أيّ شريعة وأيّ دين يبيحان قتل آلاف المُسلمين المُوحدين المصلّين لأجل إزاحة حاكم ظالم فاجر ؟! - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم النوازل و المناسبات الاسلامية .. > قسم التحذير من التطرف و الخروج عن منهج أهل السنة

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

أيّ شريعة وأيّ دين يبيحان قتل آلاف المُسلمين المُوحدين المصلّين لأجل إزاحة حاكم ظالم فاجر ؟!

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-04-10, 21:17   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
التوحيد الخالص
عضو محترف
 
الصورة الرمزية التوحيد الخالص
 

 

 
إحصائية العضو










B8 أيّ شريعة وأيّ دين يبيحان قتل آلاف المُسلمين المُوحدين المصلّين لأجل إزاحة حاكم ظالم فاجر ؟!

قال ابن القيّم رحمه الله تعالى: ((فإنّ الشريعة مبناها وأساسها على الحكَم، ومصالح العباد في المعاش والمعاد، وهي عدلٌ كلّها، ومصالحُ كلّها، وحكمة كلّها، فكلّ مسألة خرجت عن العدل إلى الجور، وعن الرحمة إلى ضدّها، وعن المصلحة إلى المفسدة، وعن الحكمة إلى العبث، فليست من الشّريعة، وإن أُدخلت فيها بالتّأويل)) (إعلام الموقّعين 3/14)

الدّينُ الإسلاميُّ دينٌ كاملٌ من كلّ جوانبه، شاملٌ لكلّ جوانب الحياة، كلّ زمان وكلّ مكان صالحين لتطبيق شرعه وانتهاج منهجه.
وإنّ من أصول ديننا الحنيف اعتبار المصالح في كلّ التكاليف والتشريعات، وفي جميع الأحوال والمستجدّات، الكلّيات منها والجزئيات، الحاجيات منها والكماليات.
وإنّه من المقرّر عند علماء الأصول أنّه ليس في الدّنيا مصالح خالصة ولا مفاسد خالصة وإنّما هناك مصالح راجحة ومفاسد راجحة.
وإنّ من البدهيات -التي تكادُ لا تحتاجُ إلى دليل لظهورها وجلائها
- أنّ ديننا مبنيٌّ على المصالح في جلبها وتكثيرها والدرء للمفاسد وتقليلها. وأنّهُ يرجّحُ خيرُ الخيرين ويُدفعُ شرُّ الشرّين، وتُحصّلُ أعظم المصلحتين بتفويت أدناهما، وتُدفعُ أعظم المفسدتين باحتمال أدناهما.
بل غير ديننا -كذلك- من الشرائع السماوية كلّها انبنت على جلب مهمّات المصالح للعباد ودرء القبائح عنهم. ولكنّ شريعتنا اختصّت من بين كلّ تلك الشرائع أنّها استجمعت مهمّات المصالح وتتمّاتها كما أشار إلى ذلك الزركشيُّ في البحر المحيط (4/ 111-112).

بل حتى الشرائع الوضعية التي وضع أسُسَها البشرُ لأنفسهم إنّما بنوها على تقديم المصالح التي رأوها مصالح وتأخير المفاسد التي رأوها مفاسد، بدأً من شريعة حمورابي ووصولاً إلى ياسق جنكيز خان وانتهاءً عند القانون الفرنسي أو الانجليزي.

فالسؤال الذي يطرحُ نفسهُ هذه الأيّام هو: في أيّ شريعة وفي أيّ دين أفتى من أفتى بجواز -بله وجوب- الخروج على حكّام الدول العربية اليوم ؟!

وفي أيّ شريعة وفي أيّ دين يكون قطعُ السُبُل وتيتيمُ الأطفال وترميلُ النّساء وتعطيلُ الإدارات وغلقُ المدارس والمستشفيات وتدميرُ البنايات وهدمُ المنشئات وحرقُ المصانع والمؤسسات من الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر ؟!

وأيّ شريعة وأيّ دين يبيحان قتل آلاف المُسلمين المُوحدين المصلّين لأجل إزاحة حاكم ظالم فاجر ؟! أو لأجل استرجاع الخلافة وتحكيم الشريعة الإسلامية ؟! فكيف يكون الحال إذا كان هذا التقتيل والتدمير والتفجير لأجل ما يضادُّ ذلك وهو الديموقراطية ؟! أو لأجل تحصيل مطامع ومكاسب بترولية دنيوية ؟!

لو أنّ جماعة من النّاس تركوا ما أوجب الله عليهم من الصبر على جور حكّامهم فخرجوا عليهم بالسلاح والمظاهرات لإزاحتهم وإسقاط أنظمتهم وتنصيب رجالاً من خيار المسلمين، بل من أئمّتهم في الدّين ومن سادات المتّقين ومن العابدين الزاهدين، وكان ذلك عن طريق ما نراهُ ونُشاهدهُ اليوم على القنوات الإخبارية لكان ذلك من الخروج عن العدل إلى الجور وعن الرحمة إلى ضدّها وعن المصلحة إلى المفسدة وعن الحكمة إلى العبث، ولا يجوز بحال نسبة هذا الهرج والمرج وهذه الفوضى إلى دين الله العظيم وإلى شريعته الغرّاء.

ألا فليعلم النّاس أجمعين، حكّاماً ومحكومين، عربهم وعجمهم، مسلمهم وكافرهم، انّ السلفيين ليسوا أصحاب فوضى ولا يطمعون في الكراسي، وليسوا أصحاب انتخابات ومزاحمة في المجالس والبرلمانات، وليسوا أصحاب اعتصامات ولا مظاهرات، وليسوا ممّن يلعقون أحذية الحكّام والرؤساء لنيل رضاهم والظفر ببعض الدّراهم، ثمّ يطعنونهم في ظهورهم إرضاءً للغوغاء.

كلا، وليسوا ممّن ينعقون بتكفير الحكّام وسبّهم على المنابر، وليسوا ممّن يهيّجون الشعوب على رؤسائهم وملوكهم بينما ينعمون هم بين أهليهم وأزواجهم !

كلا، وليست الدُّنيا أكبر همّهم ولا السياسة مبلغ علمهم.

ولكنّ همّهم الأكيد نشر السنّة والتوحيد، والأخلاق الفاضلة الحميدة، ومحاربة البدعة والشرك والأخلاق الماجنة الذّميمة.

ألا فليعي هذا جميعُ النّاس -حكّاماً ومحكومين- حتى لا يأتي عليهم زمانٌ يقولون فيه -كما قال بعضهم لمّا أدركه الغرق-: (يا ليتنا لم نضيّق على هذا الفكر ولم نحاربه) !!

رزقني الله وإيّاكم الفقه في الدّين فإنّه ((من يرد الله به خيرا يفقّههُ في الدّين)) ورزقني الله وإيّاكم الصبر واليقين فبهما -والله- تُنالُ الإمامة في الدين كما قال الله ربّ العالمين: ((وجعلنا منهم أئمّة يهدون بأمرنا لمّا صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون)).









 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
اله المستعان


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 23:31

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc