السلام عليكم
ذكر بول دوماس عندما استوجب شيخين من أولاد ئدير بحضور ڨايد جلاص طاهر بن براهيم في أفريل من عام 1910 : نحن أولاد ئدير كنا منذ زمن أسياد هذا البرّ و نحن ننحدر من أصل بربري…جدنا مدفون في خنڨة زقلاس.
و زقلاس هي أصل تسمية جلاص مشتقة من كلمتين . زقا أي صاح و لاس أي ابتعد و حسب الرواية الشفوية في للشيخين فلقد حصلت هذه التسمية في أيام الفتح لربوع إفريقية. و يبدوا أن هذه القبيلة تصددت بقوة لهذا الفتح و كانت من أشرس القبائل البربرية إذ أنها نكّلت و طردت الهلالين اللّذين نزلوا بأحواز القيروان و اللذين عاثوا في الأرض فسادا.
و هناك رواية أخرى لكبار من جلاص بأن جدهم الأول يحمل هذا الإسم و له من الأبناء ثلاثة و هم سنداسن و خليفة و ئدير . و هم اللذين تنحدر منهم العروش الكبيرة لجلاص اللتي استقرت و مازالت بعد معاركها مع بنو هلال و طردهم لها في معتمديات السبيخة و الشراردة و بوحجلة و نصر الله و حاجب العيون و الشبيكة و حفوز و العلا و غيرها اللاتي كن المكونات لقيادة جلاص قبل إلغائها و إقحامها مع قيادة القيروان سنة 1956 في محاولة بورڨيبة للقضاء على العروشية في تونس.
و هناك عرشين يتكونان من الكعوب و الڨوازين اللذين تحالفا مع جلاص ضد عدة عروش أخرى مثل الوسلاتية و أولاد مساهل و تقاسما معا غنائم السلب و الإغارة و تعددت الزيجات فذابوا في جلاص و أصبحوا ينسبون إليهم رغم أنهم لا تجمعهم بجلاص رابطة دموية و هم أيضا ينحدرون من أصل بربري . و يذكر العلامة أبو الفوز محمد أمين البغدادي الشهير بالسويدي في كتابه سكائب الذهب في معرفة قبائل العرب أن بنو الجلاص يرجعون إلى قبيلة لواتة الأمازيغية “بطن من جد و خاص من لواتة من البربر”.
و حسب الروايات المحلية أتى جلاص الى جهة القيروان في بداية القرن الخامس عشر من القطر الليبي أو من بلاد الجريد فضايقوا العديد من سكان القرى المنتشرة حول القيروان و اللذين كانوا ينحدرون من بني هلال و شرعوا في مشاغبتهم في أرزاقهم و مراعيهم و سلبهم و الإغارة عليهم فهلك منهم عديد كبير و القلة الباقية هربوا نحو القيروان و هذا ما يفسر انقراض قراهم .
و لكن الرواية الأصح أن جلاص كانوا موجودين في مناطقهم كانوا موجودين في مناطقهم المعروفة الى أنهم التجؤا الى الانكماش و التخفي مثل قبيلة وسلاتة الهوارية بعد الفتح خاصة أنهم من أحواز القيروان و انكمشوا أكثر بعد الزحفة الهلالية و بعد نمو عددهم و كثرة فرسانهم خرجوا من حالة الإنكماش و التخفي و تجبروا على القبائل المجاورة و خاصة الهلالية منها و استرجعوا منها مناطقهم الأصلية بل و انتشروا أكثر شأنهم شأن أغلب القبائل البربرية الأصل في تونس و ما يأكد أنهم هم السكان المحليين ورود اسمهم في كتابات رومانية تحت إسم جولاسيوس كقبيلة بربرية تحالفت مع قرطاج و شكل عدد كبير منها فرسان الجيش القرطاجي في معركة زامة و هي مثل الفراشيش فهذه القبائل مذكورة في الوثائق الرومانية و مازالت معروفة بأسمائها إلى يومنا هذا.
و استعمل أبناء حسين بن علي قبيلة جلاص لقمع الوسلاتية بعد مقتل علي باشا و هو ما أدى إلى اندثار الوسلاتية بجبل و سلات و انتشارهم في أنحاء البلاد. و شاركت قبيلة جلاص في ثورة 1864 اللتي قادها علي بن غذاهم ضد سلطة الباي.
و لا ننسى مساهم جلاص بآلاف الفرسان اثر الإحتلال الفرنسي للبلاد التونسية و نذكر منهم علي بن عمارة اللذي استشهد و هو يقاوم الإحتلال الفرنسي