![]() |
|
القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() ..............................................
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 2 | |||
|
![]() هي معادلة كان طرفها الثاني مختصرا في كلمة" القابلية للاستعمار"....بها تغيرت موازين القوى،،و ما زال صداها عميقا يأسر قارئها،،حقا عظيم!....رحم الله مالك بن نبي |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3 | ||||
|
![]() اقتباس:
فعلا أخي
وان كان لابد من ثورة في بلدنا الجزائر وسائر بلاد المسلمين ... فهي الثورة على النفس أولا والخروج من كنف القابلية للاستعمار التي نغرق فيها من القدم إلى الأدنين لأن حالنا من الذل والهوان هو اقرب للوقوع في شركها من قربه للوقوع في فخ مؤامرات أحيكت لنا مع الاعتراف بأحقية جل الأنظمة الزائلة إلى الأن بالرمي الى مزبلة التاريخ عن طريق ثورة شعبية لانها تفننت في اهلاك الحرث والنسل وبيع الدين بعرض من الدنيا قليل بارك الله فيك على المرور أخي |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 4 | |||
|
![]() *** إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم *** آخر تعديل الاخ رضا 2011-09-10 في 04:07.
|
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 5 | |||
|
![]() رحمة الله على شيخنا ابن باز وأمثاله من علماء السنة قاطبة
لأنهم بحق جاهدوا في الله حق جهاده وساروا على النهج وأبانوا الطريق ................... هذا وان كان من الجنون أن يعلق مثلي على كلمات علامتنا ابن باز إلا أنني مؤمن بشدة أن المسلم أكثر من غيره يطالب بتغيير نفسه بغية تحقق التغيير في الجماعة في الوقت الذي يطالب فيه بدفع مفسدة الظلم والجور بما لا يكون فيه مفسدة أكبر من مفسدته ولهذا كان أعظم الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر ................... وهذا ما كتبته في هذا المنتدى تفصيلا في موضوع سابق بعنوان متى كانت الثورة لله دامت وانتصرت ومتى كانت لغيره انقطعت واندحرت مـــــن هـــــنــــا رابطه ( مع الاشارة الى عدم ايماني بثورة أخرى تلتحرق بلدنا الجزائر على خطى ما يحدث في بلدان أخرى وهي لازالت جريحة كونها ثارت سنة 1988 يوم كانت كـثر من بلدان العرب عامة لا تعرف لكلمة الثورة معنى ولا ترى لضوئها بصيصا وقد كلفتنا هكذا ثورة ربع مليون ضحية قتلوا بأبشع أنواع القتل ... لا اعتقد أنهم عرفوا لما قتلوا بغض النظر عمن قتلهم وبغض النظر عن سبب قتلهم مادامت الوسيلة الوحيدة لتمييع أي خطر تكمن في تشعيبه وتشتيته والتشكيك في كل ما يتعلق به على طــريقـة من يقتل من وهكذا أمور لا تصدق ولا تكذب.... ) ................... وبارك الله فيك على كرم المرور أخي الكريم |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 6 | ||||
|
![]() بارك الله فيك أخي حمزة و هذا ظننا في اخواننا حب الخير للبلاد و العباد و البعد عن أسباب الفتن فنحن الان في نعمة الامن و كل ذي نعمة محسود نسأل الله السلامة لبلادنا و بلاد المسلمين. اقتباس:
اذن أهل العلم بينوا منهج السلف في نصح و لاة الامر و الحكام. **1** اذا كان العالم بحضرة الحاكم أي في مجلسه فلابد له أن ينصحه اذا رأى منه مخالفة أو خطأ . و هذا أعظم الجهاد . لاحتمال قتله و أذيته من ذلك الحاكم خاصة اذا كان جائرا. **2** اذا كان العالم أو الناصح بعيدا عن الحاكم فلابد أن يحاول ملاقاته أو مراسلته بحيث يكون النصح في السر و الستر. و هذا ما يرشد اليه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية ولكن يأخذ بيده فيخلو به فإن قبل منه فذاك وإلا كان قد أدى الذي عليه). و فعل السلف أيضا .كالصحابي الجليل أُسَامَةَ بن زَيْدٍ رضي الله عنهما. روى الإمام مسلم في صحيحه ج4/ص2290 ح 2989 : حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بَكْرِ بن أبي شَيْبَةَ وَمُحَمَّدُ بن عبد اللَّهِ بن نُمَيْرٍ وإسحاق بن إبراهيم وأبو كُرَيْبٍ واللفظ لِأَبِي كُرَيْبٍ قال يحيى وإسحاق أخبرنا وقال الْآخَرُونَ حدثنا أبو مُعَاوِيَةَ حدثنا الْأَعْمَشُ عن شَقِيقٍ عن أُسَامَةَ بن زَيْدٍ قال قِيلَ له ألا تَدْخُلُ على عُثْمَانَ فَتُكَلِّمَهُ فقال أَتَرَوْنَ أَنِّي لَا أُكَلِّمُهُ إلا أُسْمِعُكُمْ والله لقد كَلَّمْتُهُ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ ما دُونَ أَنْ أَفْتَتِحَ أَمْرًا لَا أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ من فَتَحَهُ.............** |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 7 | |||
|
![]() السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أخ رضا
أما الحديث الذي أشرت له آنفا فقد كان في سياق موضوع طويل عريض أشرت لرابطه أعلاه ومما أدرجت فيه أيضا ما يلي " ثم لو كان حال هذا الحاكم ( أو نظامه من بعده ) ما كان، لن يكون أفضل من الصديق خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خطب بعد توليه الخلافة وقال " أما بعد أيها الناس فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم فإن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني، الصدق أمانة، والكذب خيانة والضعيف فيكم قوي عندي حتى أريح عليه حقه إن شاء الله والقوى فيكم ضعيف حتى آخذ الحق منه إن شاء الله لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بالذل ولا تشيع الفاحشة في قوم قط إلا عمهم الله بالبلاء أطيعوني ما أطعت الله ورسوله فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم " ومن هذا المنطلق، كان لزاما على المسلم أن يكون السباق للمطالبة بالحق في الوقت ذاته الذي يجنح فيه لتغيير نفسه، مع التركيز أكثر على تغيير النفس من قبيل أن الأمة ما هي في واقع الأمر إلا مجموعة بشر هو أحدهم، وهذا ما يستوجب عدم بحثه عن الخلل في الأسباب الخارجية دونما لوم للنفس ومحاسبتها، فيحتج بظلم السلطان وفساد المجتمع وكيد الكائدين وهكذا أشياء ....، بل نبحث عن الخلاص في داخل ذواتنا وإن كنا من أسباب نكسة هذه الأمة، لنصلح من ثمة أنفسنا بإتقان كل منا للدور الذي يناط به في مجالات حياته المتزنة، حيث نعطي ديننا حقه وأوطاننا وأنفسنا وأهلينا ....حقوقها، وعندها فقط، سنؤدي ما تفرضه علينا ضريبة الانتماء إلى هذه الآمة ولا نكون من أسباب انتكاسها ... وحري بنا ألا نقع في مفارقة المطالبة بالحق وتغيير الفاسد دون القيام بالواجب ومحاسبة النفس ونحن من المسلمين، لأن رب العزة قال وقوله الحق " وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً "، مع التذكر دائما أن للإسلام قوة ذاتية لا تتوقف على عز العزيز أو ذل الذليل، مادام خالق الكون ضمن نصرة دينه ولو اتفق من في السماوات والأرض على إطفاء قبس نوره، ومن يشك في نصرة الله لعباده في الدنيا والآخرة فليتب إلى ربه وقد أخبرنا جميعا بناموس قرآني فقال " مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ "" هذا وطبعا كلام العلماء فوق الرأس والعين لكنه رأي يقابله آخر أستطيع إدراج صفحات بحالها من قبيل اختلاف العلماء في الفروع لا في الأصول وأساسه مدى جواز الخروج على الحاكم وضوابط هذا الخروج خاصة إذا كان الإدراج على طريقة النسخ والصق وبارك فيك على كرم المتابعة أخي الكريم |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 8 | |||
|
![]() بارك الله فيك اخي |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 9 | |||
|
![]()
|
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 10 | |||||||
|
![]() اقتباس:
و فيك بارك الله أخي الكريم ![]() بل فقط لإثراء الموضوع بالفوائد. حتى يستفيد الجميع ![]() في مثل هذه المواضيع لا بد من نسخ كلام العلماء و لصقه كما هو . أما مسألة الخروج على الحاكم فالعلماء السائرون على نهج السلف. لم يختلفوا فيه بارك الله فيك بل فصلوا فيه. فالحاكم يا اما يكون عادل أو ظالم أو كافر. فالعادل حكمه معروف. أما الحاكم الظالم فقد أجمع العلماء و هذا هو الاصل على عدم جواز الخروج عليه. اقتباس:
اقتباس:
و هذا كلام للعلامة ابن عثيمين يبين فيه هذا الحكم و شروطه. اقتباس:
|
|||||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 11 | |||
|
![]() السلام عليكم ورحمة الله الف شكر اخي على ها الموضوع واسال الله تعالى ان ينير عقولنا الى طريق الثورة السليم لكسر قيود الظلم والتجبر والطغيان والبناء والتشيد |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 12 | ||||
|
![]() اقتباس:
وفيك بارك الرحمن أخ رضا
وطبعا لست أشكك في نيتك كوني فعلا أحب العلماء الذين أشرت لهم آنفا حبي لكل عالم من علماء أهل السنة قاطبة ممن شهدت لهم الأمة بالعلم والعدالة ذلك أن اختلافهم في الفروع لا ينفي اتفاقهم على الأصول وهذه المسائل مما اختلف فيها الفقه قديما واختلف حاضرا وسيختلف مستقبلا والاسلام الذي وسع رخص ابن العباس رضي الله عنه هو نفسه الاسلام الذي وسع تشدد ابن عمر رضي الله عنهما ولهذا أخي أنا الآخر لم أناقش ما ورد في اقتباسك بل أردت الإشارة فقط إلى أن الأمر وجهة نظر تحترم في الوقت التي تقابلها أخرى تحترم ولك مني إذا أردت الخوض في هذا الأمر تفصيلا أن أمثل لما أقصد بمجموعة من الأمثلة وان كنت أصر على أن كلامي هذا لا يقصد الوضع في الجزائر لان الصغير قبل الكبير والسفيه قبل الحليم يعلم ما مر بجزائرينا الحبيبة وأننا إلى الآن لم نشف من آثار عشرية سوداء لا أعادها الله علينا ولا على أي بلاد من بلاد المسلمين وليس من المنطق أن يطالب المرء في الصغيرة والكبيرة بإسقاط نظام لسبب يراه " هو " مقنعا ويفرضه على غيره وإلا ما استقر في الأمة حكم ولا قامت قائمة لنظام من الأنظمة |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 13 | ||||
|
![]() اقتباس:
وعليكم والسلام والإكرام أختي الكريمة
والشكر لك على كرم المرور ثم الله أسأل ما سألته وان كانت الثورة الحقيقية هي التي يفجرها المر في داخله عله يصلح نفسه ويكفي الأمة هم فرد في انتظار البقية والله محاسبنا فرادي أختي وقال وقوله الحق " وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً " |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 14 | |||
|
![]() وفيكما بارك الرحمن أخ عبد الرحمن أخي أيمن
وشكرا جزيلا على طيب المرور ![]() |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 15 | |||
|
![]() مقال رائع يستحق القراءة ................ شروط النهضة عند الشيخ البشيرالإبراهيمي من إعداد:الدكتور البشير قلاتي جامعة الأمير عبد القادر _ قسم الدعوة والإعلام والاتصال تمهيد: الأمة التي تهمل علماءها أمة تُفعل آليات تخلفها بتنمية عوامل الانحطاط في جسمها الاجتماعي،والأمة التي يُساء فيها إلى علمائها أمة محكوم عليها بالضياع بأن تهوي على أم رأسها من مكان سحيق ،،،،، ونحن نلج أعتاب العشرية الثانية من القرن الواحد والعشرين محتوم علينا مواجهة تحديات قاهرة جديدة تُلزمنا التسلح بالفكر الحي الجديد الذي يستلهم من الأفكار الفاعلة لكبار المصلحين من العلماء ؛ إذا عرفنا أن التغيير الإجتماعي لا تصنعه إلا الأفكار الحية ولا يوجِه حركيته إلا المفكرون المخلصون من المثقفين و العلماء،،، ولعل من أهم علماء الجزائر الأفذاذ الذين قادوا حركة الإصلاح الاجتماعي الشاملة الشيخ العلامة المصلح الشيخ البشير الإبراهيمي_ رحمه الله تعالى_ الذي كرس حياته للعلم طالبا وناشرا، وللأمة والجزائر خادما ، مصلحا،،،،الرجل الذي جمع البيان الساحر بالحجة الدامغة بالدعابة المستظرفة,,وسخر كل طاقاته لخدمة قضايا دينه وبلده….[1] وكان الشيخ البشير فعلا مصلح أمة وموقظ شعب؛ كتب الله عليه- أي الشعب الجزائري- حمل أثقال مثل الجبال من الجهل والخرافية والتخلف حتى كاد أن يتماهى مع التخلف فتصبح حياته حياة هذا التخلف فيه،،،،،، لقد كان الابراهيمي كالشعلة التي بثت في الجزائر ثورتها الثقافية، كما يقول المفكر المسلم (رجاء غارودي) ،تلك الثورة التي مكنت الشعب من الاستقلال بعد مائة وثلاثين سنة من الاستيلاب الحضاري الشامل….[2] ولعل هذا ما جعل رجل مثل المستشرق الفرنسي (ماسنيون) يعتبره كما يذكر ( جورج صليبا) من ألد أعدائه !!….[3] _ إصلاح التربية أصل التغيير وأساس الإصلاح: انطلاقا من مفهوم الآية الكريمة: " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يُغيروا ما بأنفسهم"(الرعد/11)،، أدرك علماء جمعية العلماء المسلمين أن تغيير الاوضاع -وهو غاية العمل الاصلاحي - لا يتحقق قطعا إلا إذا حدث التغيير في البنية الذاتية للمجتمع الجزائري ؛ بأن يعمل كل فرد جزائري_ رجل كان أو إمرأة_ على تغيير ما بنفسه أولا بالتخلص من مجموع القيم السلبية : من تواكل، استسلام ، ضعف الهمة،ضعف الإرادة، جهل.. حينذاك يُصبح مؤهلا للتخلص من ربقة الاستعمار ،ويحقق فاعليته في التاريخ،،،،، ولهذا اتخذت الاصلاحية الآية شعارا لها,,,"وتبنتها أساسا لكل تفكير حتى أُشرب الشعب في قلبه نزعة التغيير فأصبحت أحاديثه تتخذ منها شرعة ومنهاجا …."[4] ولم يكن هذا المنهج في التغيير إلا نتاج تأمل عميق؛ سواء في أصول البنية الثقافية والمعرفية للمجتمع الجزائري أو لواقع الحال في تلك الظروف العصيبة من مرحلة الهوان التاريخي ، حتى نجد الشيخ يقول مؤكدا على نقطة البداية :"من أراد أن يخدم هذه الأمة فليقرأها كما يقرأ الكتاب، وليدرسها كما يدرس الحقائق العلمية. فإذا استقام له ذلك، استقام له العمل وأمن الخطأ فيه، وضمن النجاح والتمام له. فإن تصدى لأي عمل يمس الأمة من غير درس لاتجاهها ولا معرفة بدرجة استعدادها كان حظه الفشل."[5] وهذا التغيير لا يتأتى إلا بوسيلة التربية والتعليم؛ التربية بمعنى التوجيه السلوكي والخلقي بزرع القيم وغرس العادات الايجابية التي تدفع للحركة والنهوض وإتقان العمل، ومن ثم الجهاد ضد الاستعمار، وهو ما لا يتم إلا بإصلاح التعليم وفق منهج سديد للتوجيه والتثقيف على أساس فكر حي صحيح يستمد من مرجعية الشعب الحضارية لحمة بنائه،،،،وهو ما يقوم أولا على تنقيه الأذهان وتطهير العقول من رواسب الفكر الخرافي الذي كانت تنشره أوكار التخلف للطرقية البائدة بتشجيع فاعل لمراصد الاستعمار .[6] وقد حلل وعلل رائد النهضة الشيخ عبد الحميد بن باديس- رحمه الله –(وهما يصدران من مشكاة واحدة) أساس التغيير بقوله:" لن يصلح المسلمون حتى يصلح علماؤه ، فإنما العلماء من الأمة بمثابة القلب ؛ إذا صلح صلح الجسد كله وإذا فسد فسد الجسد كله ، وصلاح المسلمين إنما هو بفقههم الاسلام وعملهم به،وإنما يصل إليهم هذا على يد علمائهم،فإذا كان علماؤهم أهل جمود في العلم وابتداع في العمل فكذلك المسلمون ،،،فإذا أردنا إصلاح المسلمين فلنصلح علماءهم….ولن يصلح العلماء إلا إذا صلُح تعليمهم ، فالتعليم هو الذي يطبع المتعلم بالطابع الذي يكون عليه في مستقبل حياته : لنفسه ولغيره؛ فإذا أردنا أن نُصلح العلماء فلنصلح التعليم، التعليم الذي يكون به المسلم عالما من علماء الاسلام يأخذ الناس عنه دينهم ويقتدون به فيه"[7]….. فالقضية منطقية تماما ،وبذكر المعلم القدوة يربط المنهج التعليمي بالتربية والتوجيه السلوكي ،،،وليس مجرد تعليم كلمات وحروف وتلقين معارف مجردة…..بل جاء التأكيد من الشيخ البشير الإبراهيمي على أن : "التربية قبل التعليم…" ؛ لأنها الأساس الذي يُبنى عليه. ولا مستقبل لأمة تفصل بينهما أو تقدم العلم المجرد وتهتم بنشر المعارف الدقيقة وتُهمل بالمقابل التوجيه الخلقي وزرع القيم على أساس من مرجعية الأمة ودينها وثقافتها الأصيلة،،،،،وقد أجاد حافظ إبراهيم في قوله : إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا وهذا ما أدركه الشيخ إدراكا تاما وجعله أساس النهضة، ففي خطاب له في اليوم الثاني للاجتماع العام لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين(مساء الثلاثاء 4ربيع الاول 1351ه) قالها صريحة فصيحة: (( إن جمعيتكم هذه أُسست لغايتين شريفتين: هما إحياء مجد الدين الاسلامي وإحياء مجد اللغة العربية. فأما إحياء مجد الدين الاسلامي ، فبإقامته كما أمر الله أن يُقام ، بتصحيح أركانه الأربعة : العقيدة والعبادة والمعاملة والخلق،،فكلكم يعلم أن هذه الأركان قد أصبحت مختلة ، وأن اختلالها أوقعنا فيما ترون من مصائب وبلايا وآفات ….واختلت الاخلاق وفي اختلالها البلاء المبين ؛ إن الأخلاق في دينكم هي شُعب الايمان ، فلا يختل خلق إلا وتضيع من الايمان شُعبة ، وقد أجمع حكماء الامم على هذه الحقيقة التي قررها الاسلام بدلائله وأصوله : وهي أن الأمم لا تقوم ولا تحفظ وجودها إلا برسوخ الأخلاق الفاضلة في نفوس أفرادها. ولهذا نرى الإسلام يأخذ في شروطه على أبنائه أن يتآمروا بالمعروف ويتناهوا عن المنكر، ويُبديء في هذا المعنى ويُعيد ،ويضرب الآمثال ويبين الآثار ، ويلفت النفوس إلى الإعتبار بمن مضوا وإلى سنن الله الخالية فيهم ..))..[8] وكان هذا الموقف يدل على أن وعي الشيخ كان كبيرا بمدى خطورة الخطط الاستعمارية في إفراغ عقول الشباب وقلوبهم من كل القيم والأخلاق ، والعمل على إلهائهم بما يجذب نفوسهم الى شهواتها حتى يصنعوا الخواء فيهم ، فلا يهتم يومئذ الا بتلبية شهوات الفروج والبطون، فتضيع هممه في التوافه ، فيصبح الواحد منهم ورجولة جسمه تحتج على طفولة أفعاله كما يقول الأديب البارع مصطفى صادق الرافعي- رحمه الله - ،،،،،وهو حال كثير من شبابنا في هذا العصر الذي نعيش فيه ؛مما ينبيك أن خللا رهيبا طال أخلاقنا وزعزع قيمنا في هذه النفوس المغتربة عن دينها وثقافتها، فترى عديد شبابنا ممسوخين خلقا ودينا وشكلا ،،،، وهوما كان شيخنا المصلح ينافح جاهدا – واصلا الليل بالنهار- لمحاربته ،حتى يتحقق أمله المعقود في نواصي الشباب الذين هم عماد الامة،،،ممن تخَيلهم في مقالته المشهورة التي يخاطب فيها الشباب الجزائري:" يا شباب الجزائر: هكذا كونوا أو لا تكونوا……" كان الشيخ البشير يعتبر : (الأخلاق) عمدة في أي مشروع نهضوي،،،،في ذكرياته، يروي عنه تلميذه (تركي رابح) أن الشيخ كان كلما اجتمع بالطلبة الجزائريين بمركز الجمعية بالقاهرة كان يقول لهم:"إنكم لن تستطيعوا أن تنفعوا وطنكم وأمتكم إلا إذا ملكتم سلاحين هامين ، بدونهما لن تفلحوا في الحياة، ولن يستفيد منكم وطنكم شيئا هاما : 1_ الأخلاق القويمة المتينة. 2-العلم القوي النافع. "… وكان شديد التأكيد على الاخلاق يحثهم على التحلي بها من أعماق وجدانه ، كثير التحذير من السطحية والتفاهة ،مؤكدا على عمق الفكر وعرض ما يتلقوه على محك العقل والنقد،،،،ويذكر قوله البليغ(الجدير بأن يكون شعارا ويُكتب بماء الذهب) ...المدرسة هي جنة الدنيا،والسجن نارها،،،الأمة التي لا تبني المدارس تُبنى لها السجون،والأمة التي لا تصنع لها الحياة ، يُصنع لها الموت، والأمة التي لا تعمل لنفسها ما ينفعها ويُسعدها ، يعمل لها غيرها ما يضُرها ويُشقيها..والأمة التي لا تغضب للعز الذاهب ترضى بالذل الجالب ،والأمة التي تتخذ الخلاف مركبا يُغرقها في اللجة،والأمة التي لا تكرم شبابها بالعلم والتثقيف مُضيعة لرأس مالها ، والأمة التي لا تجعل الأخلاق ملاكها تتعجل هلاكها،والأمة التي تلد لغيرها أمة تلد العبيد لا أمة تلد الأحرار والصناديد، والأمة التي تعتمد في حياتها على غيرها طفيلية على موائد الحياة حقيقة بالقهر والنهر وقصم الظهر…..)).[9] ولم يكن الشيخ البشير ممن يكتفون بالتنظير دون مبادرات عمل- كما يفعل الكثير منا اليوم-، يذكر (محمد الغسيري، من رجال الجمعية) أن الشيخ بادر بوضعه للجمعية برنامجا للتعليم يأخذ بيد المعلم يسير به خطوة خطوة إلى الغاية ، فكأنه مُلقن وراء المعلم يملي عليه الكلام ويرشده الى كيفية العمل ؛ لذلك آثر جماعة من قدماء المعلمين تسميته:"مرشد المعلمين" .[10].. _ أهداف التربية عند الشيخ البشير الإبراهيمي: كان الشيخ البشير الابراهيمي مرشدا بأتم معنى الكلمة ،وعلى عاتق المرشد تقع مسؤلية النهوض بجيل الشباب ورسم مستقبل أمة،،وهو ما يقتضي وضع استراتيجية للنهضة تحدد معها أولا الأهداف ،على أساس مرجعية العقيدة الصحيحة وتعاليم الدين الحنيف،،، - تكوين علماء صالحين: أولى الاهداف تكوين نخبة من العلماء تحمل هم الأمة وتتصدى للتغيير والاصلاح،يتكامل فيها العلم والاخلاق،،،حيث أن العلماء من الأمة بمثابة القلب من الجسد ولا يصلح الجسد والقلب فاسد،،،وهو المضغة التي إذا صلُحت صلُح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله…..كما جاء في الحديث،،، ويمكننا تصور فكرة البشير على ضوء منهج مالك بن نبي -رحمه الله - في تقرير الأفكار على شكل معادلات، حيث : علم صحيح + خلق رفيع = نهضة فالابراهيمي يزاوج ويكامل بين العلم والسلوك وهو أساس البنية الثقافية للمجتمع الناهض،،،يقول: (( فالمثقفون في الأمم الحية هم خيارها وسادتها وقادتها وحراس عزها ومجدها.تقوم الأمة نحوهم بواجب الاعتبار والتقدير .وما عامة الامم من أول التاريخ تابعة لعلمائها وأهل الرأي والبصيرة فيها ، تحتاج إليهم في أيام الأمن وفي أيام الخوف. تحتاج اليهم في أيام الامن لينهجوا لها سبل السعادة في الحياة،ويُغذونها من علمهم وآرائهم بما يحملها على الاستقامة والاعتدال.وتحتاج إليهم في أيام الخوف ليحلوا المشكلات المعقدة ويخرجوها من المضائق محفوظة الشرف والمصلحة.))"[11] - تحقيق حرية الفرد: العقيدة الصحيحة في الاسلام تقوم على جوهر مفهوم التوحيد، لا إله إلا الله بمفهومها العميق ، أي عدم قبول التابعية والعبودية إلا لله، وهو ما يقتضي من الفرد أن يشعر بأن العزة لله وحده، وأن الاستعمار بكافة أشكاله طاريء عارض بسبب خلل ذاتي مكن له في جسم الأمة ومقدراتها،،، وتعمل التربية على إذكاء هذا الشعور في نفس الفرد لدفعه للثورة والتغيير ،،،الثورة أولا على قابليته للعبودية بتخلصه من أفكار السلبية والتواكل والقدرية العمياء التي تدفعه للاستسلام،،،ثم الثورةو ضد بؤر الظلام للطرقية ربيبة الاستعمار، ثم الثورة ضد الاستعمار بجميع أشكاله ومختلف أعوانه،،،،، وفعلا بنت الجمعية منهجها التربوي على أساس هذا الهدف الاستراتيجي الذي تحقق، جزء منه، من خلال ثورة أول نوفمبر الكبرى عام 1945م…. _ النهضة والتقدم الحضاري: لا يكفي الاستقلال السياسي وحده إذا لم يُتوج بتقدم ونهضة ورقي، وأصل النهضة السمو الخلقي النابع من الذات الثقافية،،،وهذا ما يتفق عليه معظم من درسوا الحضارات من الشرق أو الغرب،كما يؤكد عليه المفكر الجزائري مالك بن نبي –رحمه الله- في مجمل كتبه التي عالج فيها مشكلات الحضارة،،،،،ولهذا نرى الشيخ البشير يخاطب الطلبة:" لا يضركم ضعف حظكم من العلم إذا وفُر حظكم من الأخلاق الفاضلة ،فإن أمتكم في حاجة إلى الاخلاق والفضائل، إن حاجتها إلى الفضائل أشد وأوكد من حاجتها الى العلم؛ لأنها ما سقطت هذه السقطة الشنيعة من نقص في العلم ، ولكن من نقص في الأخلاق"[12] ولهاذا يعتبر الشيخ البشير أن:" غاية الغيات من التربية هي توحيد النشء الجديد في أفكاره ومشاربه ،وضبط نوازعه المضطربة وتصحيح نظرته للحياة،….ينظر إلى الحياة ،كما هي، نظرة واحدة ويسعى في طلبها بإرادة متحدة ويعمل لمصلحة الدين والوطن بقوة واحدة…"[13] فالتربية هدفها بناء الانسان وليس تكديس أشياء، وهو ما لا يتم إلا بمنهج للتربية الصحيحة النابعة من ثقافة الامة وقيمها الدينية،،،وإذا نجحت التربية في بناء الانسان الصالح والمواطن الغيور على مصلحة وطنه، حينئذ يكون الحصول على الأشياء سهلا ميسورا،،،ولنا في التاريخ عبرة ….[14] وبعد أن ذكرنا بإيجاز شديد- يكاد يكون مُخلا- معالم شروط النهضة عند الشيخ البشير الإبراهيمي-رحمه الله – ونحن نتأمل فيها : لا نشك للحظة حصافة ما بثه من أفكار و صدق ما رسمه للنهضة، ونخال أن أفكاره ومنهجه الإصلاحي والتصحيحي ما زال صالحا لأمراض الأمة المتشابهة ، حيث مازلنا- في هذا العصر- نعاني أزمات الحضارة التي نوه إليها الشيخ الجليل،،وسعى لإصلاحها،وحري بنا أن ندرسها ونعود إليها فهما وتطبيقا،،،، ولا يزال صوت البشير يدوي في كل نادي وزاوية أن: ثوروا على أوضاعكم وغيروا ما بأنفسكم ليُغير الله ُما بكم،،،يا شباب الجزائر ألم أقل لكم:" هكذا كونوا أو لا تكونوا.." ….وعلينا أن نحذر كل الحذر من أن نتمثل قول المعري : غير مجد في ملتي واعتقادي نوح باك ولا ترنم شادي وشبيه صوت النعي إذا قيـــس بصوت البشير في كل نادي ________________________________________ [1]_محمد فاضل الجمالي، " الشيخ البشير الابراهيمني، ورسالته التربوية" ،مجلة الثقافة،الجزائر: وزارة الثقافة والسياحة ،س 5،ع 87، ماي / -يونيو1985 ، ص 131. 132 [2]-_رجاء غارودي، "الابراهيمي: العالم المجدد "،مجلة الثقافة، م، س، ص141، 142 [3]- الدكتور :جميل صليبا، أستاذ الفلسفة المشهور ، من تلامذة الشيخ البشير الابراهيمي المرموقين ( أثناء تدريسه بدمشق )، كتب عنه في مذكراته معترفا بفضله الكبير عليه وكان دائما يردد مفتخرا به:" إنه المعلم في كل مواقف حياته"،،أنظر: جميل صليبا ، " ماسنيون قال لي: " هذا الرجل من ألد أعدائي."…، عن مجلة الثقافة، م، س، ص 57 [4]_ مالك بن نبي ، شروط النهضة،ترجمة عبد الصبور شاهين ،ط1 ،دمشق: دار الفكر،1986 ، ص25. [5] – محمد البشير الإبراهيمي ، جريدة البصائر 2 - 1948.م، ص 3_ رجاء غارودي، نفسه، ص144، أنظر أيضا : مالك بن نبي ، شروط النهضة ، م،س،ص24، 25 [7]_ ابن باديس، آثار الشيخ عبد الحميد بن باديس، ج4:ط1، الجزائر: وزارة الشؤون الدينية ، دار البعث، 1406ه/1985م، ص 74 [8]- أحمد طالب الإبراهيمي،آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي،،بيروت: دار الغرب الإسلامي، ج1، ط1، 1997م، ص 133..136. [9]- تركي رابح،البشير الابراهيمي في المشرق العربي، مجلة الثقافة، م، س، ص232 ،233 [10]- الابراهيمي، آثار الشيخ محمد البشير الابراهيمي، م، س، ج3،ص155 [11]- الابراهيمي، م، س، ج1، ص352 [12]- الابراهيمي، عيون البصائر، الجزائر: الشركة الوطنية للنشر والتوزيع،1971، ص296 [13]- نفسه، ص49 [14]-النموذج الياباني كثيرا يُذكر في هذا الإطار….. |
|||
![]() |
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
مالك ابن نبي |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc