![]() |
|
منتدى نصرة الرسول صلى الله عليه و سلم كل ما يختص بمناقشة وطرح مواضيع نصرة سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم و كذا مواضيع المقاومة و المقاطعة... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
المولد النبوي الشريف الاحتفال به والدليل على جوازه
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]()
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 2 | ||||||||
|
![]() السلام عليك و رحمة الله و بركاته و بعد، قال تعالى: ( قل إن كنتم تحبون الله فتبعوني يحببكم الله ويغفرلكم ذنوبكم والله غفور رحيم ) قال الفضيل بن عياض هذه الآية تسمى آية المحنة، لأن الله امتحن بها أقوما قالوا نحن نحب الله، فجعل الدليل القاطع على صدق محبتهم لله فهو اتباعهم لنبيه عليه الصلاة و السلام. و قال العلامة ابن عثيمين: يحق لنا أن نكذب من ادعى صدق محبته لله، إن لم يكن متبعا لنبيه عليه الصلاة و السلام.
ثم اعلم أن في كلامك الذي قلته ملاحظات و انتقادات كثيرة أذكر منها - و بالله استعين - من البدع الحسنة الاحتفال بمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم، اعلمي أن لا وجود لبدعة حسنة في ديننا الحنيف، و ذلك أن رسول الله صلى الله عليه و على آله و سلم و هو أعلم منا بشرع الله و هو أفصح من تكلم العربية قالك (كل بدعة ضلالة) و لا يخفى عليكم أن كل من ألفاظ العموم و الشمول. و قد قال شيخ الإسلام مالك بن أنس - صاحب المذهب المالكي- : من زعم أن في الإسلام بدعة حسنة فقد زعم أن محمداً خان الرسالة؛ لأن الله تعالى يقول: ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا ) ثم قال: ما لم يكن يومئذ ديناً لا يكون اليوم ديناً ) وقد ثبت أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة اقتباس:
اقتباس:
ثم قولك: (وأول من أحدثه ملك إربل وكان عالمًا تقيًّا شجاعًا يقال له المظفر.) هل هذا أفضل من رسول الله عليه الصلاة و السلام و أفضل و من أبي بكر و عمر و عثمان و علي رضي الله عنهم ؟ من قال هو أفضل كفر، و من قال بل هم أفضل منه و هو الحق، اقول: هم أفضل منه و تركوا هذا الاحتفال. فمن أولى بالإتباه هم أم هو و إن كان على ما ذكرت من العبادة و الوهد. و صدق ابن عباس حين قال: (تكاد تنزل عليمن حجارة من السماء أقول لكم قال رسول الله صلى الله عليه و على آله و سلم، و تقولون قال أبو بكر و قال عمر) و هذا مع أبي بكر و عمر فكيف بمن هم دونهما بكثير. اقتباس:
اقتباس:
و أما هؤلاء العلماء - رحمهم الله - الذين ذكرت فاعلمي أن كلام و استحسان العالم يستدل له و لا يستدل به عند الخلاف و النزاع، فإن كان كلام السلف عند الخلاف ليس حجة مطلقا بل الحجة في كتاب الله و سنة رسول الله عليه الصلاة و السلام، فمابالك بهم هم دونهم بكثير و ابن حجر و السيوطي و السخاوي ، ليسوا بأفضل من الصحابة. اقتباس:
و كلامك الباقي مجرد نقلات عن علماء و هي تندرج في قولنا كلام العالم يستدل له و لا يستدل به، و قول الإمام مالك 0كل يؤخذ من قوله و يرد إلا صاحب هذا القبر)) ثم من أعجب العجاب أن الله ارشدنا عند و التنازع الخلاف بالرجوع إلى كتابة و سنة نبيه و فقال (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله و الرسول إن كنتم تؤمنون بالله و اليوم الآخر ذلك خير و أحسن تأويلا) و ليس في كلامك إلا كلام بعض العلماء و لم تذكري نصا من كتاب الله و لا من سنة رسول الله عليه الصلاة و السلام مستدلة به على زعمك و أما الحديث الذي ذكرته فهو في واد و كلامك في واد آخر. و السلام عليك و رحمة الله و بركاته. |
||||||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3 | |||
|
![]() الأخ الفاضل صالح بارك الله فيك |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 4 | |||
|
![]() امين اخي يوسف وبارك الله في الاخ المحترم صالح وارجو ان يكفي اختنا المحترمة اميرة ماقدمه من ادلة وردود |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 5 | |||
|
![]() السلام عليكم لقد أفادني نقدك أخي صالح القسنطيني وأكيد أنك من مدينة العلم والعلماء,وأنك تحضر المحاضرات بالجامعة الإسلامية ’ولي أيضا حضور محاضرات ومناقشات لرسالات تخرج وخاصتا في العقيدة من إلقاء الأساتذة وأخص بالذكر الأستاذ الدكتور فرحات وقرور وغيرهم رغم أنه ليس من تخصصي وترى أنه تحصل نقاشات حادة وتصل أحيانا الى حد خروج أو إنسحاب أحد المحاضرين أو أحد أعضاء اللجنة المناقشة, ولكن نرجع إلى موضوعنا على جواز الإحتفال بالمولد النبوي الشريف أعرف أن ادلتي ليست من الكتاب والسنة ومعضمها من أقوال العلماء ليس من أقوالي وقولي بدعة حسنة لقد إستبدلتها في الأخير بقولي سنة حسنة تعلم أن السنة تنقسم إلى ثلاث قول وفعل وتقرير والتقرير مثل ما أقر على الأذان , ولقد سبق لي وأن قمت بصبر أراء على مدى التعرف المسلمين على السيرة النبوية وكان رايهم أنهم يستطلعون عليها أغلبهم في مولده ومن كثرة أسألت أبنائهم من سبب الإحتفال بمولده فهذا مردود حسن على المسلمين وأنهم يتدارسون سيرته ولو مرة واحدة في السنة وخاصتا في وقتنا الحالى احسن من البدع السيئة التي أصبحوا مهتمين بها ,والله أعلم على ما أقول ,ومنكم نستفيد وأنت مشكور أخي صالح
|
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 6 | |||
|
![]()
|
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 7 | |||
|
![]() اخي الكريم صالح ان قولك ان احدا لن يستطيع ان يكون مثل الصحابة مذا لا اساس له رغم اجلالنا لهم رضي الله عنهم الا انهم بشر يصيبون و يخطؤن و هم ليسو معصومين و ان لم يفعو شيأ ليس انه حرام و او بدعة ان عملناه فلم يركبو السيارة و لا الطائرة و لم يضو الساعة في ايديهم هل هذه بدع محدثة ستقول لي انها ليست من امور الدين و من قال لك انه لا يصح اسلامك الا اذا احتفلت بمولده صلى الله عليه وسلم و لكن اذا كنت تحبه ستحب كل ما يذكرك به |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 8 | |||
|
![]() عنوان الفتوى من ابتدع محتجاً بحديث ( من سن سنة حسنة)
المفتي العلاّمة الدكتور / صالح بن فوزان الفوزان رقم الفتوى 10698 تاريخ الفتوى 29/12/1425 هـ -- 2005-02-09 تصنيف الفتوى العقيدة-> قضايا في الاعتقاد-> كتاب البدع والمحدثات-> باب شبهات المبتدعة السؤال أخذ الناس يبتدعون أشياء ويستحسنونها، وذلك أخذًا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ((من سن سنة حسنة في الإسلام؛ فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة...)) إلى آخر الحديث؛ فهل هم محقون فيما يقولون؟ فإن لم يكونوا على حق؛ فما مدلول الحديث السابق ذكره؟ وهل يجوز الابتداع بأشياء مستحسنة؟ أجيبونا عن ذلك أثابكم الله. الجواب البدعة هي ما لم يكن له دليل من الكتاب والسنة من الأشياء التي يُتقرب بها إلى الله. قال عليه الصلاة والسلام: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد))[1]، وفي رواية: ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد))[2]. وقال عليه الصلاة والسلام: ((وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة))[3]. والأحاديث في النهي عن البدع والمحدثات أحاديث كثيرة ومشهورة، وكلام أهل العلم من الصحابة والتابعين ومن جاء بعدهم من المحققين كلام معلوم ومشهور وليس هناك بدعة حسنة أبدًا، بل البدع كلها ضلالة؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((وكل بدعة ضلالة)). فالذي يزعم أن هناك بدعة حسنة يخالف قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ((فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة))، وهذا يقول: هناك بدعة ليست ضلالة! ولا شك أن هذا محادٌ لله ولرسوله. أما قوله صلى الله عليه وسلم : ((من سن في الإسلام سنة حسنة؛ فله أجرها وأجر من عمل بها))[4]؛ فهذا لا يدل على ما يقوله هؤلاء؛ لأن الرسول لم يقل من ابتدع بدعة حسنة، وإنما قال: ((من سن سنة حسنة))، والسنة غير البدعة، السنة هي ما كان موافقًا للكتاب والسنة، موافقًا للدليل، هذا هو السنة؛ فمن عمل بالسنة التي دل عليها الكتاب والسنة؛ يكون له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة؛ يعني: من أحيا هذه السنة وعلمها للناس وبينها للناس وعملوا بها اقتداءً به؛ فإنه يكون له من الأجر مثل أجورهم، وسبب الحديث معروف، وهو أنه لما جاء أناس محتاجون إلى النبي صلى الله عليه وسلم من العرب، عند ذلك رق لهم الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأصابه شيء من الكآبة من حالتهم، فأمر بالصدقة وحث عليها، فقام رجل من الصحابة وتصدق بمال كثير، ثم تتابع الناس وتصدقوا اقتداءً به؛ لأنه بدأ لهم الطريق، عند ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((من سن في الإسلام سنة حسنة؛ فله أجرها وأجر من عمل بها))؛ فهذا الرجل عمل بسنة، وهي الصدقة ومساعدة المحتاجين، والصدقة ليست بدعة؛ لأنها مأمور بها بالكتاب والسنة، فهي سنة حسنة، من أحياها وعمل بها وبينها للناس حتى عملوا بها واقتدوا به فيها؛ كان له من الأجر مثل أجورهم. ------------------------------ [1] رواه الإمام البخاري في "صحيحه" (ج3 ص167) من حديث عائشة رضي الله عنها. [2] رواه الإمام مسلم في "صحيحه" (ج3 ص1343 ـ 1344) من حديث عائشة رضي الله عنها. [3] رواه الإمام أحمد في "مسنده" (4/126، 127)، ورواه أبو داود في "سننه" (4/200)، ورواه الترمذي في "سننه" (7/319، 320)؛ كلهم من حديث العرباض بن سارية. [4] رواه الإمام مسلم في "صحيحه" (2/704، 705) من حديث جرير بن عبد الله رضي الله عنه. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مصدر الفتوى: المنتقى من فتاوى فضيلة الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان - (ج1/ ص 173) [ رقم الفتوى في مصدرها: 96] |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 9 | |||
|
![]() س1 : (من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 10 | |||
|
![]() الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه .
أما بعد : فقد تكرر السؤال من كثير عن حكم الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم ، والقيام له في أثناء ذلك ، وإلقاء السلام عليه ، وغير ذلك مما يفعل في الموالد . والجواب أن يقال : لا يجوز الاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولا غيره ؛ لأن ذلك من البدع المحدثة في الدين ؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يفعله ، ولا خلفاؤه الراشدون ، ولا غيرهم من الصحابة ـ رضوان الله على الجميع ـ ولا التابعون لهم بإحسان في القرون المفضلة ، وهم أعلم الناس بالسنة ، وأكمل حباً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومتابعة لشرعه ممن بعدهم . وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " ، أي : مردود عليه ، وقال في حديث آخر : " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة " . ففي هذين الحديثين تحذير شديد من إحداث البدع والعمل بها . وقد قال الله سبحانه في كتابه المبين : ( ومآ ءاتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) ( سورة الحشر : 7 ) ، وقال عز وجل : ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ) ( سورة النور : 63 ) ، وقال سبحانه : ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً ) ( سورة الأحزاب : 21 ) ، وقال تعالى : ( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم ) ( سورة التوبة : 100 ) ، وقال تعالى : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً ) ( سورة المائدة : 3 ) . والآيات في هذا المعنى كثيرة . وإحداث مثل هذه الموالد يفهم منه : أن الله سبحانه لم يكمل الدين لهذه الأمة ، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يبلغ ما ينبغي للأمة أن تعمل به ، حتى جاء هؤلاء المتأخرون فأحدثوا في شرع الله ما لم يأذن به ، زاعمين : أن ذلك مما يقربهم إلى الله ، وهذا بلا شك فيه خطر عظيم ، واعتراض على الله سبحانه ، وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم ، والله سبحانه قد أكمل لعباده الدين ، وأتم عليهم النعمة . والرسول صلى الله عليه وسلم قد بلغ البلاغ المبين ، ولم يترك طريقاً يوصل إلى الجنة ويباعد من النار إلا بينه للأمة ، كما ثبت في الحديث الصحيح ، عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما بعث الله من نبي إلا كان حقاً عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم ، وينذرهم شر ما يعلمه لهم " رواه مسلم في صحيحه . ومعلوم أن نبينا صلى الله عليه وسلم هو أفضل الأنبياء وخاتمهم ، وأكملهم بلاغاً ونصحاً ، فلو كان الاحتفال بالموالد من الدين الذي يرضاه الله سبحانه لبيَّنه الرسول صلى الله عليه وسلم للأمة ، أو فعله في حياته ، أو فعله أصحابه رضي الله عنهم ، فلما لم يقع شيء من ذلك علم أنه ليس من الإسلام في شيء ، بل هو من المحدثات التي حذر الرسول صلى الله عليه وسلم منها أمته ، كما تقدم ذكر ذلك في الحديثين السابقين .وقد جاء في معناهما أحاديث أُُخر ، مثل قوله صلى الله عليه وسلم في خطبة الجمعة : " أما بعد : فإن خير الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل بدعة ضلالة " رواه الإمام مسلم في صحيحه . والآيات والأحاديث في هذا الباب كثيرة . وقد صرح جماعة من العلماء بإنكار الموالد والتحذير منها ؛ عملاً بالأدلة المذكورة وغيرها . وخالف بعض المتأخرين فأجازها إذا لم تشتمل على شيء من المنكرات ؛ كالغلو في رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكاختلاط النساء بالرجال ، واستعمال آلات الملاهي ، وغير ذلك مما ينكره الشرع المطهر ، وظنوا أنها من البدع الحسنة . والقاعدة الشرعية : رد ما تنازع فيه الناس إلى كتاب الله ، وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم . كما قال الله عز وجل : ( يآأيها الذين ءامنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً ) ( سورة النساء : 59 ) ، وقال تعالى : ( وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله ) ( سورة الشورى : 10 ) . وقد رددنا هذه المسألة ـ وهي الاحتفال بالموالد ـ إلى كتاب الله سبحانه ، فوجدنا يأمرنا باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم فيما جاء به ويحذرنا عما نهى عنه ، ويخبرنا بأن الله سبحانه قد أكمل لهذه الأمة دينها ، وليس هذا الاحتفال مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ، فيكون ليس من الدين الذي أكمله الله لنا وأمرنا باتباع الرسول فيه ، وقد رددنا ذلك ـ أيضاً ـ إلى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم فلم نجد فيها أنه فعله ، ولا أمر به ولا فعله أصحابه رضي الله عنهم ، فعلمنا بذلك أنه ليس من الدين ، بل هو من البدع المحدثة ، ومن التشبه بأهل الكتاب من اليهود والنصارى في أعيادهم . وبذلك يتضح لكل من له أدنى بصيرة ورغبة في الحق وإنصاف في طلبه أن الاحتفال بالموالد ليس من دين الإسلام ، بل هو من البدع المحدثات التي أمر الله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم بتركها والحذر منها . ولا ينبغي للعاقل أن يغتر بكثرة من يفعله من الناس في سائر الأقطار ، فإن الحق لا يعرف بكثرة الفاعلين ، وإنما يعرف بالأدلة الشرعية ، كما قال تعالى عن اليهود والنصارى : ( وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هوداً أو نصارى تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ) ( سورة البقرة : 111 ) ، وقال تعالى : ( وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله ) ( سورة الأنعام : 116 ) . ثم إن غالب هذه الاحتفالات بالموالد مع كونها بدعة لا تخلو من اشتمالها على منكرات أخرى ؛ كاختلاط النساء بالرجال ، واستعمال الأغاني والمعازف ، وشرب المسكرات والمخدرات ، وغير ذلك من الشرور ، وقد يقع فيها ما هو أعظم من ذلك وهو الشرك الأكبر ، وذلك بالغلو في رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو غيره من الأولياء ، ودعائه والاستغاثة به وطلبه المدد ، واعتقاد أنه يعلم الغيب ، ونحو ذلك من الأمور الكفرية التي يتعاطاها الكثير من الناس حين احتفالهم بمولد النبي صلى الله عليه وسلم وغيره ممن يسمونهم بالأولياء . وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إياكم والغلو في الدين ، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين " ، وقال صلى الله عليه وسلم : " لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم إنما أنا عبده ، فقولوا : عبد الله ورسوله " أخرجه البخاري في صحيحه من حديث عمر رضي الله عنه . ومن العجائب والغرائب : أن الكثير من الناس ينشط ويجتهد ي حضور هذه الاحتفالات المبتدعة ، ويدافع عنها ، ويتخلف عما أوجب الله عليه من حضور الجمع والجماعات ، ولا يرفع بذلك رأساً ، ولا يرى أنه أتي منكراً عظيماً ، ولا شك أن ذلك من ضعف الإيمان وقلة البصيرة ، وكثرة ما ران على القلوب من صنوف الذنوب والمعاصي ، نسأل الله العافية لنا ولسائر المسلمين . ومن ذلك : أن بعضهم يظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحضر المولد ؛ ولهذا يقومون له محيين ومرحبين ، وهذا من أعظم الباطل وأقبح الجهل ، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يخرج من قبره قبل يوم القيامة ، ولا يتصل بأحد من الناس ، ولا يحضر اجتماعاتهم ، بل هو مقيم في قبره إلى يوم القيامة ، وروحه في أعلى عليين عند ربه في دار الكرامة ، كما قال الله تعالى في سورة المؤمنون ( 15 ـ 16 ) : ( ثم إنكم بعد ذلك لميتون * ثم إنكم يوم القيامة تبعثون ) . وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أنا أول من ينشق عنه القبر يوم القيامة ، وأنا أول شافع ، وأول مُشَفَّعٍ " عليه من ربه أفضل الصلاة والسلام . فهذه الآية الكريمة والحديث الشريف وما جاء في معناهما من الآيات والأحاديث ، كلها تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم وغيره من الأموات إنما يخرجون من قبورهم يوم القيامة ، وهذا أمر مجمع عليه بين علماء المسلمين ليس فيه نزاع بينهم ، فينبغي لكل مسلم التنبه لهذه الأمور ، والحذر مما أحدثه الجهال وأشباههم من البدع والخرافات التي ما أنزل الله بها من سطان . والله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا به . أما الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي من أفضل القربات ، ومن الأعمال الصالحات ، كما قال تعالى : ( إن الله وملائكته يصلون على النبي يآ أيها الذين ءامنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً ) ( سورة الأحزاب : 56 ) . وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " من صلى عليَّ واحدة صلى الله عليه بها عشراً " ، وهي مشروعة في جميع الأوقات ، ومتأكدة في آخر كل صلاة ، بل واجبة عند جمع من أهل العلم في التشهد الأخير من كل صلاة ، وسنة مؤكدة في مواضع كثيرة ، منها بعد الأذان ، وعند ذكره عليه الصلاة والسلام ، وفي يوم الجمعة وليلتها ، كما دلت على ذلك أحاديث كثيرة . والله المسؤول أن يوفقنا وسائر المسلمين للفقه في دينه والثبات عليه ، وأن يمن على الجميع بلزوم السنة والحذر من البدعة ، إنه جواد كريم . وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، وآله وصحبه . رسالة " حكم الاحتفال بالمولد النبوي " الشيخ الإمام عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 11 | |||
|
![]() للمزيد من الأحكام حول المولد إليكم هذا الرابط |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 12 | ||||
|
![]() اقتباس:
طبعي أني أحب المناقشة المبنية على قرع الدليل بالدليل، و إسقاط ما ظن انه برهان بالبرهان، و دحض الحجة بالحجة، و لا أحب المناقشات العارية عن ذكر الأدلة و البراهين. لهذا أنصحك أخي بأن تكثر من ذكر الأدلة على صحة كلامك و إذا تعذر عليك إيجاد الدليل فعلم أن كلامك غير صحيح. رددت معنى قولي (ان احدا لن يستطيع ان يكون مثل الصحابة ) بقولك (هذا لا أساس له من الصحة) أقول لك أخي إن هذا ليس قولي و إنما هو قول رسولنا الكريم و هو الذي شهد للصحابة بالخيرية المطلقة ففي الصحيح قوله صلى الله عليه و على آله و سلم (خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم) و قوله (الناس) الألف و اللام للجنس اي يراد بها الشمول و العموم فهم خير الناس بعد مبعث رسول الله صلى الله عليه و على آله و سلم. وروى أحمد في مسنده عن أبي رهرية رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه و على آله و سلم اي الناس خير؟؟ قال: (أنا و من معي) قيل له ثم من قال الذين على الأثر قيل له ثم من قال الذين على الأثر قيل له ثم من فرفضهم . أو كما قال رسول الله صلى الله عليه و على آله و سلم. فهم خير القرون و أفضل القرون بالنص و الإجماع. إلا الروافض قبح الله وجوهم فهم يطعنون في الصحابة و يقولون أشر القرون قرنهم--- قاتل الله الروافض أينما كانوا--- و قولك أخي (الا انهم بشر يصيبون و يخطؤن و هم ليسو معصومين ) كلام صحيح في آحاد الصحابة و لكن في عموم الصحابة فخطأ و ذلك أن أجماع الصحابة حجة قطعية و لا يجوز خلاف ما اجمع عليه الصحابة لقوله صلى الله عليه و على آله و سلم (لا تجتمع أمتى على ضلالة) و المراد بأمته هنا الصحابة و السلف كما قاله شراح الحديث. و قال تعالى (و من يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى و يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى و نصلهم جهنم )الآية، و بهذه الآية استدل الشافعي رحمه الله على أن الإجماع و بخصوص إجماع الصحابة حجة قطعية لقوله تعالى (و يتبع غير سبيل المؤمنين). و هم أجمعوا على ترك هذا الاحتفال. ثم قد صدقت أخي في قولك (إلا أنهم بشر يصيبون و يخطئون) لكن وجب تقييده بأحادهم لا بعمومهم، لأن عموم و أجماع الصحابة حجة، و لكن إذا كان هذا في حق آحاد الصحابة فمن هو دونهم و من يأتي بعدهم فوصفه بهذه الصفات أولى و آكد، فتعارض قول صحابي و قول غيره و كلاهما موصوف بهذه الصففة اي قولك (بشر يصيبون و يخطئون) فالواجب شرعا اتباع الصحابي و ترك قول غيره لقوله صلى الله عليه و على أله و سلم (عليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشديين المهديين من بعدي) ثم مما قرره العلماء و شهد به التاريخ أن اختلاف الصحابة في مسألة ما لا يبد أن يكون الحق موجود في عصرهم ثم إذا اختلفوا هم في مسألة ما لا قولين فإحداث قول ثالثت في تلك المسألة بعدهم بدعة و ضلالة كما قاله غير واحد من العلماء. و هذا فيما اختلف فيه الصحابة، فكيف الحال مع ما اجمعوا عليه، فمخالفة اختلافهم بإحداث قول زائد عن قولهم بدعة و ضلالة و مخالفة إجماعهم اشر و و أعظم ضلالة. و بعد معرفتك لكل هذا تعلم علم يقين: أن أحاد الصحابة ليسوا معصومين لكن لا بد أن يكون الحق في عصرهم مع اختلاففهم ، و لكن إجماعهم معصوم و هو حجة قطعية و قد أجمعوا على ترك الاتحفال بالمولد و لو كان خيرا لسبقونا إليه. قولك (( و ان لم يفعو شيأ ليس انه حرام و او بدعة ان عملناه فلم يركبو السيارة و لا الطائرة و لم يضو الساعة في ايديهم هل هذه بدع محدثة ستقول لي انها ليست من امور الدين)) قد خصمت نفسك بنفسك فلا تخلط هذا بذاك، ثم قولك (( و ان لم يفعو شيأ ليس انه حرام و او بدعة)) هذه المقولة ساقطة تالفة ليس لها مقدار قلامة في ميزان الصحة، فكل مالم يفعله الصحابة و تركوه من أمور العبادة و التقرب مع قيام و وجود مقتضى الفعل، و لكنهم تركوه، فدل هذا على أن تركهم كان تركا مقصودا، فإحداث ما تعمدوا تركه بدعة و ضلالة. و قد دل على هذا أدلة كثيرة. قولك (و من قال لك انه لا يصح اسلامك الا اذا احتفلت بمولده صلى الله عليه وسلم )) إذا قيل بمثل هذه المقولة فقائلها اكيد قد جن أو اصابه حظ وافر من دولة العبيدية الباطنية الملحدة. و قولك (و لكن اذا كنت تحبه ستحب كل ما يذكرك به) أسألك: هل نحن اشد حبا لرسولنا الكريم من الصحابة أم هم ا؟ إذا قلت نحن اشد حبا له منهم، فأنت على خطر عظيم. وإن قلت هم اشد حبا له منا - و هو الواجب قوله - أقول لك: هم على شدة حبهم لنبينا، احتفلوا بمولده ام لا؟ إن قلت احتفلوا فأنت جاهل بالتاريخ و جهلك جهل مركب. و إن قلت لم يحتفلوا - و هو الواجب قوله. اقول لك هم اشد حبا لنبينا و أحرص الناس على اتباعه و اتباع هديه و قد تركوا هذا الاحتفال؟؟ أفلا يسعنا ما وسعهم؟؟ فإن قلت يسعنا ما يسعهم، - و هو الواجب قوله - أقول لك إذا فترك ما تركوا و ابتعد عما ابتعدوا و منه الاحتفال المزعوم. و إن قلت لا يسعني ما وسعهم، أقول لك لا وسع الله على من لم يسعه ما وسع الصحابة رضي الله عنهم أجمعين.. أخوك صالح......................... |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 13 | |||
|
![]() اخي العزيز فارس هذه الفتاوي لا تعني الا الوهابية و لا تعنينا بأي شكل من الاشكال فمذهبهم العقدي و الفقهي مختلف عنا وما يعنينا هو فتاوي مشايخنا مثل الشيخ بالكبير و غيره من علماء الجزائر |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 14 | ||||
|
![]() اقتباس:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين أمّا بعد: فقد قرر أهل السنة والجماعة أنّ العبادة لا تقع صحيحة ولا مقبولة إلاّ إذا قامت على أصلين عظيمين: أولهما: عبادة الله وحده لا شريك له، أي أن تكون العبادة خالصة لله تعالى من شوائب الشرك إذ كلّ عبادة خالطها شرك أبطلها قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلىَ الذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرِينَ، بَلِ اللهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ﴾(الزمر ٦٥-٦٦)، وقال تعالى: ﴿وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾(الأنعام ٨٨). كما أنّ الأصل يقتضي أن يكون الله سبحانه وتعالى هو الوحيد المشرّع لها قال تعالى: ﴿أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللهُ﴾(الشورى ٢١) وقال تعالى: ﴿ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلاَ تَتَبِعْ أَهْوَاءَ الذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ﴾(الجاثية ١٨)، وقال سبحانه عن نبيه: ﴿قُلْ مَا كُنتُ بِدْعاً مِّنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلاَ بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ﴾(الأحقاف ٩)، ومعنى ذلك أنّ العبادة التي شرعها الله تعالى توقيفية في هيئتها وعددها ومواقيتها ومقاديرها لا يجوز تعديها وتجاوزها بحال ولا مجال للرأي فيها، قال تعالى: ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرُ﴾(هود ١١٢). ثانيها: عبادة الله بما شرع على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم، ويظهر من هذا الأصل أنّ النبي صلى الله عليه وسلم هو المبلّغ الوحيد عن الله تعالى والمبيّن لشريعته قولا وفعلا، أي هو القدوة في العبادة، ولا يقضى بصلاح العبادة وصوابها إلاّ إذا قيّدت بالسنة والإخلاص قال تعالى: ﴿فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً﴾(الكهف ١١٠). وقد أمر الله تعالى بطاعته، وجعل طاعته من طاعة الله، قال تعالى: ﴿مَن يُّطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ﴾(النساء ٨٠)، وقال تعالى: ﴿وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا﴾(الحشر ٧)، وقال تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كَانَ يَرْجُو اللهَ وَاليَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيراً﴾(الأحزاب ٢١)، وقال صلى الله عليه وسلم: (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو ردّ)(١- أخرجه مسلم في الأقضية(٤٥٩٠)، وأحمد(٢٥٨٧٠)، والدارقطني في سننه(٤٥٩٣)، من حديث عائشة رضي الله عنها). ولقد بين النبي صلى الله عليه وسلم هذا الدين وأدّى واجب التبليغ خير أداء، وقد امتثل لأمر ربه في قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ﴾(المائدة ٣)،وقام به أتمّ قيام وقد أتمّ الله به هذا الدين فلا ينقصه أبدا ورضيه فلا يسخطه أبدا، قال تعالى: ﴿اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً﴾(المائدة ٣) فكملت الشريعة واستغنت عن زيادة المبتدعين واستدراكات المستدركين قال صلى الله عليه وسلم: (وأيم الله لقد تركتم على مثل البيضاء ليلها ونهارها سواء)(٢- أخرجه ابن ماجة في المقدمة(٥)، من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه، وحسنه الألباني في صحيح الجامع(٩)، وفي السلسلة الصحيحة(٦٨٨))، وقد شهدت له أمّته بإبلاغ الرسالة وأداء الأمانة، واستنطقهم بذلك في أعظم المحافل في خطبته يوم حجة الوداع، وقد سار على هديه الشريف أهل الإيمان من سلفنا الصالح من الصحابة والذين اتبعوهم بإحسان غير مبدلين ولا مغيرين سالكين السبيل المستقيم فمن جانبه وحاد عنه ساء مصيره، قال تعالى: ﴿وَمَن يُّشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ نُوَلِهِ مَا تَوَلَى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً﴾(النساء ١١٥). وتفريعا على ما تقدم فإنّ الاحتفال بالمولد النبوي الذي أحدثه بعض الناس إمّا مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى عليه السلام، وإمّا محبة للنبي صلى الله عليه وسلم وتعظيما له يعتبر من البدع المحدثة في الدين التي حذّر الشرع منها، لأنّ هذا العمل ليس له أصل في الكتاب والسنة، ولم يتخذ النبي صلى الله عليه وسلم موالد لمن قبله من الأنبياء والصالحين، ولم يؤثر عن الصحابة والتابعين إحياء مثل هذه الموالد والاحتفال بها، أي: لم ينقل عن أهل القرون المفضلة إقامة هذا العمل، وإنّما حدث ذلك في دولة بني عبيد، المتسمّين بالفاطميين، وأنّ أول من أحدث المعز لدين الله سنة (٣٦٢ﻫ) بالقاهرة، واستمر الاحتفال به إلى أن ألغاه الأفضل أبو القاسم أمير الجيوش ابن بدر الجمالي، ووزير الخليفة المستعلي بالله، سنة (٤٩٠ﻫ)(٣- انظر الإبداع لعلي محفوظ (١٢٦)، "المواعظ والاعتبار" للمقريزي١/٤٣٢-٤٣٣)، "القول الفصل في حكم الاحتفال بولد خير الرسل" صلى الله عليه وسلم، لإسماعيل الأنصاري٦٨)). ومعنى ذلك أنّ هذه الموالد لم تعرف عند المسلمين قبل القرن الرابع الهجري، ولم يفعله السلف مع قيام المقتضي له، وانتفاء المانع، ولو كان هذا خيرا محضا أو راجحا لكان السلف رضي الله عنهم أحقّ به منّا، فإنّهم كانوا أشدّ محبة لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيما له منّا، وهم على الخير أحرص، كما صرح بذلك شيخ الإسلام في "الاقتضاء"(٤- "اقتضاء الصراط المستقيم" لابن تيمية٢/١٢٣))، علما أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الرّاشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ)(٥- أخرجه أبو داود في «السنة»: (4607)، والترمذي في «العلم»: (2891)، وابن ماجة في «المقدمة»: (44)، وأحمد: (17606)، من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه. وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة(936).)، والمهديون من الخلفاء لم يفعلوا هذا العمل. هذا وكعادة أهل الأهواء التمسك بالشبهات يلبسّونها على العوام وسائر من سار على طريقتهم، ومن جملة الشبهات والتعليلات استنادهم إلى قوله تعالى: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾(يونس:58)، على أنّ في الآية أمرا بالفرح بمولده صلى الله عليه وآله وسلم والاحتفال به، وجاء تأييدهم لذلك بما ورد في صحيح مسلم: أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سئل عن صوم الاثنين؟ فقال: (فيه ولدت، وفيه أنزل عليّ)(٦- أخرجه مسلم في الصيام(٢٨٠٧)، وأبو داود في الصوم(٢٤٢٨)، وأحمد(٢٣٢١٥)، من حديث أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه)، ووجهه يدلّ على شرف ولادته صلى الله عليه وآله وسلم ويفيد شرعية الاحتفال بمولده، لأنّ الغرض من إقامة مولده صلى الله عليه وآله وسلم هو شكر الله على نعمة إيجاده، وشكر الله تعالى عليه بإقامة الولائم وإطعام الطعام والتوسعة على الفقراء، فضلا عن أعمال البر الأخرى النافعة كالاجتماع على قراءة القرآن وتلاوته والذكر والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وسماع شمائله الشريفة وقراءة سيرته العطرة كل ذلك محمود غير محظور بل مطلوب، لذلك حثّ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم على صوم عاشوراء شكرا لله على نجاة موسى ومن معه فإنّ ذلك كلّه يستفاد منه شرعية الاحتفال بالمولد ويعكس-حال الاجتماع عليها- محبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيمه، ويذهب بعضهم إلى أنّ أعياد الميلاد من عادات أهل الكتاب، والعادة إذا تفشت عند المسلمين أصبحت من عاداتهم، والبدعة لا تلج العادات وإنّما تدخل في العبادات. ولا يخفى أنّ تفسير«فضل الله ورحمته» على مولده صلى الله عليه وآله وسلم لا يشهد له أيّ تفسير، وهو مخالف لما فسّرها الصحابة الكرام والأئمة الأعلام، وقد جاء عنهم أنّ المراد بفضل الله القرآن، ورحمته الإسلام، وبهذا قال ابن عباس وأبو سعيد الخدري رضي الله عنهم، وعنهما أيضا: فضل الله القرآن ورحمته أن يجعلكم من أهله، وقيل العكس(٧- تفسير القرطبي(٨/٢٥٣)، تفسير ابن كثير(٢/٤٠٢/٤٠٣)) فالحاصل أنّ الله تعالى لم يأمر عباده بتخصيص ليلة المولد بالفرح والاحتفال، وإنّما أمرهم أن يفرحوا بالإسلام وهو دين الحق الذي أنزل على نبيه صلى الله عليه وآله وسلم ويدلّ عليه قوله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾(الأنبياء 107)، وفي صحيح مسلم: (إنّي لم أبعث لعانا، وإنّما بعثت رحمة(٨- أخرجه مسلم في البر والآداب والصلة(٦٧٧٨)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه))(٩- حوار المالكي لابن منيع٨٥)). أمّا شبهتهم بالحديث فغاية ما يدلّ عليه الترغيب في الصيام يوم الاثنين وقد اكتفى به، وما كفى النبي صلى الله عليه وآله وسلم يكفي أمّته، وما يسعه وسعها. ولذلك كان شكر الله على نعمة ولادته بنوع ما شكر به صلى الله عليه وآله وسلم إنّما يكون في هذا المعنى المشروع. وليس لليوم الثاني عشر من ربيع الأول -إن صحّ أنّه مولده- من ميزة دون الأيام الأخرى، لأنّه لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنّه خصصه بالصيام أو بأي عمل آخر ولا فعله أهل القرون المفضلة من بعده، فدلّ ذلك على أنّه ليس له من فضل على غيره من الأيام. والتوسعة على الفقراء بإطعام الطعام وغيرها من أفعال البر والإحسان إن وقعت على الوجه الشرعي فهي من أعظم القربات والطاعات، لكن تخصيصها على الوجه الذي لا يثبت إلاّ بنص شرعي، إذا انتفى تنتفي المشروعية. أمّا الدروس والعبر والعظات وتلاوة القرآن والذكر والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقراءة سيرته وغيرها إنّما تشرع كلّ وقت وفي كلّ مكان من غير تخصيص كالمساجد والمدارس والمجالس العامة والخاصة. وأمّا عاشوراء الذي حثّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم على صيامه شكرا لله على نجاة موسى ومن معه فإنّما كان امتثالا لأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وطاعة له وهو شكر لله على تأييده للحق على الباطل، لكن ليس فيه دليل لا من قريب ولا من بعيد على إقامة الموالد والاجتماع إليها وإحداث المواسم الدينية لربط الأزمنة بالأحداث -زعموا- فتعدد الأعياد وتكثر المناسبات، وإنمّا التوجيه النبوي لأمّته يتمثل في صيام عاشوراء شكرا لله تعالى. ثمّ إنّ الاحتفال بعيد ميلاد عيسى عليه السلام ليس من عادات الكفار، وإنّما هو من عباداتهم، كما أفصح عن ذلك ابن القيم بقوله: <من خصّ الأمكنة والأزمنة من عنده بعبادات، لأجل هذا، كان من جنس أهل الكتاب الذين جعلوا زمان أحوال المسيح مواسم وعبادات، كيوم ميلاده، ويوم التعميد(١٠- التعميد أو المعمودية عند النصارى: أن يغمس القَسُّ الطفل في الماء باسم الأب والابن وروح القدس، ويتلو عليه بعض فِقَرٍ من الإنجيل، تعبيرا عن تطهير النفس من الخطايا والذنوب، وهو آية التنصير عندهم، (انظر: "المعجم الوسيط"(٢/٦٢٦)، "المسيحية" لأحمد شبلي٣٠/١٦٨-١٦٩)))، وغير ذلك من أحواله>(١١- "زاد المعاد" لابن القيم١/٥٩)). وإذا سلمنا -جدلا- أنّه من عاداتهم، فقد نهينا عن التّشبه بأهل الكتاب، وتقليدهم، سواء في أعيادهم أو في غيرها. ومعلوم أنّ المشابهة إذا كانت في أمور دنيوية فإنّها تورّث المحبة والموالاة، فكيف بالمشابهة في أمور دينية؟ فإنّ إفضاءها إلى نوع من الموالاة أكثر وأشدّ، والمحبة والموالاة لهم تنافي الإيمان، كما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-(١٢- "اقتضاء الصراط المستقيم": (١/٥٥٠)). وليس من محبته صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيمه ارتكاب البدع التي حذّر منها، وأخبر أنّها شر وضلالة، وقد كان الصحابة الكرام رضي الله عنهم أشدّ محبة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيما له منّا، وأحرص على الخير ممّن جاء بعدهم، وأسبق إليه من غيرهم، وكانوا أعلم الناس بما يصلح له النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلو كان في إقامة مولده صلى الله وعليه وآله وسلم والاحتفال به واتخاذه عيدا أدنى فضل ومحبة له وتعظيم له صلى الله عليه وآله وسلم لكانوا رضي الله عنهم أسرع الناس إليه وأحرصهم على إقامته والاحتفال به، لكن لم ينقل عنهم ذلك وإنّما أثر عنهم هو ما عرفوه من الحق من محبته وتعظيمه بالإيمان به وطاعته واتباع هديه والتمسك بسنته ونشر ما دعا إليه، والجهاد على ذلك بالقلب واللسان، وتقديم محبته صلى الله عليه وآله وسلم على النفس والأهل والمال والولد والناس أجمعين(١٣- الاقتضاء لابن تيمية٢/١٣٢)). قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: <كلّ ما لم يسنه ولا استحبه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولا أحد من هؤلاء الذين يقتدي بهم المسلمون في دينهم، فإنّه يكون من البدع المنكرات، ولا يقول أحد في مثل هذا إنّه بدعة حسنة>(١٤- مجموع الفتاوى لابن تيمية٢٧/١٥٢)). هذا، وأخيرا فإنّنا نحمد الله تعالى على نعمة ولادة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلى نعمة النبوة والرسالة فأنزل عليه القرآن وأتمّ به الإسلام، وبيّنه أتمّ البيان، وبلّغه على التمام، وبهذا نفرح ونبتهج من غير غلو ولا إطراء ونستلهم العبر والعظات من سيرته العطرة ومن شمائله الشريفة وسائر مواقفه المشرفة في ميادين الجهاد والتعليم، ونحرص على اتباع هديه صلى الله عليه وآله وسلم والتمسك بسنته على ما مضى عليه سلفنا الصالح رحمهم الله تعالى. ونسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه، والباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه، ولا يجعله متلبسا علينا فنضل، ولا يجعل في قلوبنا غلاّ للذين آمنوا إنّه رؤوف رحيم. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلم تسليما. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 15 | |||
|
![]() الاحتفال بمولد النبي برهان على حبه و العكس صحيح |
|||
![]() |
![]() |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc