عاجــــــل: الأقســـــــــام مراقبـــــــــــة - احذروا

[فارس الجزائري]

في إحدى الجلسات مع مدير مؤسسة أخبرني أنه سيقوم العام القادم بمراقبة الأساتذة أثناء حصصهم في القسم، وأنه سيعمل على التشديد عليهم حتى تكون النتائج أحسن من العام الحالي، وطبعا هذا حق له لأنه كما يعلم الجميع أن هناك وثيقة زيارة يقوم المدير بتدوين كل ملاحظاته عليها، إلا أن أكثر المديرون لا يقومون بذلك من باب الزمالة من جهة ومن جهة أخرى انشغالهم في الأعمال الإدارية فلا يجدون الوقت لذلك.
إلا أن السؤال الذي تبادر لذهني هو: هل الأستاذ أو المعلم في حاجة إلى مثل هذه الدوريات للمراقبة من قبل المفتش أو المدير لانجاز عمله ؟
هل غاب الضمير المهني لدى المربي الذي من الواجب أن لا يغيب عنه حتى أصبح من الضروري مراقبته من قبل المدير أو مستشارا في التربية أو المفتش ؟
أليس هناك عينا أكبر من كل ذلك ترقبهم جميعا وهي عين الله الساهرة التي لا تنام؟.
هذه التساؤلات قادتني لطرح أمرا آخر وهو أننا نخدع أنفسنا باسم الدين وباسم المبادئ وباسم الحقوق والواجبات، فالناظر لحال المنظومة التربوية يجد أن كل طرف في واد لوحده يهيم، والكل يخدع نفسه تحت شعار الرقي والتقدم وتحقيق أفضل النتائج (طبعا نسبة النجاح وليس الكم المعرفي وكيفية توظيفه).
فالمدير: يهمه الوثائق التي سترسل والنتيجة التي ستحقق في آخر العام - إلا من رحم ربك.
الأستاذ: يهمه الراتب وإنهاء البرنامج وأخبار الزيادات والخدمات – إلا من رحم ربك.
ولي الأمر: همه ابنه يدرس والمحاسبة آخر السنة، ولا ننسى الركض من أجل قبوله للإعادة أو ترقيته – إلا من رحم ربك.
والوزير ومعاونيه: همهم النسبة في الامتحانات الرسمية.
وكل هؤلاء لا يلتفتون إلى كيفيات التدريس ومناهجه ووسائله والأهداف المستقبلية له.
والاستنتاج الذي نخرج به من كل ذلك هو أن البلاد ككل تسير بالبركة دون هدف سياسي واضح، والذي لبد أن ينطلق من وزارة التربية وليس من وزارة المالية أو التجارة أو الاقتصاد.
فالواجب أن الاجتماع الذي يكون كل سنة من أجل إمضاء الميزانية العامة والتي نشاهد فيه السيد الرئيس وهو يلتقط في صورة جماعية مع وزرائه، الواجب أن تُلتقط وهو يمضي السير العام للمنظومة التربوية لكل سنة، ومع جميع وزرائه طبعا. (على أساس أن الكل لبد أن يجند من أجل تحقيق الهدف السياسي للبلاد والمنطلق من وزارة التربية).