قال حكيم
لما كان شرف الانسان بالقوة المدركة لزم تهذيبها لتكف صاحبها عن المساوئ و تدفعه الى المحاسن فتتمهد أمامه مسالك الحياة و تتوفر له اسباب السعادة فيعيش في الرغد و الهناء و الا تسلطت عليه المساوئ و انغمس في الشهوات و ضل عن سبيل الالفة و التحاب و انس بالجهل و استطاب الخمول
و من الثابث أن المرء اذا حسنت تربيته و تم تهذيبه كانت اعماله قويمة و اخلاقه مستقيمة و اذا فسدت تربيته انتكست اعماله و ساء خلقه و سعادة مجموع الامة متوقفة على تربية الافراد فاذا تهذب الافراد و تربو على الفضائل و أخذو باصول الدين تهذب المجموع و صارو اعضاء جسم واحد
وخير التربية ما كان في حال الصغر اذ يكون الانسان مستعدا بالفطرة لقبول الخير و تقويم أود النفس كالغصن اللين في مبدأ نموه اذا قومته استقام لهذا كان من الواجب القيام بتربية الاطفال و تلقينهم دروس الآداب و الحكمة منذ نعومة الأظفار
حيث كان (ص) يوجه للخطأ بشكل مباشر كما فعل مع عمر بن ابي سلمة رضي الله عنه حين كان غلاما وكانت يده تطيش في صـُحفة الأكل فقال له (ص) يا غلام سم بالله وكل بيمينك وكل مما يليك .. فلم ينتظر (ص) مرور الخطأ ولم يتجاهله بل بادر بالتوجيه المباشر..
المعالجة بالتعريض
والتعريض هنا تعني التعرض لخطأ ما بشكل غير مباشر ومثال هو استنكار الرسول (ص) لمبالغة اناس في العبادة حيث قال ما بال أقوام قالوا كذا وكذا؟ ولكني أصلي وأنام, وأصوم وأفطر, وأتزوج النساء, فمن رغب عن سنتي فليس مني..
المعالجة بالتوبيخ
عن أبي ذر رضي الله عنه قال: ساببت رجلا فعيرته بأمه, فقال لي النبي (ص) (( يا أبا ذرأعيرته بأمه؟ إنك امرؤ فيك جاهلية)).. ويظهر هنا توبيخه (ص) لابي ذر فيلفت بذلك نظر باقي المسلمين لمثل هذا الفعل الخاطىء.
المعالجة بالمقاطعة
ذكر كعب بن مالك حين تخلف عن النبي (ص) في تبوك قال: ((نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن كلامنا, وذكر خمسين ليلة)).. ونرى هنا فوائد تربوية لمقاطعة الجماعة للفرد وهي
1- تربية غير مباشرة لأفراد الجماعة 2- بيئة خصبة لبيان قوة الالتزام لدى الجماعة 3- تبين أهمية الجماعة للفرد 4- يشعر المخطئ بذنبه مباشرة بعد المقاطعة
المعالجة بالضرب
كمثل يوم أن امرنا بان نعلم اولادنا الصلاة ونضربهم عليها في سن العاشرة. وقال (ص) (( علقوا السوط حيث يراه اهل البيت فانه ادب لهم)).. ولكنه (ص) حدد مواصفات عصا الضرب تلك والضوابط في عقوبة الضرب.
تقبلوا تقديري ولا تنسوني من دعائكم