سؤال حيرني اتمنى ان يجيبني عليه الرجال

[فتـ حييةـاة]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ألم الفراق

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكِ أختي آمال، كنتُ مارّة من هنا فصادفني موضوعكِ وشدّني كثيرًا النقاش الدائِر بين الإخوة والأخوات فوددتُ أن أدلو بدلوي.
بالنسبة لما تحدثتِ عنه، فهذه الأخت التي يرفض زوجها أو خطيبها لبس الجلباب فلتعلم أنها أساءت الإختيار (كما قالت الأخت مهاجرة إلى ربِّي)، فلا أعتقد أن هناك رجل سوي تام الرجولة يرفض أن تتستر زوجته، إلاّ إذا كان ديوثًا -عياذًا بالله-.

بالنسبة للمناقشة الدائِرة حول الحجاب الشرعي والجلباب وربط الجلباب بالسلفيّة، فلذي بعض الملاحظات.
أولاً البعض يخلط بين الحجاب الشرعي والجلباب ويظن أنهما شيئان مختلفان، وفي الحقيقة الجلباب هو الحجاب الشرعي، ربّ العالمين لما خاطب النبِّي -صلى الله عليه وسلم- وأمره بأن يأمر زوجاته وبناته ونساء المؤمنين بالاستتار، قال الجلباب. ويجب أولا معرفة ما هو الجلباب؛ الجلباب هو الثوب السابغ الذي يستوعب كامل الجسم من الرأس إلى القدمين ويكون فوق الخمار، وهذا تعريفه في لغة العرب.
والمرأة لا بد لها من ثلاثة أثواب تلبسها: درع وجلباب وخمار، وذلك بنص الأثر الثابت عن عائشة -رضي الله عنها- حيث قالت: (لا بد للمرأة من ثلاثة أثواب تصلي فيهن: درع وجلباب خمار) صححه الألباني، فإذا كان هذا في صلاة، فخارجها من باب أوْلَى. ولفظ لا بد يُفيد الوجوب كما هو معلوم.
ومن هنا يتضح لنا أن المرأة لا بد أن تلبس:
- الدرع: وهو ثوبها الذي تلبسه.
- الخمار: والخمار في اللغة هو غطاء الرأس، وهو ما تُغطي به رأسها ورقبها وأسفل الذقن.
- الجلباب: هو الملحفة أو الملائة أو الإزار أو الرداء الذي تلبسه المرأة فوق درعها وخمارها ويشمل كامل جمسها ولا يُفصل منه شيئًا.
كما أن كافة النصوص الشرعية الثابتة والآثار تدل على أن الجلباب يوضع فوق الرأس ويُسدل.
وللحجاب الشرعي (الجلباب) شروط نصّ عليها أهل العلم: ساترًا للعوة مستوعبًا كامل الجسم، لا يصف، لا يشف، لا يكون معطرًا، لا يكون زينة بذاته، لا يشبه لباس الرجال، لا يشبه لباس الكافرات، لا يكون لباس شهرة.
ولو أسقطنا هذه الشُروط على الجلباب الموجود حاليًا لوجدناها تنطبق عليه دونما سواه. فالحجاب المعروف الآن المكون من جلابة وخمار لا يستوفي الشُروط الشرعيّة، فلو نُلاحظ أن ذلك النوع من اللباس يُفصل كتفي المرأة ويُظهر ذراعيها بل وحتى خصرها. بينما الجلباب لا يُفصل شيئًا والمرأة تبدو وكأنها خيمة تتحرك.

ثانيًا بالنسبة للنقاب وتغطية والوجه والكفين، فهذا الأمر مسألة خلافية بين أهل لعلم، ولكل فريق أدلته، منهم من يرى بالوجوب ومنهم من يرى الاستحباب، وحتى من يرى بالاِستحباب فإنه يرى بأفضليته، وفي زمننا هذا النقاب بات حاجة مُلِحّة لانتشار الفتن.

أما بالنسبة لربط الجلباب بالسلفيّة، فهذا فيه وجهة نظر، ربما هذا الربط لأن السلفيات هنّ من نشرن هذا الخير بين النِساء، فقد انتشر نوع آخر من الحجاب وكان يعتبره الجميع هو الحجاب الشرعي، إلى أن بدأ الجلباب يظهر من جديد، والجلباب ليس أمر مُحدث كما يعتبره البعض، فلو عُدنا إلى زمن أجدادنا لوجدنا أن نساء ذلك الزمن كنّ يرتدين الجلباب ولكن كنّ يُسمينه باِسم آخر: الملاية والحايك.
ثم أن ربط الجلباب بالاِستقامة أيضًا فيه وجهة نظر؛ فليس كل من اِرتدت الجلباب هي مستقيمة، هناك نساء كثيرات يلبسن الجلباب وهنّ لسن على اِستقامة، إما بطلب من الزوج أو الأب أو الأخ، والرجل السوي الذي يغار على محارمه يُحب هذا الزي لما فيه من ستر للمرأة حتى وإن لم يكن مستقيم، فأعرف الكثير من النساء أزواجهن ليسوا مستقيمين بل ومنهم حتى من ليس مواظب على صلاته يأمر زوجته بلبس الجلباب لأنه يرى في الستر لزوجته. فكل حسب نيتّه.

هذا والله أعلى وأعلم بالصواب، إن أصبتُ فبتوفيق من الله وحده وإن أخطأتُ فمن نفسي ومن الشيطان
والله الموفق

جزاكم الله خيرا اختي الم الفراق كفيتي ووفيتي