اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يونس بلخيري
معتقدات الدين النصيري
ويتلخص مذهب النصيرية ومعتقدهم فيما يلى:
يرفعون علياً إلى درجة الألوهية، ويجعلون مسكنه السحاب، فإذا مرت بهم سحابة قالوا: السلام عليك يا أبا الحسن.
يدعون الألوهية للأئمة من بعد على، وبذلك يقولون بتعدد الآلهة. وقد أخذ البابية والبهائية بهذا المبدأ فى تخبطاتهم، فقد زعم كل من الباب والبهاء وابنه عباس أنه إله، قاتلهم الله أنى يأفكون.
يقولون بتناسخ الأرواح، فالتى تطهر منها تحل بالنجوم، والشريرة تحل بالحيوانات النجسة.
يكفرون أبا بكر وعمر ولا يستعملون اسميهما.
يحتفلون بالأعياد المسيحية، ولا يصومون رمضان، ومن هنا أخذ الباب -زعيم الطائفة البابية الضالة- فكرة مزج الأديان بعضها ببعض وتغيير وقت الصوم وأيامه.
الصلوات الخمس رمز لعلى وابنيه وفاطمة. وذكر هذه الأسماء يرفع الجنابة ويزيل الحدث ويكفى عن الصلاة. وكذا قال البابيون والبهائيون: إن ذكر بعض الأسماء يرفع الحدثين.
يعتبرون الجنة رمزاً للنعيم والنار رمزاً للعذاب، كما فعل الإسماعيليون. وبذلك أخذ البابية والبهائية.
يبيحون الخمر، ويرون أكبر الأبالسة أبا بكر وعمر وعثمان رضى الله عنهم وقبح الله البصريين بما قالوا وهم بذلك كفار يجب قتالهم كما أفتى بذلك شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- ومثلهم من على شاكلتهم(1).
ويقولون بالأول: وهو روح الله على بن أبى طالب.
وبالثانى: وهو المظهر الخارجى لهذه الروح، محمد بن عبد الله.
وبالثالث: ناشر الشريعة، هو سلمان الفارسى الصحابى الزاهد. على أن ثلاثتهم فى العالم الأزلى الأبدى الكامل. والنصيرية فرقة من فرق الشيعة الغلاة التى تنتسب إلى الإسماعيلية(2).
سئل شيخ الإسلام وناصر السنة -إمام الزاهدين ومنار المجاهدين المجتهد الربانى -تقى الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية (661 - 728هـ) رحمه الله رحمة واسعة، سئل عن النصيرية وما يتعلق بهم ومعتقداتهم، بمقتضى سؤال حرره الشيخ الإمام العالم شهاب الدين أحمد بن محمد بن محمود بن مرى الشافعى، عفا الله عنه وعن أئمة المسلمين.
وإلى القارئ الكريم صورة موجزة لكتاب السائل المذكور أعلاه عن طائفة النصيرية المنحرفة، وجاء فيه ما يلى:
ما تقول السادة العلماء أئمة الدين -رضى الله عنهم أجمعين وأعانهم على إظهار الحق المبين وإخماد شغب المبطلين- فى النصيرية القائلين باستحلال الخمر، وتناسخ الأرواح، وقدم العالم، وإنكار البعث والنشور والجنة والنار فى غير الحياة الدنيا، وبأن الصلوات عبارة عن خمسة أسماء، وهى على وحسن وحسين ومحسن وفاطمة، فذكر هذه الأسماء الخمسة على رأيهم يجزئهم عن الغسل من الجنابة والوضوء وبقية شروط الصلوات وواجباتها، وبأن الصيام عندهم عبارة عن اسم ثلاثين رجلاً واسم ثلاثين امرأة يعدونهم فى كتبهم، وبأن إلاههم الذى خلق السموات والأرض هو على بن أبى طالب رضى الله عنه، فهو عندهم الإمام فى السماء والإمام فى الأرض، فكانت الحكمة فى ظهور اللاهوت بهذا الناسوت -على رأيهم- أن يؤنس خلقه وعبيده ليعلمهم كيف يعبدونه ويعرفونه، وبأن النصيرى عندهم لا يصير نصيرياً يجالسونه ويشربون معه الخمر، ويطلعونه على أسرارهم ويزجونه من نسائهم حتى يخاطبه معلمه. ويقولون أن إبليس الأبالسة هو عمر بن الخطاب رضى الله عنه، ويليه فى رتبة الإبليسية أبو بكر رضى الله عنه ثم عثمان رضى الله عنهم أجمعين، إلى أن يقول السائل: فهل يجوز لمسلم أن يزوجهم أو يتزوج منهم.. وهل يحل أكل ذبائحهم والحالة هذه أم لا؟ وما حكم أوانيهم وملابسهم؟. وهل يجوز دفنهم بين المسلمين أم لا؟. وهل يجوز استخدامهم فى ثغور المسلمين وتسليمها إليهم؟. وهل يجب على من عرف المذكور من مذاهبهم أن يشهر أمرهم ويساعد على إبطال باطلهم؟.
ويختم السؤال بقوله: ولتبسطوا القول فى ذلك مثابين مأجورين إن شاء الله تعالى، إنه على كل شىء قدير، وحسبنا الله ونعم الوكيل(1).
وفيما يلى جواب -فتوى- شيخ الإسلام على سؤال المستفتى عن النصيرية.
جواب ابن تيمية عن النصيرية - العلويين:
قال شيخ الإسلام رحمه الله: هؤلاء القوم المسمون بالنصيرية هم وسائر أصناف القرامطة الباطنية، أكفر من اليهود والنصارى، وأكفر من كثير من المشركين. وضررهم على أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - أعظم من ضرر الكفار المحاربين، مثل كفار التتار والفرنج وغيرهم.
فإن هؤلاء يتظاهرون عند جهال المسلمين بالتشيع وموالاة أهل البيت، وهم فى الحقيقة لا يؤمنون بالله ولا برسوله ولا بكتابه، ولا بأمر ولا نهى ولا ثواب ولا عقاب ولا جنة ولا نار، ولا بأحد من المرسلين قبل محمد - صلى الله عليه وسلم - ولا بملة من الملل السالفة، بل يأخذون كلام الله ورسوله، المعروف عند علماء المسلمين، يتأولونه على أمور يفترونها، يدعون أنها علم الباطن - من جنس ما ذكره السائل.
فإنهم ليس لهم حد محدود فيما يدعونه من الإلحاد فى أسماء الله تعالى، وتحريف كلام الله تعالى ورسوله عن مواضعه، إذ مقصودهم إنكار الإيمان وشرائع الإسلام بكل طريق، مع التظاهر بأن لهذه الأمور حقائق يعرفونها -من جنس ما ذكر السائل- ومن جنس قولهم: أن الصلوات الخمس معرفة أسرارهم، والصيام المفروض كتمان أسرارهم، وحج البيت العتيق زيارة شيوخهم، وأن (يدا أبى لهب) هما أبو بكر وعمر. وأن النبأ العظيم والإمام المبين هو على بن أبى طالب.
ولهم فى معاداة الإسلام وأهله وقائع مشهورة وكتب مصنفة، فإذا كانت لهم مكنة سفكوا دماء المسلمين، كما قتلوا مرة الحجاج وألقوهم فى بئر زمزم، وأخذوا مرة الحجر الأسود، وبقى عندهم مدة، وقتلوا من علماء المسلمين ومشايخهم ما لا يحصى عدده إلا الله تعالى، وصنفوا كتباً كثيرة مما ذكره السائل وغيره.
وصنف علماء المسلمين كتباً فى كشف أسرارهم وهتك أستارهم، وبينوا فيها ما هم عليه من الكفر والزندقة والإلحاد، الذى هم به أكفر من اليهود والنصارى، ومن براهمة الهند الذين يعبدون الأصنام.
النصيرية: هم السبب فى احتلال النصارى والتتر لبلاد الشام -المعلوم لدينا أن السواحل الشامية التى استولى عليها النصارى من جهتهم- وهم دائماً مع كل عدو للمسلمين، فهم مع النصارى على المسلمين، ومن أعظم المصائب عندهم انتصار المسلمين على التتار، ومن أعظم الأعياد عندهم إذا استولى النصارى على ثغور المسلمين والعياذ بالله.
النصيرية: هم السبب فى سقوط القدس فى أيدى الصليبيين، كذلك هم السبب فى سقوط خلافة العباسيين. هؤلاء المحادون لله ولرسوله. كثروا بالسواحل وغيرها فاستولى النصارى على الساحل، ثم بسببهم استولوا على القدس الشريف، فأحوالهم من أعظم الأسباب فى ذلك.
لما أقام الله ملوك المسلمين المجاهدين، كنور الدين الشهيد وصلاح الدين وأتباعهما، وفتحوا السواحل من النصارى، ممن كان بها منهم، وفتحوا أيضا أرض مصر- فإنهم كانوا مستولين عليها نحو 200 سنة- واتفقوا هم والنصارى، فجاهدهم المسلمون حتى فتحوا البلاد، ومن ذلك التاريخ انتشرت دعوة الإسلام بالديار المصرية والشامية، ثم إن دخول التتار بلاد الإسلام وقتلهم خليفة بغداد وغيره من ملوك المسلمين، لم يتم إلا بمعاونتهم ومؤازرتهم … منجم فإن هولاكو الذى كان وزيرهم وهو النصير الطوسى -كان وزيراً لهم- وهو الذى أمر بقتل الخليفة وبولاية هؤلاء
|
يا اخي نحن نتحدث عن الخروج عن الحاكم وليس عن دين النصيرية