرالية , وانما معارضة مسلحة وربما ملتحية بلا اسماء لاصحابها ,فلا يكاد يعرف لقادة معارضة الداخل الذين يواجهون النار بالنار اسما او عنوانا ,وهو بالتالي الأقرب لحكم سوريا بمجرد سقوط نظام الاسد بالقوة او عبر صناديق الاقتراع ,فمن هم هؤلاء ,وما هي نظرتهم لمن حولهم من شعوب ودول المنطقة والاقليم ,وكيف يفكرون بطريقة حكم سوريا ,والى اي هدف يتجهون اذا ما تحققت لهم ديمقراطية مسلوقة كما حدث في مصر ..!؟ كل هذه الاسئلة تقلق الاسرائيليين,وتثير مخاوف حقيقية من (خسارة ) عدو ساكت وآمن - كما هو النظام الحالي في سوريا- وتفتح الباب واسعا امام توقعات بمجيء عدو مختلف يبحث عن مشروع ثوري يستمثر فيه ,وهل هناك غير مشروع تحرير الاراضي العربية من اسرائيل مشروعا استثمرت فيه كل الانظمة والثورات في عالمنا العربي ..! فالكلام الكثير عن تحرير الجولان في عهد البعث والحديث عن المقاومة قد لا يبقى طويلا مجرد كلام بلا معنى ,فماذا لو انكسر لوح الزجاج بين تل ابيب ودمشق واصبحت الحدود مع الجولان مفتوحة للمقاومين الحقيقيين الذين حرموا منذ أكثر من ثلاثين سنة من اطلاق رصاصة واحدة على المحتل الذي لا يفصله عنهم سوى امتار, بل حظي طوال كل هذه السنوات بحماية النظام السوري الذي لم يجازف يوما لا باطلاق ولا حتى بتهريب رصاصة ضد اسرائيل منذ اتفاقية الهدنة بعد حرب *1973. اذن من مصلحة اسرائيل اليوم العمل مع الاصدقاء الاوربيين والاميركيين على حماية نظام الاسد من السقوط باساليب مبتكرة منها ترتيب دور دنيء لروسيا ,بل ورفد نظام الاسد بسبل القوة الخفية - دبلوماسيا على الاقل – كي يواجه اعتى ثورات سوريا في العصر الحديث ,ولكن اصدقاء الاسد حريصون على أن يبدو كلهم وعلى رأسهم الولايات المتحدة اصدقاء للشعب السوري في العلن والتصريحات المتلفزة ,وحماة للديمقراطية وحق الشعوب بالثورات على انظمتها ..هذه هي اللعبة الآن . *