![]() |
|
قسم القصة ، الرّواية والمقامات الأدبية قسمٌ مُخصّصٌ لإبداعات الأعضاء في كتابة القصص والرّوايات والمقامات الأدبية. |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() اكتملت آخر ليالي الشتاء ، و مع هذا الإكتمال انطوت آخر صفحة عبوس من صفحات هذا الفصل المطير ، و بدأ الدفء يدب في الأرجاء و بدأت الحركات الخافتة تنبعث من تحت الأرض ، و من داخل الشرنقات المتجمدة ، و من داخل المغارات المظلمة و المتوارية تحت طبقات التراب ، ها هو الربيع يندفع بقوة و حماس جنوني ليطيح بصمود الشتاء ، و ليبسط على الأرض سحره ، و ها هو الحبور ينفجر من براعم النباتات زهورا مختلفة الألوان، و ها هو السكون يبين عن فوضى كبيرة من الموسيقى و الزقزقات و التغاريد و الخرير ،إنها قوة الأرض الساكنة تنفجر بما يعدل ملايير القنابل النووية و لكن من أجل صقل وجه الأرض بالحياة لا لتدميره . اعتدت و أنا ابن الريف أن أرى أمام البيت بركة من الماء الراكد خلفتها مياه الشتاء ، و لطالما وطـأتها خطأ بقدمي خلال ظلمة الليل ، و طالما شربت منها الخراف و النعاج في عقب رجوعها من رحلة الرعي ، و طالما استحمت فيها الكلاب الشاردة و بعدها القطط الهزيلة ، اليوم نقص مستوى الماء من البركة ،و لم يتبق منه إلا قطرات قليلة تتفرق هنا و هناك ، و سيطر على أرجائها طبقة باهتة من الوحل و الطين ، فجأة لمحت طيرا أسمر يحوم في خفة حول البركة، يحط و يطير مسرعا حاملا في منقاره كومة من طين الأرض ، نعم يا صديقي إنه طائر السنونو ، ذو المنقار الأصفر و الصدر الأبيض المتوج بهالة بنية تشبه الحناء ، الطائر الرشيق ذو الأجنحة السمراء و الذيل القصير ..... تتبعته و هو يطير في السماء ثم يحط قريبا في بيت الجيران ، و لكنه قبل أن يحط حام طويلا و في اتجاهات كثيرة،و عبثا حاول أن يستقر و لكنه سرعان ما ارتفع من جديد و كأن شيئا يمنعه أو يخيفه . حط بعد عناء فوق أعلى السور و من هناك أنشج في تغريدة غامضة تشبه البكاء الحزين ، لم يتوقف عن تغريده الحزين لفترة طويلة و كانت كومة الطين لا تزال بمنقاره لا تفارقه ، بينما انظم إليه فوق السور سنونو آخر اتضح لي بعدها أنهما زوج يبحث عن مكان ملائم يصلح لبناء عش الزوجية و هناك دفعني العجب للتساؤل : ما سر هذا السنونو الحزين ؟ ما سر هذا الخطاف و ما يبكيه ؟ تقدمت بخطوات يدفعها الفضول إلى بهو الجيران و هناك ألقيت نظرة فرأيت على حائط البهو هالة بنية من الوحل، و على الأرض آثار لعش مهدوم ، فهمت من توي ما حدث فقد قام أصحاب البيت مستعينين بعصا طويلة بهدم العش الطيني و اسقاطه أرضا ، و هذا لطرده بعيدا عنهم .... صار فؤادي مكلوما من فرط وجدي على الخطاف الحزين و تساءلت من جديد : لماذا يهدم كثير من الناس أعشاش السنونو ؟ لماذا يزعجونها و هي الضعيفة الرشيقة ذات الوجود المهظوم ؟ ... هل يقبل أحد من الناس أن يهدم بيته ظلما ؟؟ .... في اليوم الموالي و قبل أن أجد لسؤالي جوابا لفت انتباهي أن زوج السنونو شرع في بناء عشه في بهو بيتنا ..... هناك احتوتني سعادة غامرة لا تصفها الشفاه فهممت بالكتابة .
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 2 | |||
|
![]() ررروعة أخي تسلمممم ايديك خويا لعزيز ![]() ![]() ![]() |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3 | |||
|
![]()
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته :
- شكرا على ردك اخي و لكن القصة التي كتبتها هي قصة حزينة لا تحتمل الضحك ، هي بمثابة تجريد حقيقي لمأساة الذات و الوطن ، أتعذب كثيرا حين يسطو الظلم على رغائب البشر و طموحاتهم ، البشر الضعفاء المسحوقون الذين لا يملكون دفعا للواقع .... شكرا على تفاعلك على كل حال و في انتظار ردود البقية تحية من سنونو حزين |
|||
![]() |
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الحزين, السنونو |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc