انتشرت مؤخرا في هدا المنتدى مواضيع مهاجمة للثورات العربية والمساندة العمياء لانظمة الحكم الفاسدة السائدة في الوطن العربي لدرجة الرضا بالفساد كبديل للحرية والتحرر لا بل الامر تعدى دلك الى الشماتة بما يحدث من اضطرابات وانفلات امني في دول الربيع العربي وسلسلة الاغتيالات التي تعيشها تلك الدول المغلوبة على امرها. حيث اصبح الناس يرددون حرفيا ما تتناقله وسائل الاعلام التضليلي التابع لانظمة الحكم والتي لا تعترف بحرية التعبير وحق الشعوب في الاطلاع عما يحدث في وطنهم . لدا اقول لهم ماهو دنب ثورات الربيع العربي ادا قامت في زمن الدل والخنوع والتصفيق للعبودية.
لقد عرف التاريخ عدة ثورات شعبية وحركات تحررية انتهت بفوز ارادة الشعوب وقمع الظلم واسقاط الانظمة الفاسدة ادكر على سبيل المثال ا لثورة الفرنسية التي انتهت باقامة نظام جمهوري وتكريس مبادىء نظرية العقد الاجتماعي والثورة الفلبينية التي نجحت في ابعاد الرئيس عن السلطة بعد تزويره للانتخابات الرئاسية سنة 86. وثورة ايران وثورة الارجنتين حيث نجح الشعب في الاطاحة بالحكم العسكري و...و...و..وغيرها من الثورات التي نجحت في تغيير المشهد السياسي.
فادا كان كل هؤلاء نجحو في رفع الظلم ومحاربة الفساد لمادا نحكم مسبقا على ثورات الربيع العربي بالفشل ونحول الربيع لخريف؟؟؟؟ هل لاننا لا نؤمن بحق الشعوب في ان تحيا بكرامة ام لاننا تعودنا على قيود الظلم والعبودية ولا نستطيع العيش بدونها؟؟؟ فمهما اختلفت اسباب الثورات وظروفها ومكانها الا انه لا احد يستطيع تجريدها من مفهومها الاصلي وهو انقلاب الشعوب ضد انظمة الحكم الطاغية التي لا تعمل على تحقيق طموح الشعوب وتلبية حاجياته الاساسية وتحقيق العدالة الاجتماعية ..لدلك ارى بان نجاح الثورات او فشلها لا نقيسه بالزمان ولا بعدد الشهداء انما يقاس بمدى صمود الثوار وايمانهم بمبادىء ثورتهم والتمسك باهدافها المتمثلة في الاطاحة بالفساد.حتى تحقيق الهدف .
وما نراه في دول الربيع العربي هو اصرارهم على التغيير الجدري للنظام ولو كلفهم دلك حياتهم .كما هو الحال في مصر وسوريا وتونس ان دل على شيء انما يدل على نجاح الثورة وايمان الثوار بالاهداف التي قاموا من اجلها فادا كان البعض يرى في ثورات الربيع العربي مجرد حرب عصابات فاشلة فالاحداث الغامضة حاليا متاكدة من انها ستصنع التاريخ في المستقبل .مهما حاولت وسائل الاعلام تضليل الاحداث ومهما نجحت الانظمة الفاسدة في تجهيل العقول والاستمرار في استعمال الاساليب المضادة للثورات والمتمثل في الترهيب والتخويف من عواقب الثورات واجبار الشعوب على الخضوع للامر الواقع و تعطيل العقول لدرجة غرق هؤلاءفي البحث عن تبريرات وهمية لعبوديتهم وتصفيقهم للظلم..الا ان الثورات العربية نجحت الى حد بعيد في تغيير المشهد السياسي في الساحة العربية كما نجحت في اجبار الدول الغربية والولايات المتحدة الامريكية على تغيير سياستها الخارجية تجاه دول الوطن العربي وخاصة دول الربيع العربي محاولة منهم ركب موجات التغيير التي قد تعصف بمصالحها في المنطقة...ويكفي اعترافها بالتيارات الاسلامية ولو كان دلك نفاقا منها ..للحفاظ على اهدافها الاستراتيجية في المنطقة..بالاضافة الى وصول الاسلاميين للحكم .حتى لو كانت تواجههم مشاكل الانقسامات والتفرق بسبب سياسة الغرب واعداء الاسلام. ويكفي ان نشاهد امتلاء مساجد تونس بالمصلين وارتداء بنات تونس للحجاب حتى نحكم على ثورة تونس بالنجاح ويكفي اطاحتهم بالنظام البوليسي لنقول بان ثورة تونس كانت ناجحة ونفس الشيء بالنسبة للمصريين يكفيهم وصول الاسلاميين للسلطة والاطاحة بالنظام الموالي لاسرائيل والقمعي ورمي عائلة مبارك وراء القضبان...اما في سوريا فيكفي توحد شبابها والتفافهم حول راية التوحيد وتحويل الثورة الى جهاد في سبيل اعلاء كلمة التوحيد والقضاء على النظام النصيري الكافر ولو تأخر النصر فهو آآآآت لا محالة.
وان كان الكثير منكم يؤمن بان ثورات الربيع العربي مدبرة من الغرب الا اني ارى العكس تماما لان تغيير الانظمة الحالية الموالية للغرب لا يصب في مصلحة الولايات المتحدة الامريكية وخصوصا مع ظهور التيار الاسلامي بقوة في معظم دول الربيع العربي وما التفاف الدول الغربية حول ثورات الربيع العربي الا خوفا من فقدان مصالحهم في المنطقة والعمل على تحقيق الامن والسلام لاسرائيل الحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة الامريكية والغرب ودلك بالتدخل من اجل تشتيت قوة الثوار والعمل على خلق كيانات ضعيفة اقتصاديا وعسكريا وسياسيا حتى تضمن بقاء دول الوطن العربي تابعة لها والحول دون اقامة انظمة اسلامية موحدة سياسيا حتى لاتشكل خطرا على اسرائيل ..ولو كلفها دلك دعم الجماعات الاسلامية وخلق مااسموه بالارهاب والزج بهم في قلب الثورات العربية من اجل اغتيالها...
فلمادا نساندهم وندعمهم ونقف ضد حركات التغيير..وضد الاسلام ؟؟؟؟؟ ارجوا ان اجد جوابا مقنعا عند اعداء الربيع العربي؟؟؟؟؟