النصوص السلفية في الرد على الأشاعرة والماتريدية "بأن السواد الأعظم عالم عل الحق لابن القيم الجوزية - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد > أرشيف قسم العقيدة و التوحيد

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

النصوص السلفية في الرد على الأشاعرة والماتريدية "بأن السواد الأعظم عالم عل الحق لابن القيم الجوزية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-01-01, 10:15   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
حنين موحد
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية حنين موحد
 

 

 
إحصائية العضو










Post النصوص السلفية في الرد على الأشاعرة والماتريدية "بأن السواد الأعظم عالم عل الحق لابن القيم الجوزية



السواد الأعظم: عالِمٌ على الحق
الإمام ابن قيّم الجوزية رحمه الله
اعلم أن الإجماع والحجة والسواد الأعظم هو العالم صاحب الحق، وإن كان وحده، وإن خالفه أهل الأرض، قال عمرو بن ميمون الأودِيُّ: صحبت معاذاً باليمن، فما فارقتُه حتى واريتُه في التُّراب بالشَّام، ثم صبحتُ من بعده أفقه الناس: عبد الله ابن مسعود، فسمعته يقول: «عليكم بالجماعة، فإن يد الله مع الجماعة»، ثم سمعته يوما من الأيام وهو يقول: «سيولى عليكم ولاة يؤخِّرون الصلاة عن مواقيتها، فصلوا الصلاة لميقاتها؛ فهي الفريضة، وصلّوا معهم فإنها لكم نافلة»، قال: قلت: يا أصحاب محمد! ما أدري ما تحدّثون، قال: وما ذاك؟ قلت: تأمرني بالجماعة وتحضني عليها ثم تقول لي: صلِّ الصلاة وحدك وهي الفريضة، وصلِّ مع الجماعة وهي نافلة، قال: «يا عمرو بن ميمون قد كنتُ أظنُّكَ من أفقه أهل هذه القرية، أتدري ما الجماعة؟» قلت: لا قال: «إن جمهور الجماعة هم الذين فارقوا الجماعة، الجماعة ما وافق الحقَّ وإنْ كنتَ وحدَك»، وفي لفظ آخر: فضربَ على فخذي وقال: «ويحك! أنَّ جمهورَ الناس فارقوا الجماعة، وإن الجماعة ما وافق طاعة الله تعالى».
وقال نُعيم بن حمَّاد: إذا فسدت الجماعة فعليك بما كانت عليه الجماعة قبل أن تفسد، وان كنت وحدك، فإنك أنت الجماعة حينئذ، ذكرهما البيهقى وغيره.
وقال بعض أئمة الحديث وقد ذُكر له السواد الأعظم، فقال: أتدرى ما السواد الأعظم؟ هو محمد بن أسلم الطوسي(1) واصحابه.
فمسخ المختلفون الذين جعلوا السواد الأعظم والحجة والجماعة هم الجمهور، وجعلوهم عياراً على السنة، وجعلوا السنة بدعة، والمعروف منكراً لقلة أهله وتفردهم في الإعصار والأمصار، وقالوا: منْ شذَّ شذَّ الله به في النار، وما عرف المختلفون أن الشاذَّ ما خالف الحق وإن كان الناس كلهم عليه إلا واحداً منهم فهم الشاذون، وقد شَذَّ الناس كلهم زمن احمد بن حنبل إلا نفراً يسيراً؛ فكانوا هم الجماعة، وكانت القضاة حينئذ والمفتون والخليفة وأتباعه كلهم هم الشاذون، وكان الإمام أحمد وحده هو الجماعة، ولما لم يتحمل هذا عقول الناس قالوا للخليفة: يا أمير المؤمنين أتكون أنت وقُضاتك وولاتك والفقهاء والمفتون كلهم على الباطل واحمد وحده هو على الحق؟ فلم يتسع علمه لذلك؛ فأخذه بالسياط والعقوبة بعد الحبس الطويل؛ فلا إله إلا الله، ما أشبه الليلة بالبارحة، وهي السبيل المهيَع لأهل السنة والجماعة حتى يلقوا ربهم، مضى عليها سلفهم، وينتظرها خلفهم: ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم.
_________________
(1) قال ابن القيم في إغاثة اللهفان 1/70 : وكان محمد بن أسلم الطوسي الإمام المتفق على إمامته مع رتبته أتبع الناس للسنة في زمانه حتى قال : ما بلغني سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا عملت بها ولقد حرصت على أن أطوف بالبيت راكبا فما مكنت من ذلك فسئل بعض أهل العلم في زمانه عن السواد الأعظم الذين جاء فيهم الحديث إذا اختلف الناس فعليكم بالسواد الأعظم فقال: محمد بن أسلم الطوسي هو السواد الأعظم، وصدق والله فإن العصر إذا كان فيه عارف بالسنة، داع إليها، فهو الحجة، وهو الإجماع، وهو السوار الأعظم، وهو سبيل المؤمنين، التي من فارقها واتبع سواها ولاه الله ما تولى وأصلاه جهنم وساءت مصيرا.
وقال: ولا يوحشنَّك من قد اقرَّ على نفسه هو و جميع أهل العلم أنه ليس من أولي العلم، فإذا ظفرتَ برجلٍ واحد من أولي العلم طالبٍ للدليل مُحَكم له متبع للحق حيث كان وأين كان ومع من كان زالت الوحشة وحصلت الألفة، ولو خالفك فإنه يخالفك ويعذرك، والجاهل الظالم يخالفك بلا حجّة ويكفّرك أو يُبدِّعُك بلا حجة، وذنبك رغبتك عن طريقته الوخيمة، وسيرته الذميمة، فلا تغتر بكثرة هذا الضرب، فإن الآلاف المؤلفة منهم لا يعدلون بشخص واحد من أهل العلم، والواحد من أهل العلم يعدل بملء الأرض منهم. [ أعلام الموقعين ( 5 / 388 )]


هذه اضافة مني
يقول الامام أبي الحسن البربهاري في كتابه السنة


* اعلم رحمك الله ، أن الدين إنما جاء من قبل الله _ تبارك وتعالى ـ ،
لم يوضع على عقول الرجال وآرائهم ، وعلمه عند الله وعند رسوله ، فلا تتبع شيئا بهواك فتمرق من الدين فتخرج من الإسلام ،

فإنه لا حجة لك ، فقد بين رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأمته السنة وأوضحها لأصحابه ،
وهم الجماعة ، وهم السواد الأعظم ، والسواد الأعظم : الحق وأهله ، فمن خالف أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في شيء من أمر الدين فقد كفر .









 


قديم 2011-01-11, 13:28   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
جواهر الجزائرية
عضو متألق
 
الصورة الرمزية جواهر الجزائرية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله .

قال ابن عمر رضي الله عنهما : (( كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة ))
رواه اللالكائي في شرح اصول الاعتقاد
شيخ الاسلام قال : (غاية الكرامة لزوم الاستقامة ، فلم يكرم الله عبداً بمثل أن يعينه على.] ما يحبه الله ويرضاه ، ويزيده مما يقربه إليه ويرفع به درجته) .قال شيخ الإسلام عن الأشاعرة : (لا للإسلام نصروا ولا للفلاسفة كسروا
اجزاك الله كل خير يا أخي









قديم 2011-01-11, 14:26   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
حنين موحد
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية حنين موحد
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

وفيك بارك الله
وضعت الموضوع بعد أن رأيت بعض الاشاعرة يحتجون بانهم السواد الاعظم










قديم 2011-01-11, 19:54   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
ابوحامد الغزالي
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

سواد رغم انفك،










قديم 2011-01-11, 23:15   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوحامد الغزالي مشاهدة المشاركة
سواد رغم انفك،
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد جلول مشاهدة المشاركة
أهل السنة والجماعة هم السادة الأشاعرة والماتريدية هذا مااتفق عليه جمهور العلماء.
لا ريب أنها دعوى وأسطورة مجردة عن الدليل ويكذبها الدليل والواقع التاريخي ,ويكفي في إبطالها نصوص السلف وأئمة الهدى عبر العصور في العقائد التي خالفوا فيها الأشاعرة وحسبك من ذكرهم ابن القيم في((إجتماع الجيوش الإسلامية)) والذهبي في((العلو)) من الصحابة والتابعين وأتباعهم والأئمة والعلماء,ممن نصوا في مسألة علو الله تعالى بنفسه على خلقه بما يخالف مذهب الأشاعرة,وهي واحدة من مسائل الإعتقاد,فكيف إذا أضيفت إليهم من نصوا في بقية مسائل الإعتقاد بما يخالف مذهب الأشاعرة؟
فهل يمكن بعد ذلك أن يدعى أن الأشاعرة هم أكثر الأمة,وهم مخالفون للقرون الأولى المفضلة؟!!
وقد ذكر ابن المبرد في كتابه((جمع الجيوش والدساكر على ابن عساكر)) أكثر من أربعمائة عالم من بين محدث وفقيه وعابد وإمام,كلهم مجانبون للأشاعرة ذامون لهم,بدءا من عصر الأشعري وحتى وقته,صدرهم بأبي الحسن البربهاري,وختمهم بحمال الدين يوسف بن محمد المرداوي صاحب كتاب((الإنصاف)),ثم قال بعد ذلك: ((والله ثم والله ثم والله لما تركنا أكثر مما ذكرنا ,ولو ذهبنا نستقصي ونتتبع كل من جانبهم من يومهم وإلى الآن لزادوا على عشرة آلاف نفس))جمع الجيوش والدساكر على ابن عساكر ص.281.
بل إن ابن عساكر وهو من خدم الأشعرية بكتابه((تبيين كذب المفتري)) قد اعترف أن أكثر الناس في زمانه وقبل ذلك على غير ما عليه الأشعرية.
فقد قال في التبيين((فإن قيل: إن الجم الغفير في سائر الأزمان وأكثر العامة في جميع البلدان لا يقتدون بالأشعري ولا يقلدونه ,ولا يرون مذهبه,وهم السواد الأعظم,وسبيلهم السبيل الأقوم....))تبيين كذب المفتري ص331.
وقد قال ابن المبرد معلقا على كلامه هنا: ((وهذا الكلام يدل على صحة ما قلنا,وأنه في ذلك العصر وما قبله كانت الغلبة عليهم ,وبعد لم يظهر شأنهم))جمع الجيوش والدساكر (2283).
وإذا كان أبو الحسن الأشعري إنما ولد سنة 260 هجري وقيل:270ه فما الذي كانت عليه الأمة قبله؟أفتراها كانت على عقيدة الأشعري الذي لم يكن شيئا مذكورا؟!
أم أن العقيدة كانت خافية عليهم حتى ظهر أبو الحسن الأشعري فأيقظ الأمة من سباتها؟!.
فإن قال قائل: إن الأشعري لم يأتي بجديد ,ولكنه أبان أمورا وأوضحها في رده على المعتزلة حتى كشف عوراهم,وهذا السبب الإنتساب إليه لكونه صار علما على السنة في مقابل المعتزلة.
فالجواب أن هذا بلا ريب بعيد عن التحقيق,فضلا عن الواقع والتاريخ,إذ أن ظهور المعتزلة كان متقدما على ظهور الأشعري بأكثر من قرن ونصف من الزمن ,فضلا عن الجهمية التي كانت أسبق من ظهور المعتزلة .ومن المعلوم أن ظهور هاتين الطائفتين قد جوبه برد عنيف من السلف والأئمة,الذين أنكروا عليهم أعظم النكير,وحكموا بضلالهم ,بل وكفر الجهمية منهم,فقام أئمة السنة ابتداءا من الحسن البصري وإلى عصر الأشعري بالرد على شبهاتهم,وكشف عوارهم.وكتب السنة طافحة بأثار السلف في النكير على الجهمية والمعتزلة والرد على ما ابتدعوه ,فانظر كتاب السنة لعبد الله بن الإمام أحمد,وأصول إعتقاد السنة لللالكائي,والإبانة لابن بطة وغيرها كثير.

ومع كل هذه الردود من السلف والأئمة على الجهمية والمعتزلة,فإننا لم نجد أحد من السلف قط يقرر ما قرره الأشعري في الإعتقاد لا من حيث التأصيل والتقعيد,ولا من حيث الرد على المعتزلة والنكير,بل على العكس من ذلك: وجدنا نصوصهم الصريحة في نقض أصوله الإعتقادية في أسماء الله وصفاته فضلا عن باقي أبواب الإعتقاد كالإيمان والقدر والنبوات وغيرها.
ومن ظن أن السلف كانوا على عاجزين عن البيان والتوضيح لأصول المعتقد,والرد على المخالفين كالجهمية والمعتزلة,وكشف عوراهم,.والجواب على شبهاتهم,حتى جاء الأشعري فأبان عما لم يعلموه,ورد على المعتزلة بما لم يستطيعوه؟! فقد أسان الظن بالسلف الصالح وأئمتهم ونسبهم إلى الجهل والعجز وكفى بذلك خسرانا مبينا.
قال ابن المبرد في إبطال هذه الدعوى((فيا سبحان الله! قبل توبته-أي: من الإعتزال- ماكان للمسلمين أئمة يقتدى بهم,حتى يتخذ مبتدع تاب من بدعته إماما؟كـأن الناس ماتوا إلى هذا الحد كله,ولم يبق من يصلح للإمامة,حتى يتوب مبتدع من بدعته فيصير إمامهم,وأهل الإسلام قاطبة متكلما على أئمة الحديث جميعهم في حال كثرة العلماء,ما هذا الهذيان؟))جمع الجيوش والدساكر على ابن عساكر ص105.
ثم يقال: كيف يدعى –الإمامة- في رجل قضى أربعين سنة من عمره على الإعتزال,ثم تاب في آخر حياته,وعاش في مرحلة التوبة ما يقارب عشر سنين حسب إختلاف الروايات في مولده,كيف يكون مثل من كان هذا حاله إماما للمسلمين؟متى تعلم العلم ورسخ فيه حتى يتخذ إماما دون أئمة السنة والحديث؟هذا ضرب من المحال بل من الجنون.
قال ابن المبرد في رده على ابن عساكر((فقد أثبت-أي: ابن عساكر-أنه كان أكثر عمره على غير السنة,وأنه كان معتزليا متكلما,وأنه تاب من الإعتزال ولم يتب من الكلام .
فيا سبحان الله ! من كان بهذه المثابة وبهذه الحالة يجعل إمام المسلمين والمقتدى به,يترك مثل أبي حنيفة,ومالك,والشافعي,وأحمد بن حنبل,وسفيان الثوري,وابن المبارك,ولا يقتدى ولا يذكر إلا هذا الذي أقام على البدعة عمره
)) جمع الجيوش والدساكرص108









قديم 2011-01-12, 11:41   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
جرح أليم
عضو مبـدع
 
إحصائية العضو










افتراضي

هذه المشاركة من سلسلة السيوف الباترة في نحور المتكلمة والاشاعرة للاخ أبو أسامه سمير الجزائري في شبكة سحاب



[size="4"]من هي الفرقة الناجية؟
إن هذه الخلافات العميقة بين الفرقتين( الاشعرية والماتريدية ) لدليل على أنهما ليستا من الطائفة الناجية. فإن الفرقة الناجية ليست مركبة من فرقتين متناحرتين في العقائد، وإنما هي طائفة واحدة كما في الحديث.
فنحن نستطيع أن نقول: إن عقيدة الشافعي وأحمد ومالك واحدة، إذ لم ينقل عنهم خلاف في العقيدة مع كثرة اختلافهم في الفروع.
والأشعري والماتريدي إنما أتيا بعدهم. فهل كان الشافعي أشعريًا أم كان أبو حنيفة ماتريديًا؟
وليس من سمات الفرقة الناجية تقديم العقل على النقل ولا التأويل في أسماء الله وصفاته. بل إن هذه الخلافات في ذاتها رد على الماتريدية القائلين بوجوب الإيمان بالله عقلاً وأن العقل آلة في معرفة الله فإن العقول تختلف من عقل إلى آخر. فعقول الماتريدية لم تتفق مع عقول الأشاعرة.
وإنما تقدم الطائفة الناجية النقل على العقل من غير تعطيل لدور العقل. فلا تقدم العقل على النقل على النحو الذي مضى عليه الفلاسفة والمتكلمون والمعتزلة والأشاعرة والماتريدية.
ولا تقدم القلب والكشف على النقل كما يفعل الصوفية والباطنية.
إن الفرقة الناجية هي الطريق التي ثبت عليها أحمد أمام مؤولة الصفات. هي الفرقة التي أعلن الأشعري الانتهاء إليها: على طريقة أحمد كما اعترف به ابن عساكر والزبيدي بل والسبكي. وشهادة الأمة بفضل أحمد وإمامته وثباته على السنة وبروزه في الحديث قد جعل له الإمامة والقبول في الأمة.
ولم يعرف الناس أيام الأشعري أن من أراد الحق فليكن أشعريًا، وإنما كانوا يعرفون أن من أراد الحق فليتبع طريقة أحمد بن حنبل لأنه « الإمام الكامل... الذي أبان الله به الحق وأظهر به السنة » [تبيين كذب المفتري]. ولو كان التأشعر هدى وفرقة نجاة لما ذمهم الشيخ عبد القادر الجيلاني وقرن تأويلاتهم بتأويلات المعتزلة [انظر الغنية 54 و56 و58].

يعزفون على وتر الكثرة
وكثيرًا ما يدق الحبشي على وتر الكثرة فيقول: « إن الأشعرية الذين هم أهل السنة يبلغ تعدادهم مئات الملايين، أما من خالفهم فهم قلة قليلة بالنسبة إليهم، وفي إندونيسيا وحدها أكثر من مئة مليون كلهم أشعريون » [منار الهدى (!) عدد 8 ص45]. وهذا دليل واه وحجة داحضة:
الحجة الدامغة
ونردّ على الحبشي :
أولاً: من خلال كلمات تلميذه أسامة السيد إذ قال: « قال لي شخص: لماذا أنتم أيها الأحباش كل المجموعات الدينية ضدكم فهل تظنون أنفسكم على حق بمفردكم وهُم أهل الباطل بمجموعهم؟ فقلت له: إن الكثرة ليست مقياس الحق، لا سيما إن من تستكثر بهم مئات الملايين من المقلدة الذين لا يعرفون حقيقة المذهب الأشعري بل هم من المقلدة العوام. بل الجمهرة الغالبة للمسلمين تؤمن بهذا الدين بإجمال ولا تعرف المداخل الكلامية والقضايا العقلية التي يعتمدها أهل الكلام.
وعلى أي حال فقد قال الفضيل بن عياض: « لا يغرنك كثرة الهالكين » [مجلة منار «الهدى» 25/74]. ولست أدري لِمَ لم يقل له: بل نحن كثرة، كما زعم شيخه؟
ثانيًا: قال الحافظ ابن عساكر: « قد يقول قائل: إن أكثر الناس لا يقتدون بالأشعري ولا يرون مذهبه: وهم السواد الأعظم: والجواب أنه لا عبرة بكثرة العوام ولا التفات إلى الجهال الأغتام وإنما الاعتبار بأرباب العلم والاقتداء بأصحاب البصيرة والفهم وأولئك في أصحابه أكثر ممن سواهم ولهم الفضل على من عداهم، على أن الله عز وجل قال:  وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاّ قَلِيلٌ  [الآية 40 من سورة هود] وقال:  وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُور  [الآية 13 من سورة سبأ] وقال الفضيل بن عياض: « لا تستوحش طرق الهدى لقلة أهلها ولا تغترنّ بكثرة الهالكين » [تبيين كذب المفتري ص 331]. فهذا ابن عساكر يصرح بأن السواد الأعظم خلاف الأشاعرة.
ثالثًا: متى كانت الكثرة ميزانًا بين الحق والباطل؟ بل الحق حق وإن اتبعه الأقلون، والباطل باطل وإن اتبعه الأكثرون. الحق لا يعرف بالكثرة أيها المدلس. فإن النبي يأتي يوم القيامة ومعه الرجل والرجلان، ويأتي آخر وليس معه أحد؟ وقد قال تعالى عن نوح:  وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاّ قَلِيلٌ . أما الشرك فعليه الأكثرية:  وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلاّ وَهُمْ مُشْرِكُونَ  [الآية 106 من سورة يوسف].
رابعًا: أن الله قد أخبرنا أن الكفر والشرك والإعراض كانت عليه الكثرة من الناس فقال:  وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ  [الآية 38 من سورة النّحل]  لا يُؤْمِنُونَ  [الآية 6 من سورة البقرة]  مُعْرِضُون  [الآية 83 من سورة البقرة]  لا يَشْكُرُونَ  [الآية 243 من سورة البقرة]  وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ  [الآية 49 من سورة المائدة]  فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاّ كُفُوراً  [الآية 50 من سورة الفرقان]  وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ  [الآية 103 من سورة يوسف]  فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ  [الآية 26 من سورة الحديد]  وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ  [الآية 13 من سورة سبأ]  وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّه  [الآية 116 من سورة الأنعام]. وقد قالت عائشة للنبي  : « أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم إذا كثر الخبث » [رواه البخاري (7059) ومسلم (2880)]. ولما قيل له: « أمن قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال: بل أنتم يومئذ ((كثير)) ولكنكم غثاء كغثاء السيل ».
وأما المتمسكون بسنته  فليسوا بغثاء مهما قل عددهم فقد أثنى  عليهم فقال: « بدأ الدين غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ فطوبى للغرباء. فأهل الإسلام بين أكثر الناس غرباء. وأهل الإيمان بين أهل الإسلام غرباء. وأهل السنة المتميزين عن أهل البدعة والشرك غرباء.
خامسًا: لئن كانت الكثرة ميزانًا في الحق والقلة دليلاً على الباطل فيصير دين البوذيين والنصارى بهذا الميزان الفاسد هو الدين الحق، والمسلمون على الدين الباطل لأن تعداد البوذيين أكثر من النصارى، وتعداد سكان النصارى أكثر من المسلمين.
ثم إن مئات الملايين هؤلاء محسوبون زورًا على الأشاعرة بينهما لا يعرفون شيئًا عن الأشعري ولا تأويلات وجبر الأشعرية ولا سمعوا بالماتريدي، وإنما هم مسلمون بالفطرة، وعامة المسلمين يعتبرون أهل سنة ما تركوا على فطرهم كما أكده ابن قتيبة. بل لهذا فضّل الغزالي عقيدة العوام على المتكلمين وأكد أن « إيمان العوام أثبت من عقيدة علماء الكلام المهلهلة المتزعزعة التي تهزها رياح الشبهات مرة هكذا ومرة هكذا » [إحياء علوم الدين 1/94 والمنقذ من الضلال 17 للغزالي]. ومعلوم أن الأشاعرة علماء كلام.
ولهذا أيضًا تمنّى الجويني حين أعلن توبته عن مذهب الأشاعرة وهو على فراش الموت أن يموت على دين عجائز نيسابور.
أما تمسكهم بحديث « إن أمتي لا تجمع على ضلالة فإذا رأيتم اختلافًا فعليكم بالسواد الأعظم » فهذا الحديث والله أعلم ضعيف. في سنده أبو خلف الأعمى واسمه حازم بن عطاء قال الحافظ العراقي في تخريج أحاديث البيضاوي: « وقد جاء الحديث بطرق كلها فيها نظر ».
وقال الزبيدي في الإتحاف (8/141) « وفي السند مجهول ».
والعجيب أن الجويني وهو من كبار الأشاعرة رد هذا الحديث بحجة أنه خبر آحاد ويؤوله بأن يحتمل أن يكون معناه « أن أمته  لا ترتد إلى قيام الساعة » ثم قال: « ولا حاصل لمن يقول قد تلقته الأمة بالقبول ».
ولا ننسى أن حديث الآحاد عندهم يبقى ظنيًا يحتمل الكذب وإن تلقته الأمة بالقبول وأجمع على تلقيه أهل العلم كما حكاه عن ابن فورك في أحد قوليه والقاضي ولم يعقب عليه [البرهان في أصول الفقه 1/379].
والجويني لا يرى وجود دليل سمعي قطعي على حجة الإجماع
- وإن كان لا ينكر الإجماع – ويرد على الشافعي احتجاجه بقوله تعالى:  وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى  [الآية 115 من سورة النّساء] ويرى أنها ليست نصاً في الموضوع وإنما تعني عنده « من أراد الكفر وتكذيب المصطفى  » [البرهان في أصول الفقه 1/435].
وإن صح الحديث فإنه يُفهم منه الجماعة كما في الروايات الأخرى. فقد أورد له المرتضى الزبيدي زيادة فيها « قالوا: ما السواد الأعظم؟ قال: من كان على ما أنا عليه وأصحابي » [إتحاف السادة المتقين 1/ 265].
والسواد الأعظم هم جماعة أهل السنة ومن تمسك بما كان عليه جماعة الصحابة.
وقد قال عمرو بن ميمون: « سمعت عبد الله بن مسعود يقول: عليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة. وقال لي: تدري ما الجماعة؟ قلت: لا. قال: الجماعة ما وافق الحق وإن كنت وحدك ».
وقد اشتد نكير أبي المظفر السمعاني على أهل الكلام وسخر من طريقتهم وأكد أنهم يكفّرون من خالف طريقهم من الناس وهم السواد الأعظم [فتح الباري 13/507]. « فالمصابون بداء علم الكلام شرذمة قليلون ليسوا شيئاً » [فتح الباري 13/507].
قال أبو شامة: « حيث جاء الأمر بلزوم الجماعة فالمراد به لزوم الحق وأتباعه وإن كان المتمسك به قليلاً والمخالف كثيرًا، لأن الحق الذي كانت عليه الجماعة الأولى من النبي  وأصحابه، ولا تنظر إلى كثرة أهل الباطل بعدهم » وقال نعيم بن حماد: « إذا فسدت الجماعة فعليك بما كانت عليه الجماعة قبل أن تفسد وإن كنت وحدك. فإنك أنت الجماعة حينئذ » [رواه اللالكائي في أصول اعتقاد السنة رقم 160 والبدع والحوادث لأبي شامة ص 29-28].
وجاء في الميزان للشعراني « ولذا كان سفيان الثوري يقول: المراد بالسواد الأعظم هم من كان من أهل السنة والجماعة ولو واحداً ».
وكان ابن المبارك يصف من اجتمعت فيه صفات الاتباع الكامل للكتاب والسنة بالجماعة، فتراه إذا سئل عن الجماعة قال: « أبو بكر وعمر. فإذا قيل له قد مات أبو بكر وعمر قال: أبو حمزة السكري جماعة. قال الترمذي: أبو حمزة هو محمد بن ميمون وكان شيخًا صالحًا وإنما قال هذا في حياته عندنا » [الترمذي رقم 2167].
الجماعة الذين يدعوننا إلى الشرك إلى دعاء غير الله وطلب الغوث من الأموات ويبررون الابتداع في الدين فهؤلاء ليسوا من الجماعة، بل يليق بهم حديث النبي  : « لا تقوم الساعة حتى تلتحق قبائل من أمتي بالمشركين ويعبدون الأوثان » [رواه أبو داود بإسناد صحيح رقم (3072)].


فسوادكم الأعظم أيها المبتدعة: رفاعية نقشبندية شاذلية قادرية سهرودية دسوقية يشرطية أشاعرة ماتريدية، خرافات وبدع وارتماء على القبور واستغاثة واستعاذة بالأموات من دون الحي الذي لا يموت. والله كلما ازددتم زاد الدين بزيادتكم غربة[/size]










قديم 2011-01-13, 16:22   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
م.عبد الوهاب
صديق منتديات الجلفة
 
الصورة الرمزية م.عبد الوهاب
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل نائب مدير وسام التميز وسام التميّز 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوحامد الغزالي مشاهدة المشاركة
سواد رغم انفك،

ألم يخجل صاحب هذا الرد من هذا الرد

هات الدليل و البرهان أو عكس ما أتى صاحب الموضوع لنستفيد من تدخلاتك

سبحان الله و بحمده









قديم 2011-01-11, 22:51   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية ¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨
 

 

 
الأوسمة
المركز الثاني في  مسابقة التميز في رمضان 
إحصائية العضو










افتراضي















قديم 2011-01-12, 13:28   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
فارس المسيلي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية فارس المسيلي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي










قديم 2011-01-12, 20:06   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
ابوحامد الغزالي
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

من علماء الاشاعرة ، الحافظ ابن عساكر ، الحافظ ابن دقيق العيد ، الحافظ ابو بكر بن العربي، المفسر العظيم القرطبي،الحافظ السيوطي ، الحافظ النووي، الحافظابوحجر العسقلاني ، وصفحات النت لا تتسع لذكر كل علماء اهل السنة والجماعة










قديم 2011-01-12, 21:18   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
أم سلمة.
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










B11

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوحامد الغزالي مشاهدة المشاركة
من علماء الاشاعرة ، الحافظ ابن عساكر ، الحافظ ابن دقيق العيد ، الحافظ ابو بكر بن العربي، المفسر العظيم القرطبي،الحافظ السيوطي ، الحافظ النووي، الحافظابوحجر العسقلاني ، وصفحات النت لا تتسع لذكر كل علماء اهل السنة والجماعة
1- أما الحافظ ابن حجر العسقلاني فلم يكن أشعريا بل كانت لديه أخطاء عقدية مشى فيها على منهج الأشاعرة المبتدعة، لكنه لم يكن أشعريا بل كان يرد على الأشاعرة و ما عليك إلآ بقراءة كتبه

2- من قال لك أن الأشاعرة هم "أهل السنة".......؟؟؟؟؟؟ أو بالأحرى "أهل البدعة"

3- متى كان الحق يعرف بالرجال "حاشى النبي صلى الله عليه و سلم و الصحابة و التابعين رضي الله عنهم"...؟؟؟

4- سؤال أخير: أي صحابي من صحابة النبي صلى الله عليه و سلم كان: "أشعريا"......؟؟؟ (وحاشاهم من البدع...)

5- كفاك من التدليس فأنت تكلم طلبة علم و ليس جهال









قديم 2011-01-13, 18:54   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
ابوحامد الغزالي
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم سلمة. مشاهدة المشاركة
1- أما الحافظ ابن حجر العسقلاني فلم يكن أشعريا بل كانت لديه أخطاء عقدية مشى فيها على منهج الأشاعرة المبتدعة، لكنه لم يكن أشعريا بل كان يرد على الأشاعرة و ما عليك إلآ بقراءة كتبه

2- من قال لك أن الأشاعرة هم "أهل السنة".......؟؟؟؟؟؟ أو بالأحرى "أهل البدعة"

3- متى كان الحق يعرف بالرجال "حاشى النبي صلى الله عليه و سلم و الصحابة و التابعين رضي الله عنهم"...؟؟؟

4- سؤال أخير: أي صحابي من صحابة النبي صلى الله عليه و سلم كان: "أشعريا"......؟؟؟ (وحاشاهم من البدع...)

5- كفاك من التدليس فأنت تكلم طلبة علم و ليس جهال
شوفي يا ام سلمة سؤال واحد فقط هل هؤلاء الحفاظ وانت تعرفين منزلة الحافظ في السنة، كانوا على ضلالة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟









قديم 2011-01-21, 14:45   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
salahdin
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوحامد الغزالي مشاهدة المشاركة
من علماء الاشاعرة ، الحافظ ابن عساكر ، الحافظ ابن دقيق العيد ، الحافظ ابو بكر بن العربي، المفسر العظيم القرطبي،الحافظ السيوطي ، الحافظ النووي، الحافظابوحجر العسقلاني ، وصفحات النت لا تتسع لذكر كل علماء اهل السنة والجماعة

ذكر كل هذه الاسماء و نحن نحبهم في الله و نقر لهم بالعلم و نسال الله ان يغفر لهم و لكن اريد ان اسألك اين ابا بكر اين عمر اين الصحابة اين التابعين اين البخاري اين مسلم و اين اين اين









قديم 2011-01-23, 10:11   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
جرح أليم
عضو مبـدع
 
إحصائية العضو










افتراضي

اليك هذا الكلام يا تدعي اتباع الاشعري وهو بريئ منك

الفرق بين الأشاعرة المتأخرين وأبي الحسن الأشعري

ينتسب الأشاعرة في الاعتقاد إلى أبي الحسن الأشعري ، وواقع الحال يكذب هذه النسبة ويبين الفرق بين أبي الحسن الأشعري والأشاعرة ، وقبل أن أشرع في ذكر بعض الفروق العقدية بين أبي الحسن الأشعري والأشاعرة إليك شيئاً من كلام أبي الحسن الأشعري به يتبين حقيقة اعتقاده :
قال - رحمه الله - في كتابه مقالات الإسلاميين (1/345) مبيناً عقيدة أهل السنة والجماعة أهل الحديث بياناً مجملاً مع التصريح بأنه يعتقده ويدين الله به : هذه حكاية جملة قول أصحاب الحديث وأهل السنة :
جملة ما عليه أهل الحديث والسنة : الإقرار بالله وملائكته وكتبه ورسله ، وما جاء من عند الله وما رواه الثقات عن رسول الله  لا يردون من ذلك شيئا وأن الله سبحانه إله واحد فرد صمد لا اله غيره لم يتخذ صاحبة ولا ولداً وأن محمدا عبده ورسوله وأن الجنة حق وأن النار حق وان الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور .
وان الله سبحانه على عرشه كما قال ( الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) وأن له يدين بلا كيف كما قال ( خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ) وكما قال ( بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ ) وأن له عينين بلا كيف كما قال ( تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا) وأن له وجها كما قال ( وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْأِكْرَامِ) - ثم قال - ويقرون بأن الإيمان قول وعمل ، يزيد وينقص - ثم قال -
ويصدقون بالأحاديث التي جاءت عن رسول الله  أن الله سبحانه ينزل إلى السماء الدنيا فيقول هل من مستغفر؟ كما جاء في الحديث عن رسول الله  ويأخذون بالكتاب والسنة كما قال الله عز وجل ( فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ) ويرون اتباع من سلف من أئمة الدين وأن لا يبتدعوا في دينهم ما لم يأذن به الله - ثم قال - وبكل ما ذكرنا من قولهم نقول واليه نذهب وما توفيقنا إلا بالله وهو حسبنا ونعم الوكيل وبه نستعين وعليه نتوكل واليه المصير ا.هـ
وقال في رسالته لأهل الثغر ص210: وأجمعوا على إثبات حياة الله عز وجل لم يزل بها حيا وعلما لم يزل به عالما وقدرة لم يزل بها قادرا وكلاما لم يزل به متكلما وإرادة لم يزل بها مريدا وسمعا وبصرا لم يزل به سميعا بصيرا وقال : وأجمعوا على أنه عز وجل يسمع ويرى وأن له تعالى يدين مبسوطتين وأن الأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه من غير أن يكون جوارحا وأن يديه تعالى غير نعمته
وقد دل على ذلك تشريفه لآدم عليه السلام حيث خلقه بيده وتقريعه لإبليس على الاستكبار عن السجود مع ما شرفه به بقوله ( ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي )
وقال : وأجمعوا على أنه عز وجل يجيء يوم القيامة والملك صفا صفا لعرض الأمم وحسابها وعقابها وثوابها فيغفر لمن يشاء من المذنبين ويعذب منهم من يشاء
وقال: وأنه تعالى فوق سمواته على عرشه دون أرضه وقد دل على ذلك بقوله ( أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض ) وقال ( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه )وقال ( الرحمن على العرش استوى ) وليس استواؤه على العرش استيلاء كما قال أهل القدر لأنه عز وجل لم يزل مستوليا على كل شيء ا.هـ
وقال في الإبانة ص20 : قولنا الذي نقول به وديانتنا التي ندين بها التمسك بكتاب الله ربنا عز وجل وبسنة نبينا محمد  وما روى عن السادة الصحابة والتابعين وأئمة الحديث ونحن بذلك معتصمون وبما كان يقول به أبو عبدالله أحمد بن محمد بن حنبل نضر الله وجهه ورفع درجته وأجزل مثوبته قائلون ولما خالف قوله مخالفون لأنه الإمام الفاضل والرئيس الكامل الذي أبان الله به الحق ودفع به الضلال وأوضح به المنهاج وقمع به بدع المبتدعين وزيع الزائغين وشك الشاكين فرحمة الله عليه من إمام مقدم وجليل معظم وكبير مفهم- ثم قال- وأن له سبحانه وجها بلا كيف كما قال ( ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام )
وأن له سبحانه يدين بلا كيف كما قال سبحانه ( خلقت بيدي )
وكما قال ( بل يداه مبسوطتان )
وأن له سبحانه عينين بلا كيف كما قال سبحانه ( تجري بأعيننا ) ا.هـ
مما تقدم يتضح الفرق الكبير بين معتقد أبي الحسن الأشعري ومعتقد الأشاعرة الذي سبق ذكر شيء منه ، ومزيداً على ما تقدم فإن الأشاعرة لا يثبتون اليدين لله بل يؤولون اليد بالنعمة . قال ابن فورك في مشكل الحديث وبيانه ص 188: واعلم أنه ليس ينكر استعمال لفظ اليد على معنى النعمة ، وكذلك استعماله على معنى الملك والقدرة ا.هـ
وهذا التأويل قد أنكره أبو الحسن الأشعري بعينه كما تقدم .
ولا يثبت الأشاعرة المجيء لله حقيقة بل يؤولونه كما قال الرازي في أساس التقديس ص 103: المراد هل ينظرون إلا أن تأتيهم آيات الله ، فجعل مجيء آيات الله مجيئاً له على التفخيم لشأن الآيات ، كما يقال: جاء الملك إذا جاء جيش عظيم من جهته . أو يكون المراد : هل ينظرون إلا أن يأتيهم أمر الله ... أما قوله ( وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً) إما وجاء أمر ربك ، أو جاء قهر ربك . كما يقال : جاءنا الملك القاهر إذا جاء عسكره ، أو جاء ظهور معرفة الله تعالى بالضرورة في ذلك اليوم ، فصار ذلك جارياً مجرى مجيئه وظهوره ا.هـ
ولا يثبت الأشاعرة الاستواء بل يؤولونه بالاستيلاء ، قال الرازي كما في أساس التقديس ص 156 والآمدي كما في غاية المرام ص141: إن معنى الاستواء : الاستيلاء والقهر ونفاذ القدر وجريان الأحكام الإلهية ا.هـ وهذا التأويل قد أنكره أيضاً أبو الحسن الأشعري بعينه كما تقدم .
ولا يثبت الأشاعرة الوجه لله بل يتأولونه بالذات ، قال البغدادي في أصول الدين ص 110: والصحيح عندنا أن وجهه ذاته ا.هـ
وتأول الأشاعرة العينين فقال الجويني في الإرشاد ص155: المراد منها البصر . وقال البغدادي في أصول الدين ص109: المراد منها الرؤية والعلم . وقال الرازي في أساس التقديس ص121: المراد منها العناية والحراسة ا.هـ

مما تقدم يتبين لك براءة أبي الحسن الأشعري من كثير من التأويلات التي أصبحت من مسلمات الاعتقاد عند الأشاعرة ، و سلفهم فيها المعتزلة الذين يعلن الأشاعرة في كتبهم تبديعهم وعداءهم ، قال الإمام ابن تيمية في الفتاوى (12/203): فمن قال أن الأشعري كان ينفيها وأن له في تأويلها قولين فقد افترى عليه ، ولكن هذا فعل طائفة من متأخري أصحابه كأبي المعالي ونحوه ، فان هؤلاء أدخلوا في مذهبه أشياء من أصول المعتزلة ا.هـ
وقال في مجموع الفتاوى (5/23): وهذه التأويلات الموجودة اليوم بأيدي الناس مثل أكثر التأويلات التي ذكرها أبو بكر بن فورك في كتاب التأويلات وذكرها أبو عبد الله محمد بن عمر الرازي في كتابه الذي سماه ( تأسيس التقديس ) ويوجد كثير منها في كلام خلق كثير غير هؤلاء مثل أبى على الجبائي وعبدالجبار بن أحمد الهمدانى وأبى الحسين البصري وأبى الوفاء بن عقيل وأبى حامد الغزالى وغيرهم هي بعينها تأويلات بشر المريسي التي ذكرها في كتابه وإن كان قد يوجد في كلام بعض هؤلاء رد التأويل وإبطاله أيضا ولهم كلام حسن في أشياء .
فإنما بينت أن عين تأويلاتهم هي عين تأويلات بشر المريسي ويدل على ذلك كتاب الرد الذي صنفه عثمان بن سعيد الدارمي أحد الأئمة المشاهير في زمان البخاري صنف كتابا سماه ( رد عثمان بن سعيد على الكاذب العنيد فيما افترى على الله في التوحيد ) حكى فيه هذه التأويلات بأعيانها عن بشر المريسي بكلام يقتضى أن المريسى أقعد بها وأعلم بالمنقول والمعقول من هؤلاء المتأخرين الذين اتصلت إليهم من جهته وجهة غيره ثم رد ذلك عثمان بن سعيد بكلام إذا طالعه العاقل الذكى علم حقيقة ما كان عليه السلف وتبين له ظهور الحجة لطريقهم وضعف حجة من خالفهم ،ثم إذا رأى الأئمة أئمة الهدى قد أجمعوا على ذم المريسية وأكثرهم كفروهم أو ضللوهم وعلم أن هذا القول الساري في هؤلاء المتأخرين هو مذهب المريسي تبين الهدى لمن يريد الله هدايته ولا حول ولا قوة إلا بالله ا.هـ
فهلا اعتبر بهذا أشاعرة اليوم وتركوا هذه التأويلات الاعتزالية ، ورجعوا إلى ما عليه السلف الصالح متبعين في ذلك أبا الحسن الأشعري الذي أعلن رجوعه إلى مذهب السلف كما تقدم نقله معرضين عن كل من خالف منهج السلف سواء كان أبا الحسن الأشعري أو غيره في تفصيل ما عليه السلف










قديم 2011-01-12, 21:50   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
ترشه عمار
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ترشه عمار
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي










 

الكلمات الدلالية (Tags)
الرد, السلفية, النصوص


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 05:21

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc